الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سيادة النائب السابق




كتب : مصطفـى زغلول

فى الأيام الماضية ظهرت على شاشات بعض القنوات الخاصة مجموعة من الوجوه المعروفة بأنها كانت من رموز وأعلام النظام الأسبق، التى كانت قد توارت عن الأنظار طوال ثلاث سنوات كاملة، وما فاجأ الناس وفجر دهشتهم هو تعريف هؤلاء الرموز بأنهم نواب سابقون ومن قادة ثورة 30 يونيو، هؤلاء النواب- الواهمون- دبت فيهم الروح وزاد نشاطهم فى الفترة الأخيرة، وبدأ كل منهم يستعيد أحلامه السابقة بالعودة إلى البرلمان مرة أخرى، مصورا له خياله المريض بأن الزمن سيعود بنا إلى الخلف، ولكنهم يجب أن يعلموا جيدا أن الزمان أبدا لا ولن يعود إلى الخلف، وأن عجلة الزمان إذا درات لا يستطيع أحد أى كان إيقافها، وأنهم لو كان لديهم ذرة وطنية أو حب وانتماء لهذا البلد الذى استفادوا من ورائه الكثير والكثير، عليهم أن ينسحبوا فى هذ المرحلة المهمة من تاريخ الوطن وألا يضعوا رئيس الجمهورية الجديد فى أى موقف محرج ناتج عن تملقهم له أو محاولة أخذ مكان فى نظامه السياسى الجديد، وأن هذه المرحلة لا تصلح لعودتهم، لأن وجودهم يذكر الشعب بدماء الشهدا الزكية التى سالت فى شوارع مصر المحروسة طوال ثلاث سنوات، والفساد الذى ساد أرجاء البلاد ومؤسساتها والذى شاركوا فيها واستفادوا منه طوال حياتهم السياسية، والفقر والجهل والمرض الذى سيطر على أكثر من نصف الشعب المصرى بسببهم، وسرقة إرادة الشعب والجماهير باعتيادهم على تزوير الانتخابات المختلفة والتى تجلت فى أوضح صورها بتزوير انتخابات مجلس الشعب 2010 والتى كانت من أهم أسباب ثورة 25 يناير 2011، يجب أن يعلموا أن زمانهم قد ولى ومضى، وأن إمكانية عودتهم للمشهد السياسى مرتبطة بعودة أولياء نعمتهم وسادتهم المقيمون حاليا بالسجون أو حتى المفرج عنهم على ذمة قضايا، فيجب على هؤلاء النواب أن يحمدوا الله عز وجل على نعمته بأنهم ما زالوا على قيد الحياة يعيشون وسط عائلتهم يتمتعون بما حصدوه من خيرات الشعب المصرى، فلم تفتك بهم الثورة ولم يحاسبوا على ما ارتكبوه من جرائم فساد متنوعة فى حق البلد الذى ما زال يرحب بهم ولم يطردهم من أرضه، يجب على هؤلاء النواب أن يتذكروا كل هذا، ويتركوا الساحة السياسية الآن لغيرهم من الوجوه الجديدة والشخصيات المحترمة والشابة التى لم يشوبها ويلوثها فساد الأنظمة السابقة، لتأخذ فرصتها مع النظام الجديد الذى يبحث عن مستقبل مشرق لمصرنا الحبيبة يعوضها به عن الماضى البائس الذى تسببتم به أنتم وكل من عاونكم، وهذا المستقبل لن يأتى بفكركم الذى تربيتم عليه ولا بأساليبكم الملتوية التى لا تعرفون غيرها.