الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شكراً كريستينا




عندما تكلم يسوع مع المرأة السامرية تعجب التلاميذ والمرأة كيف يهودى يخالط سامرية، وعندما جلس مع الزانية وطالب برجمها بحسب الناموس تعجبوا من حديثه مع خاطئة وقوله الشهير: «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر اولاً». وتعجب الناس كيف سمح لنازفة الدم ان تلمسه وهى تعتبر نجسة ناموسياً، وذهل اليهود من معجزات السبت وكسر الناموس ولكن يسوع بشريعته الجديدة وهى المحبة فى الأيام الماضية ذهل العالم فلأول مرة فى تاريخ الرهبنة تخرج راهبة من كنف رهبنتها لتشارك فى برنامج مسابقات غنائى «ذا فويس» فى نسخته الإيطالية. الراهبة «كريستينا» أبهرت الجمهور والحكام بأدائها المميز والمبدع  وحظى الفيديو الخاص بها على «يوتيوب» بملايين المشاهدات وحظيت كريستينا بتشجيع صديقاتها الراهبات، وصراخ الجمهور مع غنائها، وتأثرت لجنة التحكيم حتى بلغ التأثر مداه بمغنى الراب «ج. اكس» حد البكاء، وقد انضمت كريستينا لفريقه، الأجمل من كل ذلك فقد اعلن الكاردينال «جيانفرانكو رافازي» من الفاتيكان رسالة جاء فيها: «الأخت كريستنيا، كل واحد منا حسب الموهبة التى خلقت بداخله، يضعها فى خدمة الآخرين لقد أحببت جداً الأخت كريستينا وأحببت أكثر تشجيع صديقاتها، وصدقاً دمعت عيناى مع مغنى الراب». ان هذه الراهبة التى تركت العالم لتدخل الدير باحثة عن الرب ولتقيم علاقة شخصية روحية بينها وبينه لم تنسى ان الله اعطاها موهبة (وزنة) عظيمة لتستثمرها لا ان تدفنها داخل الدير، او تضعها مع كراكيب الماضي. لقد استثمرت الوزنة لتجنى ثمار ثلاثين وتسعين ومائة كما يقول الكتاب المقدس، ان رسالتها التى قدمتها للعالم تقول: ان الراهب لم يهرب من العالم لخلاص نفسه فقط كما يدعى البعض ولكنه مرتبط بالعالم ويصلى من اجله ويشاركه افراحه واحزانه على السواء. ان المسيحية ليست ديناً نعبد من خلاله الله ولكنها نموذج حياة للشركة مع الله. شكراً كريستينا فأنتى نموذج للمسيحى الحقيقي.


الأب شريف ناشف
راعى معاون كنيسة القديس كيرلس للروم الكاثوليوك