الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أزمة المقطم تثير ردود أفعال شبابية «غاضبة» وكنسية «عاقلة»




لم يكاد مجلس كنائس مصر يستعد بالانشطة والفعاليات المشتركة فى عامه الثانى جاءت أزمة المقطم وما تبعها من اشتعال لصفحات التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» بالردود والتعليقات وتوجيه كل طرف الاتهامات للآخر.
وبالرغم من اشتعال الردود الانفعالية والعاطفية من الشباب جاء رد القيادات الدينية لتؤكد تمسكها بالوحدة والسير على طريق المحبة والوحدة التى لا تعنى الانصهار ولكن البحث عن المشتركات وترك نقاط الخلاف.
ردود أفعال رسمية
طالب القس صفوت البياضى رئيس الطائفة الانجيلية بالصلاة من أجل المحبة وذلك بعد محاولة البعض أن يجرنا الى معارك طائفية.
وأضاف بعد قرار أسقف المقطم الانبا ابانوب بمنع تداول الترانيم الانجيلية بدير القديس سمعان الخراز بالمقطم قائلا: «يحاول البعض أن يجرنا إلى معارك طائفية للرد على بعضنا البعض، وأرجوكم باسم الرب ألا تنخدعوا وتقتادوا إلى محاولات لا طائل منها تصب فى صالح إبليس ومملكته».
وقال: «أطلب منكم أن تقدموا محبة للجميع، وتصلوا لأجل كل من يسىء اليكم، ترانيمنا وتسابيحنا لإلهنا وليس لإرضاء البشر. إنها لغة السماء، التى لا غنى عنها هناك، وكل نغمة تسبيح بكلمات كتابية وألحان روحية تتفق مع كلمة الله مقبولة بغض النظر عن واضعيها، أرجوكم لا تنقادوا لمعارك جانبية»، واختتم قائلا: «افرحوا.. اشكروا.. صلوا كل حين».
كما تحدث البابا تواضروس فى عظته عن المحبة والوحدة والتلاحم فى الكنيسة الاولى موضحا أن مجتمع الكنيسة الاولى كان محددا جداً ويمكن ان نسميه المجتمع المسيحى البكر للكنيسة المسيحية.
وأشار الى وجود ثلاث علامات محددة للكنيسة الاولى فشعار هذا المجتمع هو المحبة وعملهم الرحمة وهدفهم الابدية والنصيب السماوى، لافتا الى أن محبة الرسل والتلاميذ لبعض هى سر نجاحهم ومحبتهم لمن يقومون بخدمتهم جعلت لهم نصيبا فى السماء.
وأضاف: إذا كانت كنيستنا كنيسة رسولية تنتمى للرسل فأقل شعار للكنيسة هو المحبة، فالمحبة هى رأس المال للكنيسة فهى لا تملك سوى المحبة.
وعن العامل الثانى قال: وعملهم الرحمة اذا توافرت المحبة وجدت الرحمة طريقها فالمبدأ الذى تقوم عليه الكنيسة ككل هو اعمال الرحمة، مشيرا الى الهدف الثالث وهو الابدية والنصيب السماوى.
فى السياق ذاته وجه الانبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس رسالة الى شعب المقطم عبر حسابه الشخصى بالفيس بوك قال فيها «رسالة محبة لشعب المقطم المحب للسلام والخاضع للمسيح اخضعوا لأسقفكم وأطيعوا أباكم الساهر عن خلاص نفوسكم طوباكم لأنكم نلتم أبا متضعا محبا وقورا وغيورا على خلاص نفوسكم إنه أمين فى أبوتة ورسالته المقدسة التى ائتمنه عليها المسيح بالروح القدس.
وأضاف يجب أن نميز ما بين محبة الجميع والاندماج مع عقائد الآخرين نحن نحب الكل بدون شرط حتى الأعداء بحسب وصية الهنا الصالح ولكننا من حقنا أن نتمسك بإيماننا وندافع عنه ونعلنه ونموت من أجله.
وقال: «تمسكى بإيمانى وشرحه للناس وإعلانه وإبراز جوانب تميزه لا يعنى إطلاقا تحقير عقائد الآخرين أو الازدراء بهم ولا يعنى عدم محبتهم ولا يعنى عدم قبولهم وكذلك محبتى للكل لا تعنى تهاونى فى إيمانى وعقيدتى ومحبتى لإلهي.
واختتم رسالة قائلا:أرجو أن هذه الثقافة تنتشر بين شبابنا (نختلف ولكننا نحب) (نحب ولكننا لا نتنازل عن إيماننا الأقدس).
مظاهرات احتجاجية
بينما قام أمن الكاتدرائية المرقسية بالعباسية منع دخول أهالى المقطم باللافتات المؤيدة للقس سمعان راعى كنيسة ودير القديس سمعان الخراز بالمقطم وسمح لهم بالدخول عقب تركهم اللافتات بالخارج الا انهم استطاعوا الدخول الى الكاتدرائية انتظار لحضور البابا تواضروس والتجمع وترديد عدد من الهتافات منها «أبونا سمعان يابلاش واحد غيرة ماينفعناش»
وقد غادر بعضهم الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بعد لقاء القس انجليوس اسحق والقمص مكارى سكرتيرا البابا واللواء نبيل رياض مدير أمن الكاتدرائية فيما ظل آخرون امام المقر فى انتظار البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
وطمأن مدير أمن الكاتدرائية الاهالى الغاضبين قائلا لهم: «أنا معكم وان انتقل جبل المقطم لن يمشى أبونا سمعان من المقطم».
وقد عرض أهالى المقطم فيديو مسجلا بين القمص سمعان والانبا أبانوب، والذى شاهده الأب أنجليوس محاولا تهدئة الأجواء.
بداية الأزمة
البداية كانت عندما تعدت احدى عضوات فريق الترانيم لفظيا على أسقف المنطقة الذى كان اتخذ قرار إيقاف خدمة الكورال وقالت له «امشى واحنا مش عايزينك وإيه إللى جابك عندنا».
وظل الانبا ابانوب صامتا الى أن تعالت اصوات الشعب الموجود بالكنيسة فما كان من الاسقف إلا أن قال للشعب الغاضب «لو سمحتو محدش يرد بالنيابة عنى أنا بنعمة المسيح كفيل بكل شىء واستطرد قائلا: « ياشعب المقطم اتمسك بالكنيسة الذى يمثلها البابا تواضروس وحقارتى والشعب هتف».
وحول أحداث المقطم قال القس باسيليوس جرجس المتحدث باسم كهنة المقطم: «أود توضيح أن كهنة المنطقة وعددهم حاليا 22 كاهنا وموقعا من 19 منهم يتقدمون فيه بالشكر الى البابا الأنبا تواضروس الثانى لتفضله برسامة الأنبا أبانوب أسقفا عاما لهم ولمنطقة المقطم.
وقال «يعلن صاحب النيافة الأنبا أبانوب أنه لن يعاقب المشاغبين الذين افتعلوا هذه الأحداث ولا حتى المحرضين لهم، وبالنسبة لخبر طرد الأقباط غير الأرثوذكس من الكنيسة فهذا الخبر أيضا غير صحيح فالاسقف أعطى الفرصة عدة أشهر لمرنم غير أرثوذكسى يرنم على منبرنا بتغيير طريقته فى الترنيم لتتناسب مع طبيعة كنيستنا الأرثوذكسية ولكنه لم يغير من أسلوبه وظل على طريقته فاضطر الى منعه من الترنيم على منبرنا ولم يقم بطرده، وواضح من المقاطع المعلنة قول سيدنا «من يريد أن يتبعه فليذهب معه ولا يفرضوه علينا».
وأضاف البيان: «من جهة الطائفية فالأنبا أبانوب أسقفا عاما على كنائس المقطم الأرثوذكسية وليس على كنائس طوائف أخرى وشيء طبيعى أن يحافظ نيافته على التعاليم الأرثوذكسية فى كنائسه وهذا لا يتعارض مع توجيهات البابا الخاصة له أثناء رسامته أسقفا للمقطم طالبة قداسة البابا بذلك».
وكان أن الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس قد اجتمع فى ساعة مُتأخرة مع عشرة من كهنة المقطم لبحث الموقف داخل دير القديس سمعان، والتأكيد على حق الكنيسة القبطية (مُمثلة فى أسقفها) فى ضبط إيقاع الخدمة والرعاية داخل الدير بما يتواءم مع الفكر الأرثوذكسي.
الاجتماع غاب عنه الأب سمعان إبراهيم، الذى -وبحسب مصدر مُقرب منه- يعتكف حالياً بالمزرعة التابعة للدير.
ردود أفعال الشباب
اتهم نُشطاء أقباط عدداً من الفضائيات المسيحية التى تبث من خارج مصر، وتقوم بنقل فعاليات وأنشطة الدير بتأجيج الصراع من أجل الحفاظ على مصالح مادية حيث إن بث تلك الفعاليات التى تحظى بمشاركة الآلاف من المنتمين لمختلف الطوائف يُدر عائداً مالياً ضخماً تستفيد منه تلك القنوات، كما وجهوا أصابع الاتهام بتأجيج الفتنة وترسيخ الانقسام إلى شخصيات قبطية فى الخارج تستفيد بدورها من الظهور على تلك القنوات وقد سخروا صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى للهجوم غير المبرر على الكنيسة القبطية وأسقفها الذى - بحسب رأيهم - لم يتجاوز حدود وظيفته حينما اتخذ قراراً تنظيمياً باقتصار أداء التسبيح على خدام وشمامسة الكنيسة الارثوذكسيين.
كما تداول نُشطاء موقع فيس بوك صورة للأب سمعان إبراهيم راعى كنيسة المقطم وإلى جواره الأب أندراوس اسكندر الذى سبق أن أصدر الأنبا باخوميوس قراراً بوقفه عن الخدمة وإحالته للتحقيق الكنسي، حالة من الجدل، خاصة أن الصورة نفسها نشرها الأب أندراوس على صفحته الشخصية مصحوبة بتعليق «معاً بمؤتمر تغيير العالم فى سويسرا وفرنسا».
يتزامن نشر الصورة مع قرارات وصفت بالجريئة من جانب الأنبا أبانوب أسقف المقطم تجاه الطريقة التى كانت تُدار بها الخدمة بدير القديس سمعان، الذى تحول فى نظر بعض مسئولى الكنيسة القبطية الارثوذكسية لمستوطنة للفكر البروتستانتى المُغاير تماماً لفكر الكنيسة القبطية.