الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«التلصص» و«الفقد» يغلفان قصص مجموعة هشام أصلان الأولى




كتب - محمد عبد الخالق
بعد كتابات عديدة جمعت بين القصة والخاطرة المتأملة أو ما يمكن أن نقول عنه «المقال الأدبي» فى صحيفة «الشروق»، يستعد الكاتب الشاب هشام إبراهيم أصلان لطرح أول مجموعة قصصية، عن دار «العين» للنشر.
وحسب هشام تضم المجموعة عددا من العناوين منها: «أصوات الممر»، و«مجرد رائحة»، و«ورقة على واجهة السبيل»، و«رقص السنة»، و«صلاة»، و«شرفة الشارع الخلفي»، بالإضافة إلى عدد من العناوين الأخرى، فضلا عن نص طويل نسبيا بعنوان «غرف إضافية».
وأوضح هشام أن النصوص تربط بينها عدة تيمات، مثل «التلصص»، والنظر من عدة زوايا لأكثر من شخص، ليس بوصفه فعلا غريزيا يمارسه الصغار والكبار فقط، بل بوصفه أداة حقيقية، غير مملة، لكشف الفروق بين أرواح الأماكن على سبيل المثال.
وأضاف: أيضا تيمة «الفقد» ومدى قدرة البشر على تجاوزه، بغض النظر عما يفعله فى خلخلة الخط الحياتى لأشخاص يعيشون مطمئنين، ومدى قدرتهم على اعتياد تلك الأمور والمتغيرات. والفقد الذى انشغلت بالتعامل معه، لا يقف، فى تصوري، عند فكرة الرحيل عن الحياة، بل من الممكن جدا أن يكون رحيلا من مكان إلى آخر، وتلك الطاقة التى يتركها أحدهم، والتى من الممكن أن تتجلى فى ورقة ملصقة على وجهة سبيل تطلب قراءة الفاتحة لصاحبه.
وخلص الكاتب الشاب إلى أنه فى النهاية يحاول البحث عن إجابات لما يشغله من أسئلة إنسانية، وعمل شيء من التوازن النفسى بين العالم الذى نعيش بداخله وبين العالم الخارجي، وهذا لا يعني، بالطبع، وضع يدينا -فورا- على أية إجابات، لكن، على الأقل، نحاول الوصول إلى بعض الفهم بإشراك آخرين فى الأمر، أملا أن تتوفر بعض المتعة لهؤلاء الآخرين.
عند سؤاله عن أجواء كتابة قصص المجموعة التى لم يستقر بعد على اسم نهائى لها قال: سؤالك هذا ذكرنى بقلق بالغ كنت أعيشه، وربما مازال بعضه قائما، بسبب بعض الهواجس التى يعرفها أصدقائى المقربين، الذى لا أود الخوض فيه ثانية نظرا لحديثى عنه أكثر من مرة. لكن دعنى أقول لك إننى فى البداية، فررت من المسألة بإيجاد طريقة، تتلخص فى صياغة ما يشغلنى من أسئلة ورغبة فى الحكي، عبر المقالات الأدبية، التى تُحقق تناول ما يشغلنى من خلال الكتابة عن آخرين. لكن هذه الصيغة، لم تمنع، بعض المحاولات الخاصة، والبدء فى كتابة هذه النصوص التى لم أستطع تصنيفها وقتها، مع العمل، بقسوة للقضاء على أسباب القلق.
واستطرد: بدأت فى كتابة هذه النصوص نهاية 2011، غير أنها انتهت إلى شكل يختلف تماما عما بدأت به، حيث كنت أكتب المشاهد مع حيرة كبيرة فيما سوف تؤول إليه من تصنيف، ثم تعرضت هذه النصوص للكثير من الحذف، أو استقطاع فقرات من نصوص لإضافتها إلى نصوص أخرى، إلى أن وصلت فى النهاية للشكل الذى قررت طرحه فى هذه المجموعة.
وفيما يشبه الإجابة الجاهزة قال سريعا عند سؤاله عما إذا كان قد فكر فى كتابة الرواية قال: «أتصور أن الكلام سابق لأوانه».
لكن سريعا أيضا استدرك قائلا: لا أخفيك سرا لو قلت إننى فى بداية كتابة هذه النصوص، فكرت فى صياغتها بعمل روائي، فكما ذكرت كان لدى حيرة كبيرة فيما ستنتجه هذه الكتابة، قبل وصولى لقناعة أن الشكل القصصى هو الأنسب، غير أننى بالفعل لا أزال مشغولا ببعض عوالمها وأتصور أن بعض الشخوص، ما زالت تحتمل توسيعها فى عمل روائى مقبل، لكن كما قلت، هو كلام سابق لأوانه.
وعن المرحلة الأخيرة بعد اكتمال النص، وهى مرحلة النشر، وردا على سؤال عن كيفية أو سبب اختيار دار النشر، وفكرة نشر المجموعة فى وقت معين قال: دعنى أقول لك إن أهم ما كان يشغلني، بالإضافة طبعا لاسم الناشر، هو عدم تأخر عملية النشر، لأننى لن أعتبر نفسى انتهيت من العمل حتى أراه منشورا، وهو بالمناسبة نفس شعورى تجاه ما أكتبه من مقالات. وأعرف بالطبع أن هناك من يمتلكون القدرة على تجاوز العمل بمجرد انتهاء الكتابة والبداية فى عمل جديد، لكننى لا أمتلك هذه القدرة. والحقيقة أن هذه العوامل متوفرة بامتياز فى دار العين للنشر، ونحن الآن، فقط، فى انتظار الفنان أحمد اللباد من الغلاف.