الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فرنسا وألمانيا فى صدام كلاسيكى.. والبرازيل تخشى الجيل الذهبى لكولومبيا




كتب -  وليد زينهم

تنطلق الليلة مباريات دور الثمانية ببطولة كأس العالم المقامة حاليا فى أرض السامبا بلقاءين غاية فى الإثارة والمتعة حيث تلعب فرنسا مع ألمانيا فى لقاء نارى بينما تصطدم البرازيل بالحصان الأسود الكولومبى.


فرنسا والمانيا
على ملعب ماراكانا العريق بمدينة ريو دى جانيرو البرازيلية الشهيرة هناك قمة أوروبية كلاسيكية خالصة بين فرنسا وجارتها ألمانيا.
ورغم التفوق التاريخى للالمان الا ان مواجهة الليلة تبدو متكافئة الى حد بعيد بين المنتخبين. ويشهد تاريخ المواجهات المونديالية بين الجانبين على تفوق الألمان فى مواجهتين مقابل مواجهة واحدة للفرنسيين، حقق «الديوك» فوزهم الوحيد فى نسخة 1958 بالسويد التى توجت بها البرازيل، حيث انتزعوا المركز الثالث بفوز ساحق على «الماكينات» بنتيجة 6-3، تكرر اللقاء فى قبل نهائى مونديال 1982 بإسبانيا، وبعد التعادل 3-3 حسم المانشافت بطاقة الصعود للمباراة الختامية بالفوز بركلات الترجيح 5-4 ، لكنه خسر اللقب امام إيطاليا.


وفى قبل نهائى المونديال التالى فى المكسيك 1986 تجدد فوز الألمان 2-0 ، لكنهم خسروا فى النهائى للمرة الثانية تواليا، ولكن امام الأرجنتين، وخاض المنتخبان العديد من المباريات الودية، آخرها مطلع العام الماضي، وفازت ألمانيا 2-1 بهدفى توماس مولر وسامى خضيرة، مقابل هدف للفرنسى ماثيو فالبوينا.


مشوار ألمانيا فى مونديال البرازيل كان ناجحا فى النتائج متذبذبا فى الأداء فقد تصدرت مجموعتها بسبع نقاط، حيث كانت الانطلاقة غاية فى الروعة، واعتبرت رسالة تحذير لجميع المنافسين فى البطولة باكتساح البرتغال 4-0، ثم تعادل فريق المدرب يواخيم لوف بشق الأنفس امام غانا 2-2 ، واخيرا حقق فوزا بأقل مجهود على الولايات المتحدة 1-0 وضمن كلاهما التأهل لدور الـ16.


فى دور الستة عشر ذاق الألمان الأمرين امام الجزائر رغم أن الترشيحات كانت تصب لمصلحة المانشافت لتحقيق نتيجة كبيرة، الا أن ممثل العرب الوحيد فرض عليه التعادل السلبى واللجوء الى شوطين إضافيين، وفيهما نجح المنتخب الأوروبى فى الفوز بنتيجة 2-1 والعبور لدور الثمانية، ومن جانبها، محت فرنسا آثار مشاركتها الكارثية فى المونديال الماضى بجنوب أفريقيا، إذ قدمت مع المدرب ديدييه ديشامب عروضا ونتائج قوية، وأظهرت أحد أكثر المستويات ثباتا بين منتخبات البطولة بفضل عمل جماعى متقن، كما تصدر الديوك مجموعتهم بفوزين ساحقين على هندوراس 3-0 وعلى سويسرا 5-2 ، وتعادل سلبى مع الإكوادور بعد الاطمئنان للتأهل للدور الثاني.


امام نيجيريا فى دور الـ16 عانى الفرنسيون طويلا لهز شباك الحارس المتألق فينسنت إنياما، قبل أن يستغلوا خطأ نادرا منه ثم من دفاعه ليحققوا الانتصار بهدفين نظيفين.


وبالنسبة للجوانب الفنية فكلا المنتخبين لديه من نقاط القوة ما يؤهله لعبور الاخر والفوز بالمباراة ..فنقاط القوة لدى الألمان ابرزها اللاعب الحاسم توماس مولر الذى يتألق فى كأس العالم للمرة الثانية على التوالى، وله تسعة أهداف فى البطولة، منها أربعة فى النسخة الحالية، جعلته وصيفا للهداف الكولومبى جيمس رودريجز، ومساويا لرصيد النجمين الأرجنتينى ليونيل ميسى والبرازيلى نيمار.


بإمكان مولر صنع الفارق للماكينات بفضل قدراته الهجومية المتميزة، ويعاونه فى ذلك نجوم آخرون مثل ماريو جوتزه ومسعود أوزيل والبديل الكفء أندرى شورله والهداف التاريخى ميروسلاف كلوزه، فضلا عن إمدادات خط الوسط فى وجود تونى كروس وفيليب لام وسامى خضيرة أو شفاينشتايجر، لكن خط دفاع ألمانيا، بوجود الظهيرين هوفيديس وبواتينج أو مصطافى والقلبين هوميلس وميرتساكر، كشف عن نقاط ضعف قد يستغلها الفرنسيون، غير أن هفوات الدفاع يعوضها بشكل مستمر تألق الحارس مانويل نوير، الذى يلعب دور الليبرو دائما، ويجهض انفرادات المهاجمين.


أما المنتخب الفرنسى فيملك تشكيلة مكتملة الأركان فى جميع المراكز، بداية من حارس المرمى المتميز هوجو لوريس، وخط الدفاع المكون من ساخو وفاران، رغم الشكوك حول حالتهما الصحية، والظهيرين ديبوشى وإيفرا، وفى البدلاء كوسييلنى وسانيا ولوكاس دين، ويعج الوسط بلاعبين مهمين أمثال ماتويدى وبوجبا وكاباى وسيسوكو.
ويستند الهجوم على النجم كريم بنزيمة الذى بدأ البطولة بشكل رائع فى أول مباراتين وسجل ثلاثة أهداف، قبل أن يعود لإضاعة الفرص فى آخر مباراتين دون تسجيل.


ويبدو هجوم فرنسا خطيرا فى وجود بنزيمة وبديله أو معاونه جيرو، برفقة الثنائى السريع المهارى فالبوينا وجريزمان والاحتياطى لويك ريمى.
المواجهة الفرنسية الألمانية المتكافئة سيحسمها تفاصيل بسيطة، وحسم الهجمات متوقف بشكل كبير على حالة مولر وبنزيمة.


البرازيل وكولومبيا


يصطدم طموح منتخب البرازيل فى التتويج بلقبه المونديالى السادس على أرضه ووسط جماهيره برغبة منتخب كولومبيا المتألق فى صنع تاريخ خالد، فى أكثر المواجهات إثارة بدور الثمانية.


ويحتضن ملعب بلاسيدو ألدرادو كاستيلو بمدينة فورتاليزا القمة المرتقبة وتبدو فيها الحظوظ متساوية، وكل الاحتمالات واردة.
السيليساو صاحب الضيافة لم يقنع محبيه حتى الآن بأنه المرشح الأول للقب، فقد تعثرت مسيرته فى المونديال بعديد من المطبات، ولولا الدعم الجماهيرى ومساندة الحظ لما بلغ دور الثمانية، أما المنتخب الكولومبى او «لوس كافيتيروس» كما يطلق عليه فقد قدموا للعالم أجمل وجبة كروية خلال البطولة، وبرهنوا على امتلاكهم كتيبة من المواهب الممتعة القادرة على الوصول الى أبعد نقطة فى المونديال رغم غياب النجم الأول راداميل فالكاو للإصابة.


تصدرت البرازيل بقيادة مدربها لويس فيليبى سكولارى مجموعتها الاولى بفوزين، أحدهما صعب فى الافتتاح امام كرواتيا، شابته مجاملات تحكيمية، بنتيجة 3-1، والآخر سهل على المتذيل الكاميروني، أضعف منتخبات البطولة، 4-1 ، بينما سقطت فى فخ التعادل السلبى امام المكسيك، وعجزت عن هز شباك الحارس المتألق جييرمو أوتشوا.


فى دور الـ16 كان القدر رحيما براقصى السامبا امام تشيلي، فبعد معاناة امتدت 120 دقيقة بعد التعادل 1-1 خلال أربعة أشواط، رأفت ركلات الترجيح بحال البلد المضيف، ومنحته بطاقة العبور لدور الثمانية، رغم أن تشيلى كانت أقرب للصعود فى الثوانى الاخيرة، حيث منعت العارضة هدفا محققا من اللاعب ماوريسيو بينيا فى آخر لقطة بالشوط الإضافى الثانى، ويخشى عشاق السامبا خروجهم بفضيحة من دور الثمانية امام منتخب يشاطره ارتداء اللون الأصفر، لكنه يتفوق عليه فى مقارنات الأداء والنتائج خلال البطولة، لذا يتوقعون استمرار معاناة البرازيليين امام جيرانهم اللاتينيين بعد المكسيك وتشيلى.


وبالانتقال الى المنتخب الكولومبى الكفء الذى يدربه الأرجنتينى خوسيه بيكرمان، فقد كان عند حسن الظن حين تم توصيفه بـ«الحصان الأسود» للمونديال قبل انطلاقه،جيمس أبهر العالم بمهاراته وأهدافه وشخصيته القيادية رغم صغر سنه، حيث سجل فى المباريات الأربعة التى لعبها فريقه، وأبرزها ثنائيته امام أوروجواى التى حسمت التأهل لدور الثمانية، ليثبت أنه النجم الأول للمونديال.


فى الجهة المقابلة، كان نيمار عند حسن ظن شعبه به، فظهر بمستويات جيدة فى معظم المباريات رغم الشكوك التى أثيرت حوله لضعف مردوده مع برشلونة، وسجل أربعة أهداف، جعلته وصيفا لجيمس فى قائمة الهدافين، مناصفة مع النجمين الأرجنتينى ليونيل ميسى والألمانى توماس مولر.


وربما يكون نيمار هو النجم الأوحد بالسيليساو أو أكثرهم ثباتا فى المستوى خلال المونديال، ويأتى من بعده الحارس جوليو سيزار الذى تألق فى التصدى لركلات الترجيح امام تشيلي، أما باقى اللاعبين فمستواهم ضعيف أو متذبذب.


على النقيض، فإن جيمس هو الأكثر بريقا بين مجموعة منسجمة من اللاعبين المتألقين، حيث يحظى بمعاونة الجناح الخطير خوان كوادرادو، والمهاجم جاكسون مارتينيز، والظهيرين أرميرو وزونيجا.


وسيركز سكولارى فى الضغط على قلبى دفاع كولومبيا ماريو يبيس وكريستيان زاباتا، فرغم أنهما لم يختبرا كثيرا فى المونديال، الا أنهما يعتبران أضعف حلقتين لدى الرومبا.


فى المقابل تملك البرازيل قلبى دفاع منسجمين وأقوى فى المستوى، وتملك كولومبيا الهجوم الأقوى فى البطولة بـ11 هدفا، مقابل ثمانية للبرازيل التى تعانى من ضعف مستوى أفراد الخط الأمامى فريد وهالك وأوسكار وويليان.