الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الدكتور عباس (show man)وكيل الأزهر لجلد المثقفين




للوهلة الأولى عندما تطالع مقالا له أو تقرأ تعليقًا له على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعى تكاد تشك فى ان كاتب السطور يشغل منصب وكيل مؤسسة الازهر التى تمثل الإسلام السنى فى العالم، فالرجل يستخدم ألفاظا لا تليق بمقام المنصب الرفيع، بقدر ما تناسب النشأة القاسية التى تربى عليها فى قرية «شطورة» بمحافظة سوهاج، والتى تبدو آثارها على بنيته الجسدية وقسمات وجهه بشكل واضح.
دخل الدكتور عباس شومان فى صراع مع القائمين على المؤسسة الثقافية على طريقة «العركة الصعيدى».. نشرت جريدة الأهرام مقالا للدكتور جابر عصفور وزير الثقافة يتحدث عن أئمة الازهر التنويريين ومن بينهم الشيخ الحالى الدكتور احمد الطيب وقال انه يؤمن بالدولة المدنية .. فرد عليه وكيل الازهر بمقال تحت عنوان «خطابنا الديني» يتألف من شقين: الأول يرد على المقال، والآخر يتضمن هجوماً كاسحًا على ما سماه «الخطاب الدينى لوزارة الثقافة» وتركز هذا الهجوم على كتاب وحيد صدرت طبعته السادسة عن مكتبة الأسرة، وبعض المقتطفات من مقالات ثلاث نشرت فى العددين الأخيرين من مجلتى «فصول» و«الفكر المعاصر».
طالب شومان، وزير الثقافة، بأن يتأدب فى حديثه عن علماء الأزهر، وقال عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»: «سيعلم وزير الثقافة فى الأيام المقبلة أن الزمان تغير، وأن علماء الأزهر متأدبون رغما عنه بأدب أسلافهم، وأن على الوزير أن يـتأدب وهو يتحدث عنهم بأدبهم».
لم يحتمل شومان ان يذكر اسم الشيخ الطيب فى مقال وهو القريب من قلبه، فهو الذى عينه أميناً عاما لهيئة كبار العلماء بالأزهر فى يونيو 2013 ثم اختاره عميداً كلية الدراسات الإسلامية والعربية فى أغسطس من العام نفسه وبعدها بشهر واحد عينه وكيلاً للأزهر لمدة 4 سنوات يعامل خلالها معاملة الوزير من حيث الدرجة والراتب والبدلات والمعاش.. ثلاثة مناصب حساسة فى ثلاثة شهور متتالية تقول أن من يتولاها جميعا يجب ان يكون ذا علم جم أو موهبة فذة.
لم يكتب شومان- وغالبا لم يقرأ- كتابا عن الفن أو الثقافة وعلاقتهما بالدين ولكنه تخصص فى الهجوم عليهم باقسى الالفاظ والعبارات، فقبل معركته مع المؤسسة الثقافية، خاض شومان معركة أخرى مع المخرج مجدى أحمد على بسبب مقال كتبه الأخير حول لقاء جمعه مع مجموعة من الفنانين وشيخ الازهر.
كتب الشيخ شومان يقول «عليك أن تنتقى كلماتك وأنت تتحدث عن علماء الأزهر، ولتعلم بأن ما ادعيته من وجود خلاف فى الرؤى بين شيخ الأزهر المستنير، وبين بعض المحيطين به غير صحيح وانت حصرت المحيطين فى اثنين لم تذكرهما وأوقن بأننى ولى الفخر المقصود الأول منهما، لما حدث بيننا فى اللقاء والذى خفف من حدته كثيرا أنك كنت ضيفا على شيخ الأزهر»
عندما حضر وكيل الازهر بصفته الاجتماع الذى كلف رئيس الجمهورية رئيس الوزراء بعقده لمناقشة قضية التحرش، خرج شومان يقول «أجمع الحضور على خطورة الظاهرة، وانه يجب تكثيف الجهود التثقيفية، والدعويّة، والأمنية، والتشريعية، والقضائية، والفنية (وما أدراك مالفنيّة) والإعلاميّة، وحل مشكلة البطالة، وحل مشكلة الإسكان..(ويدينا ويديكم) طول العمر. عندما طالب أحد كتاب الرأى باعادة النظر فى بقاء جامعة الازهر رد شومان بقسوته المعهودة: الأصوات النكرة التى تصدر من هنا وهناك تهاجم جامعة الأزهر أعرق جامعة على وجه الأرض أشبه بنبح كلاب ضلت طريقها فى صحراء قافلة لايسمعها أحد»
هاجم شومان فيلم «سالم أبو أخته»، وطالب بوقفه، لأن به إسقاطات دينية وسياسية، فرد عليه المخرج خالد يوسف مطالبا اياه بالتزام المبدأ الفقهى القائل بأن الحدود تدرأ بالشبهات.. رد خالد يوسف بلغة ينبغى ان يفهمها الشيخ شومان فهو حاصل على الماجستير فى الشريعة والدكتوراه فى الفقه وله عدد من المؤلفات فى هذا المجال.
«ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذىء» هكذا علمنا الرسول (ﷺ) عن صفات المسلم، فما بالك لو كان المسلم وكيلاً لمؤسسة الأزهر الشريف ؟!.. للدعوة أصول علمها القرآن للنبى عندما قال «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك».