الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تقرير إسرائيلى: الأوضاع فى العراق جرفت تركيا لفخ الاختيار بين «بغداد» و«كردستان»




أعد معهد أبحاث الأمن القومى الإسرائيلى تقريرًا عن الوضع التركى فى منطقة الشرق الأوسط وتبعات تدهور الأوضاع وتأثيره على هذا الدور، ويحمل التقرير عنوان «تركيا والانجراف نحو رياح التغيير فى الشرق الأوسط»، والذى رأى فيه أن ما يحدث فى العراق بالأخص يعكس الكثير من الأشياء تجاه الموقف التركى، وأكد أن أنقرة لا تمتلك بدائل جيدة لما يحدث فى أراضى وادى النيل.
وأوضح التقرير أنه خلافا للسياسات الصاخبة التى انتهجتها أنقرة خلال السنوات السابقة، فإن سياساتها الآن تتسم بالسلبية لحد كبير وبالدفاعية.. وسياسة الحوار حول مستقبل العراق قادت لأزمة اختطاف دبلوماسيين أتراك فى العراق، وهو ما يجعل هناك ضبابية فى اعتماد سياسة محددة تجاه قراراتها، وبرغم أن صناع القرار الأتراك يكررون تصريحاتهم عن رغبتهم بأن تظل العراق موحدة، إلا أن أيمانهم يظل ضعيف فيما يتعلق هذا الأمر.
ورأى التقرير أن احتلال مدينة الموصل على يد «داعش» كان تذكرة موجعة أخرى وهامة بأن تركيا أيضا لديها ما تخسره نتيجة الخطوات التى تمس استقرار المنطقة.
وأضاف المعهد الإسرائيلى أن علاقات الارتباط الاقتصادى المتبادل التى تنمو بين تركيا وبين دول المنطقة، ، تترجم الى تسامح محدود ازاء الأحداث التى من المنتظر أن ستؤدى لانخفاض حاد فى حجم التجارة الاقليمية مشيرا إلى أن العراق تعتبر سوق التصدير الثانى لتركيا من حيث الحجم بعد المانيا، وتقول التقديرات أن ربع حجم تجارتها مع العراق وربما أكثر سيضار إذا ما استمر القتال فى العراق. ومقارنة بألفين شاحنة اعتادت على ان تعبر يوميا من تركيا الى العراق عن طريق المعابر الحدودية، نجد أن العدد تراجع للنصف بمعدل ألف شاحنة فقط كما أن المخاوف من التفكك القريب للعراق تزيد من المشكلة التى تواجهها القيادة التركية بشان تساؤول هل سيتم السماح بإستمرار ضخ البترول من خلال الانابيب المقامة من شمال العراق – كردستان العراق- إلى تركيا، وفقا للاتفاق الذى تحقق بين أربيل وأنقرة بدون موافقة بغداد.
على ما يبدو أن تركيا ستمتنع عن وقف ضخ هذا البترول، ولكن ازاء حقيقة ان أنابيب البترول حيوية بالنسبة لمستقبل الإقليم الكردى الذى يسبحث عن الانفصال عن العراق بشكل أكثر حزما، وتشكل تلك الحالة عنصرا هاما فى الاعتبارات المعقدة للأكراد العراقيين،كما لفت التقرير الإسرائيلى عن الدور التركى فى الساحة السورية، وتسائل عن قدر تعاون تركيا مع تنظيم «داعش» فى تورطه فى الحرب الأهلية، ورأى أنها قضية تواجه جدلا صاخبا سواء فى تركيا أو خارجها وهناك من يقولون أن هدف إسقاط الرئيس السورى «بشار الاسد» كان هاما بقدر كبير بالنسبة للحكومة التركية لدرجة أنه طغى على اعتبارات أخرى أكثر إلحاحا لأنقرة، حتى إذا ما كانت تركيا قد تغاضت عن تحركات مقاتلى «داعش» إلى سوريا والعراق عن طريق حدودها فمن الواضح تماما أنها لن تستطيع بعد الان أن تسمح لنفسها بالامتناع عن تبنى سياسة واضحة بشان هذا التنظيم.
فمن ناحية ترغب تركيا فى أن تظل العراق دولة موحدة ومن ناحية أخرى لا تستطيع أن تسمح لنفسها بأن تزداد قوة «داعش» فى العراق، لأن هذا الأمر سيشكل تهديدا على تأثيرها ونفوذها فى شمال العراق. كما أن أنقرة نجحت فى تحقيق مكاسب عديدة من علاقاتها التى تزداد قوة مع الحكم الاقليمى الكردى، ولكنها لم توافق بعد على فكرة وجود دولة كردية مستقلة تماما فى شمال العراق.
وأكد التقرير أنه فى الواقع أنه ليست أمام تركيا بدائل جيدة بشأن العراق، وعلى خلاف السياسة الناشطة فى السنوات التى سبقت الهزة التى شهدها العالم العربى فإن سياسة تركيا الآن سلبية ودفاعية، ومع ذلك فعندما تؤدى هذه السياسة بالنسبة لمستقبل العراق الى أزمة مثل أزمة المختطفين أصبح من غير الواضح هل تتمتع تركيا برفاهية تبنى هذه السياسة التى تتمثل فى غياب اتخاذ القرار.