الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

والى مصر أول مسحراتى فى التاريخ.. وشكوكو الأول فى التليفزيون المصرى




أول من اخترع مهنة المسحراتى هو والى مصر عنبة بن إسحق».. فكان يمر على البيوت لإيقاظـ الرعية للسحور.. ثم بعد ذلك أمر الحاكم بأمر الله جنوده بالدق علىالأبواب لتنبيه المسلمين لوقت السحور.. والفنان الشعبى محمود شكوكو هو أول مسحراتى استعان به التليفزيون المصرى فى بدايات إرساله عام 1961.. وكتب فؤاد حداد رائعته «المسحراتى» لإيقاظ المصريين بعد النكسة.


«اصحى يا نايم.. وحد الدايم.. وقول نويت بكرة إن حييت.. يا نايم وحد الرزاق.. رمضان كريم.. مسحراتى يا مؤمنين منقراتى ياموحدين».. هذه الكلمات لشاعر العامية فؤاد حداد.. ضمن رائعته «المسحراتي» التى كتبها عام 64 ولحنها وغناها الموسيقار سيد مكاوى استلهم منها المعانى الروحانية المعبرة عن عظمة الشهر الفضيل فأصبحت التميمة الصادقة والعلامة المميزة لطقوس السحور فى امتنا الإسلامية.


وأصبحت الأغنية رمزاً من رموز الفن فى شهر رمضان الكريم.. وكتبها الشاعر الكبير الراحل فؤاد حداد خلال فترة اعتقاله، فزادته هذه الفترة صلابة وتحديا وإصراراً.. وعلى الرغم من أن السجن لم ينل منه.. إلا أن وقوع نكسة 67 كانت تجربة مريرة هزته وزلزلت كيانه.. ولكنه لم يستسلم للهزيمة والكآبة والانكسار كما فعل غيره، وراح يفتش فى تراث وبطولات آمته.


ووقع اختياره على شخصية «المسحراتي» الذى يوقظ النائمين من الذهول والأوهام والانكسار.. يستنهض الهمم وينبه النائمين إلى تاريخهم المجيد ويبث فيهم روح العزة والكرامة والمقاومة لتحرير الأرض العربية.


وشخصية «المسحراتي» جزء من التاريخ الإسلامي.. ففى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وقت السحور يرفع بلال بن رباح الأذان.. وكانوا يعرفون وقت الامتناع عن الطعام من خلال الأذان بصوت عبد الله بن أم مكتوم.. وكان صلى الله عليه وسلم يقول إن بلالاً يؤذن بالليل لنأكل ونشرب حتى يؤذن بن أم مكتوم.


ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية.. تعددت أساليب تنبيه المسلمين الصائمين، حيث ابتكر المسلمون وسائل جديدة فى الولايات الإسلامية من باب أن التنبيه للسحور دلالة على الخير وتعاون على البر ومن تطوع خيراً فالله يخلفه.. وعندما لاحظ والى مصر «عنبة بن إسحق» أن الناس لاينتبهون إلى وقت السحور ولا يوجد من يقوم بهذه المهمة آنذاك.. فتطوع هو بنفسه لهذه المهمة فكان يطوف شوارع القاهرة ليلاً لإيقاظ أهلها وقت السحور وكان ذلك عام238 حيث كان يطوف على قدميه سيراً من مدينة العسكر إلى مسجد عمرو بن العاص فى الفسطاط مناديا للناس «ياعباد الله تسحروا.. فإن فى السحور بركة».


وفى عهد الدولة الفاطمية.. أصدر الحاكم بأمر الله الفاطمى أمراً لجنوده بأن يمروا على البيوت ويدقوا على أبواب النائمين للسحور.. وابتكروا لذلك «الطبلة» صغيرة الحجم وكانت تسمى «البازة» ليدق عيلها بالعصا ثم تطورت مظاهر المهنة هذه الايام الى إنشاد الاشعار والازجال الشعبية الخاصة بهذه المناسبة.


وكثر العدد فبدلاً من شخص واحد أصبحت هناك عدة أشخاص معهم طبل بلدى وصاجات يتزعمهم المسحراتى الأصلى وادخلوا أيضاً الى زجل المسحراتى القديم المتعارف عليه أغانى خفيفة تتسم بـ«الروشنة» لتتماشى مع روح العصر ومع هذا المنهج ايضا استقبل التليفزيون المصرى الوليد أول رمضان فى مسيرته المهنية فبراير 1961، فأراد المشرفون عليه أن يثبتوا وجودهم وبذلوا جهودًا مكثفة لجذب المشاهدين، وبالإطلاع على برامج التليفزيون آنذاك لا نجد سوى قناة واحدة فقط تبدأ فى الساعة 2 ظهرًا وتستمر حتى مدفع الإفطار حيث كان أذان المغرب فى تمام الساعة 5,46 مساءً.


ثم يغلق الإرسال ليبدأ فى الثامنة حتى الواحدة صباحًا، وأهم البرامج هى: «رمضان فى البلاد الإسلامية»، و«بساط الريح»، و«رمضان زمان» و«مسابقة رمضان»، و«نوادر جحا»، و«مجلة الفكاهة».


أما المفاجأة فكانت شخصية المسحراتى التى يؤديها الفنان الشعبى المحبوب محمود شكوكو فى 30 حلقة تذاع بعد منتصف الليل تأليف إبراهيم حسنى وسيد أحمد.