الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الدراما تتمرد على العشوائيات وتعود لحياة القصور




دائما كانت هناك اتهامات للأعمال الدرامية بأنها تصدر السلبية عند المصريين ومشاكلهم، خاصة الموجودة فى الحارة المصرية ووصفتها بأنها منبع البلطجة والمخدرات دون النظر إلى أى شىء آخر، لكن يبدو أن صناع دراما رمضان القادم قرروا التمرد على هذه النوعية من الأعمال والتعمق أكثر فى عالم الأثرياء ورجال الأعمال وتقديم حياة الفيلل والقصور.
البعض يفسر ذلك كسر المعتاد وحالة الملل والرتابة والاكتئاب التى أصابت المُشاهد من جراء مشاهد أعمال البلطجة والعنف والمخدرات، لكن فى المقابل انتقدوا التركيز على الطبقات الارستقراطية فى مجتمع الغالبية العظمى من موظفين وعمال وعشوائيات من أوائل المسلسلات التى تدور داخل القصور مسلسل «السيدة الأولى» الذى تقوم ببطولته غادة عبد الرازق ويشاركها البطولة ممدوح عبد العليم وسامح الصريطى وريهام حجاج وإخراج محمد بكير وتدور أحداثه داخل القصر الرئاسى من خلال وصول أحد المرشحين للرئاسة لمنصب رئيس الجمهورية، فتحاول «السيدة الأولى» السيطرة على مقاليد الحكم وبرغم إعلان صناع المسلسل أنه لا يمت بصلة من قريب أو بعيد لسوزان مبارك، إلا أن الظواهر تؤكد ذلك وستبرز خلال الأحداث ومن خلال الملابس التى يرتديها أبطال المسلسل حالة الثراء داخل القصور، وقد حرصت غادة عبد الرازق فى أعمالها الأخيرة التركيز على الصورة الحلوة والديكورات الفخمة، أيضا هناك مسلسل «اكسلانس» الذى يقوم ببطولته أحمد عز ونور ومنة فضالى وصلاح عبد الله وأحمد رزق وتأليف أيمن سلامة وإخراج وائل عبد الله.
وتدور أحداثه حول رجل أعمال ثرى يتم اتهامه فى جريمة قتل وتجمعه علاقة حب بإحدى الموظفات والتى تجسدها اللبنانية نور وقد حرص المخرج وائل عبد الله على التصوير فى أماكن سياحية مثل لندن ودبى بجانب الديكور الخاص بفيللا البطل والشقيق الفخمة التى يعيش فيها باقى الأبطال للخروج من دائرة العشوائيات والحارة.
الفنان تامر حسنى اختار مسلسل «فرق توقيت» ليعود به للدراما بعد غياب 3 سنوات وقرر أن يقدم شخصية جديدة بعيدة عن «آدم» الذى كانت تنتمى للطبقة الشعبية الفقيرة، حيث اختار موضوعًا جديدًا ودورًا مختلفًا، فشخصية ياسين فى «فرق توقيت» تنتمى للعائلة الارستقراطية ووالده يمتلك شركة للدعاية والإعلان ويقوم هو بوضع الموسيقى التصويرية للإعلانات ويموت أبوه فجأة، ويصبح هو المسئول عن كل شىء فى الشركة فيدخل فى صراع مع شقيقه أحمد السعدنى، الفنانة ليلى علوى دخلت السباق الرمضانى هى الأخرى بمسلسل تدور أحداثه داخل عالم رجال الأعمال وهو «شمس» ويشاركها البطولة جميل راتب وهانى عادل وتأليف محمد رفعت وإخراج خالد الحجر وتم تصوير غالبية أحداثه بين فيلل ومنتجعات سياحية وشركات، حيث تجسد ليلى شخصية «شمس» الابنة الوحيدة لجميل راتب ووريثته وبعد وفاته تتولى إدارة أعماله.
أيضا مسلسل «اتهام» من الأعمال التى تنتمى لنوعية أعمال الطبقة الارستقراطية وتقوم بالبطولة فيه الفنانة اللبنانية مريام فارس فى أولى تجاربها الدرامية مع حسن الرداد وعزت أبو عوف ويتم التصوير ما بين مصر ولبنان.
الزعيم عادل إمام يقدم هو الآخر مسلسل «صاحب السعادة» وتدور أحداثه حول لواء شرطة متقاعد ويعيش مع بناته وأحفاده وغالبية الأحداث تدور داخل فيللا البطل ويشارك فى بطولة المسلسل لبلبة وأحمد عيد وإدوارد وتأليف يوسف معاطى وإخراج رامى إمام.
مسلسل «المرافعة» للمؤلف تامر عبد المنعم والمخرج عمرو الشيخ من الأعمال التى تدور داخل عالم رجال الأعمال ويحمل اسقاطًا على حادث مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم واتهام رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى ويتناول الفساد قبل ثورة 25 يناير وتزاوج المال بالسلطة ويقوم ببطولته باسم ياخور ومحسن محيى الدين ودوللى شاهين وشيرين رضا.
ولا ننسى «أمراض نسا» لمصطفى شعبان وصابرين وصفاء سلطان وحورية فرغلى وإخراج محمد النقلى وتدور أحداثه حول طبيب نساء مشهور ومعروف عنه العلاقات النسائية وزبائنه معظهم من الطبقات الارستقراطية وهذه هى التميمة المعروفة عن أعمال مصطفى شعبان.
وفى المقابل هناك مجموعة قليلة من الأعمال التى تدور فى قالب الحارة الشعبية مثل «دلع بنات» مى عز الدين وكندا علوش ومحمد إمام وإخراج شيرين عادل وتجسد مى شخصية «كوريا» التى تعيش فى حارة شبعية كذلك مسلسل «ابن حلال» لمحمد رمضان ووفاء عامر الذى يحمل اسقاطًا حول قضية مقتل هبة ونادين الشهير وإعدام قاتلها ومسلسل «شارع عبد العزيز» الجزء الثانى عمرو سعد وعايدة رياض وإيمان العاصى.
النقاد حللوا ظاهرة تبنى حياة القصور والطبقة الارستقراطية فى دراما رمضان بأنه نتيجة طبيعية للانتقادات التى وجهت للمسلسلات فى الأعوام الماضية بأنها تركز على العشوائيات وتركز على السلبيات فقط فى الحوارى لكن فى المقابل لابد أن يكون هناك توازن بين الطبقات لأن مصر ليست كلها قصور وأيضا ليست كلها عشوائيات.
تقول الناقدة ماجدة موريس: على صناع الأعمال الدرامية التزام الواقع فيما يعرضوه ويقدمون لنا الحقيقة وليس الخيال، فمثلا كنت أرى فى الأعمال التى تتناول الحارة الشعبية أنها تركز على السلبيات على الرغم أن الحارة المصرية فيها نماذج كثيرة إيجابية وليست كلها بلطجية أو تجار مخدرات ومن الممكن أن يخرج منها الطبيب والمحامى والمؤلف، وأضافت موريس: إن التركيز على حياة الأثرياء والمنتجعات السياحية وعالم رجال الأعمال، خاصة لدى الفقراء فمصر ليست كلها قصور.
واتفق معها فى نفس الرأى الناقد مجدى الطيب وأكد أن السينما نقلت للدراما وصدرت لها أعمال الظواهر بمعنى عندما يتم تقديم أعمال عن ظاهرة العنف والبلطجة والمخدرات والاتجار بالبشر تقلد كل الأعمال هذه الظاهرة وهذا انتقل للدراما، فمثلا هناك بعض الفنانين ركزوا فى الأعمال على المشاهد الإباحية والألفاظ الغريبة سارت على نفس النهج باقى الأعمال دون النظر لحرمة الشهر الكريم أو أن هناك أسرة تشاهد المسلسل.