الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

صيام رمضان يربك حسابات الجزائر أمام ألمانيا غدا




بعد الإنجاز التاريخى الذى حققته الجزائر بتأهلها لدور الـ 16 بالمونديال لاول مرة فى تاريخ مشاركاته الاربع فى نهائيات كأس العالم، امتزجت مشاعر الجزائريين بين الخوف والقدرة على مواجهة التحدى، عندما يواجه منتخبهم العملاق الألمانى غدا الاثنين فى دور الستة عشر بنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة بالبرازيل. وكانت الجزائر تغلبت على ألمانيا الغربية 2-1، فى أول ظهور لها بمونديال إسبانيا عام 1982. وخرجت الجزائر حينها من الدور الأول رغم تحقيقها لانتصارين على المانيا وتشيلى وخسارة واحدة من النمسا. وندد الجزائريون آنذاك بما أسموه الفضيحة بعد اتفاق ألمانيا والنمسا على ترتيب نتيجة المباراة لصالح الألمان ليصعد المنتخبان معا إلى الدور الثاني. ومنذ ذلك الحين أقر الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا)، إقامة مباريات الجولة الأخيرة من دور المجموعات فى توقيت واحد.
ورغم المشاعر المختلطة التى تنتاب الجزائريين إلا أن المشجعين الجزائريين أبدوا تفاؤلا بقدرة المحاربين على الوقوف الند للند أمام الألمان، والتطلع لمواجهة تاريخية أمام فرنسا فى دور الثمانية فى حال تخطى «الديوك» لنيجيريا فى الدور الثاني.
ويأتى الصيام على رأس الصعوبات التى تواجه محاربى الصحراء فى لقائهم أمام الماكينات الألمانية،حيث تضاربت آراء أئمة الجزائر بين مؤيد ومعارض لإفطار اللاعبين. وأفادت تقارير إخبارية أن البوسنى وحيد خليلوزيتش المدير الفنى للمنتخب الجزائرى قد اجتمع بلاعبيه امس الأول وطلب منهم الإفطار يوم المباراة ضد ألمانيا. وقالت صحيفة «الهداف» الجزائرية على موقعها الإلكترونى أن خليلوزيتش كان متفهما للاعبيه الذين أرادوا أن يصوموا طيلة الأيام التى سيقضونها فى البرازيل خلال الشهر الكريم، وكشفت عن أنه قال للاعبيه «صوموا فى الأيام العادية التى ستكتفون فيها بالتدريبات وأفطروا يوم نواجه ألمانيا».وأشارت الصحيفة إلى أن خليلوزيتش نصح اللاعبين بالإفطار يومها، ولم يصدر قرارا إجباريا يلزمهم بالصيام.وأعلنت الجزائر أن يوم الأحد هو أول أيام رمضان. وطلب خليلوزيتش من اللاعبين عدم الإجابة عن أسئلة الصحفيين فيما يتعلق بالصيام.
وتناولت الصحافة الجزائرية عدة تساؤلات حول صيام اللاعبين خلال مباراة ألمانيا، وانقسمت الفتاوى فى الجزائر بين المتساهل فى إعفاء اللاعبين من الصيام والمتشدد فى مطالبتهم بالصوم «على اعتبار ان اليوم قصير فى البرازيل» ويمكن تحمل مشقة عدم الأكل او الشرب كما تنص عليه الشريعة الاسلامية.» ويرى الشيخ محمد مكركب، عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (غير الحكومية) حرمة الافطار للاعبين فى رمضان. وقال: «لا يجوز لهم الإفطار فى نهار رمضان من أجل اللعب». وكان مكركب يرد على فتوى الشيخ محمد الشريف قاهر رئيس لجنة الإفتاء فى المجلس الإسلامى الأعلى وهو هيئة رسميةالتى أجاز فيها للاعبين الافطار على اعتبار أنهم مسافرون، و الاسلام يبيح للمسافر عدم صيام رمضان، وتأجيل ذلك الى حين عودته الى بلاده. اما رئيس نقابة الائمة الشيخ جلول حجيمى فرأى ان «بإمكان اللاعبين الصيام لأن البرازيل فى فصل الشتاء والنهار قصير والحرارة منخفضة». لكنه «لا مانع من إفطار اللاعبين فى حالة المضرة».
وكشف الطبيب الجزائرى ياسين زرفينى عضو اللجنة الطبية للاتحاد الدولى لكرة القدم لصحيفة الشروق الرياضى الجزائرية أن «الدراسات العلمية الميدانية التى اشرف عليها تحت رعاية الفيفا أثبتت بأن الصيام لا يضر بتاتا بصحة اللاعبين ولا يؤثر على لياقتهم البدنية، ولكنه على العكس قد يكون محفزا إيجابيا عند بعض اللاعبين»
وأظهر بعض اللاعبين الجزائريين تدينهم من خلال السجود بعد تسجيل الاهداف كما كان الحال لنجم المنتخب سفيان فيغولي.  وأكد صانع ألعاب المنتخب الجزائرى عبد المؤمن جابو أو ميسى الجزائر كما يطلق عليه رفضه التام والقاطع الأخذ بفتوى الإمام الذى أجاز للاعبين أن يفطروا يوم مباراة ألمانيا .وحرص ابن سطيف جابو على أداء فريضة الصيام خلال شهر رمضان الفضيل وأكد لمقربيه أنه بإمكانه التدرب واللعب بشكل عادى وهو صائم دون أى تأثير على لياقته البدنية وأدائه فى المستطيل الأخضر.
وعن المواجهة الصعبة أمام ألمانيا أكد على فرقانى قائد المنتخب الجزائرى فى مونديال إسبانيا 1982، إن المنتخب الألمانى غالبا ما يجد صعوبة فى تجاوز منتخبات شمال إفريقيا، مذكرا بالتعادل السلبى أمام تونس فى دور المجموعات بنهائيات كأس العالم 1978 بالأرجنتين، وبالفوز الصعب للماكينات على المغرب 1/ صفر، فى الدور الثانى بمونديال 1987 بالمكسيك. وأوضح فرقانى أن الجزائر سبق وهزمت ألمانيا فى مباراة ودية فى ستينيات القرن الماضى بالجزائر قبل أن تحرز فوزاً تاريخيا على العملاق الألمانى فى مونديال إسبانيا.ونوه فرقانى أن المواجهة القادمة ستكون فرصة للجزائريين لمواجهة التحدى وتحقيق فوز جديد على منتخب ألمانيا الذى أكد أنه يشارك فى المونديال للفوز باللقب وليس الاكتفاء بلعب الأدوار الثانوية.
أما مصطفى دحلب أحد نجوم « الخضر» فى مونديال إسبانيا أيضا فأكد أنه كان يتمنى ألا يواجه منتخب بلاده ألمانيا مجددا، حتى يبقى الانتصار المحقق فى اسبانيا محفوظا فى سجل التاريخ. وأشار دحلب إلى أن اللاعبين الجزائريين الشبان سيحاولون تحقيق نفس الانجاز وتخطى الألمان مؤكداً صعوبة المهمة أمام منتخب مرشح بقوة للتنافس على اللقب.
فيما لفت مجيد بوقرة قائد المنتخب إلى أن المباراة ضد ألمانيا ستكون صعبة، وأن الفريق سيحضر بكل جدية لتقديم أفضل ما لديه بعدما نجح فى تحقق الهدف الذى جاء من أجله إلى البرازيل.