الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تلميع «برلنتى» ليس عيبا ولم نشوه صورة عبدالناصر




أكد محمد ناير مؤلف مسلسل «صديق العمر» أنه ليس لديه رد حاسم على انتقاد مسلسله الاخير، لأنه من الطبيعى أن يتم توجيه نقد لشىء فنى يمكن النقاش فيه، والرد بأنها وجهة نظر درامية وسيأتى شخص عقب فترة ويناقش نفس الموضوع بشكل مختلف وهذا الرد المنطقى، لكن للأسف أغلب النقد الموجه للعمل تجاه شخص الفنان السورى جمال سليمان وأدائه فى العمل ولهجته، بالإضافة الى الفنانة التونسية درة وتجسيدها شخصية الفنانة برلنتى عبدالحميد زوجة المشير عبدالحكيم عامر، وانتقاد توقيت عرض المسلسل، وكلها أشياء ليست من صنع يد المؤلف، وانما خاصة بمخرج العمل عثمان أبولبن والجهة المنتجة له على حد قوله.
وأضاف أن علاقته بهذا العمل كانت احترافية بحتة، حيث بذل مجهودًا كبيرًا فى جمع المواد التاريخية، كما اجتهدت قدر الإمكان فى تكوين صورة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر محترمة، بعكس ما تردد عن انه قام بتشويه صورته، وأضاف أن هذا رأيه الشخصى بحيث وضح للشعب بأن «عبدالناصر» كان إنسانًا محترمًا ومدى تمسكه بقضية الوحدة العربية وفكرة النضال  ضد المؤامرات الخارجية والتنظيمات الحزبية المختلفة الموجودة فى ذلك الوقت، والى أى مدى كان يتصف بالصبر تجاه العديد من المؤامرات التى كانت تدبر ضده، والمحاولات الكثيرة لقتله، وفى النهاية كيفية تصديه تجاه هذه المؤامرات بعدما تكاتفت الامم من أجل اسقاط مصر بشكل متكرر وذلك من الناحية السياسية.
وأشار إلى أن انتقاده فى تقديم شخصية «عبدالناصر» بأنها تتسم بالهدوء بعكس الحقيقة،لانه يرى  ليس من الضرورى  اظهاره خلال العمل بانه عصبى ويتشنج باستمرار، وخاصة أنه شخصية كانت تتسم بالحكمة والصبر والتدقيق وفى النهاية يسعى لتقديم عمل فى اطار المادة المتاحة له.
أما من الناحية الإنسانية أكد أنه اهتم كثيرا فى سرده للأحداث بتوضيح رؤية عبدالناصر تجاه المشير عبدالحكيم عامر صديقه ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش المصرى فى ذلك الوقت، حيث كان يراه «ناصر» فى شكل عسكرى دائما كرئيس للجيش المصرى بعدما تمكن «عبد الحيكم» من عمل جيش من ثلاثة لواءات فقط فى فترة الاربعينات، وصولا الى بنائه قوات مسلحة بشكل كامل، بالإضافة الى العديد من الاشياء التى قدمها للبلاد.
ومن ناحية أخرى  كشف عن أنه حينما قرأ ورق العمل أمامه تساءل  «هل اذا كان حكيم وناصر مازالا على قيد الحياة سيغضبون من أنه تناول حياتهما وشرح وجه نظرهما فيما قدما أم لا»، لكن كان رده على نفسه بأن ضميره مرتاح لأنهم اذا كانا موجودان سيحترمان ما قدمه فى «صديق العمر»، وخاصة أنه نقل إلى الجمهور صورة محترمة عنهما قدر استطاعته.
واستكمل حديثة قائلا لاحظت ان الاشخاص الذين يقومون بانتقادى لا يقومون بانتقادى شخصيا وانما بخصوص العمل، وهذا يعنى على الاقل أنهم شاهدوا اننى لست مسئولا بمفردى عنه، وفى نفس الوقت يحزننى لان أسرة العمل على «راسى من فوق»، كما أننى لايمكننى الرد على الاشياء البسيطة التى يتم انتقاد العمل عليها.
كما أعرب عن سعادته بكون «صديق العمر» استطاع تحقيق جدل ونجاح وسط كل هذه الانتقادات فى مصر، بالاضافة الى ارتفاع نسبة مشاهدته بدرجة كبيرة جدا فى العالم العربى.
وعن الانتقادات الأخيرة التى وجهها له سامى شرف سكرتير الرئيس عبدالناصر الشخصى للمعلومات واحد مؤسسى المخابرات العامة المصرية، أعرب عن مدى احترامه لرأيه فى العمل، موضحا بأن كل شخص حر فى موقفه تجاه العمل.
وعن تصريح «شرف» بأن المسلسل قام بتلميع برلنتى عبدالحميد واظهرها بأنها نجمة صف أول بعكس الحقيقة أنها صف ثانى وإغراء، أكد أن ما قدمه عن شخصية الفنانة برلنتى عبدالحميد كان احتراما لها حتى لو كانت الحقيقة انها نجمة اغراء وصف ثانى، لكنه لا يستطيع اثناء كتابته أن يصفها بأنها فنانة صف ثانى واغراء.
وتابع قائلا: «لماذا يغضبك أننا احترمنا برلنتى عبدالحميد»، كما اوضح أن الاحترام ليس معناه تزييف الحقائق وإنما انتقاء للمشهد وطريقة الوصف، كما أشار حول تصريح «شرف» بان عبدالناصر لم يسع للمصالحة مع السعودية عقب النكسة فى 67، بأنها ربما تكون رؤيته للتاريخ وهذا رأيه وحر فيه، لكن لدينا مؤتمر الخرطوم موجود ونتائجه واضحة، وهناك أشخاص مازلوا على قيد الحياة ويعلمون جيدا اتفاقية جدة فى عام 65، وأن الرئيس عبدالناصر ذهب وصافح  الملك فيصل، وان لم يسع للصلح معها فمن الذى وقف بجانب مصر؟!
وعن تقديمه عمل سيرة ذاتية مرة أخرى كشف «ناير» عن أنه ليس من هواة اعمال السير الذاتية وخاصة لانها دائما مثيرة للجدل، ويفضلها فى شكل اعمال وثائقية حيث تكون أدق بعرض صور للشخصيات الحقيقية، موضحا بأن هناك اشخاصًا يعملون من منطلق العمل الذى يقدم له، ولكن بالنسبة له ممكن أن يعرض عليه مشروع ويعجبه جدا رغم انه لم يكن فى تفكيره من البداية، مثلما حدث فى «صديق العمر»، حيث قام بكتابة القصة ممدوح الليثى، واستكملها عقب وفاته من خلال البحث والاجتهاد وبعض الاوراق حتى يتمكن من عمل السيناريو.