الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المرأة «سلعة» ترويجية فى الدراما الرمضانية




تحول شهر رمضان المبارك فى السنوات الأخيرة من شهر الصوم والعبادة والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة إلى شهر خاص لعرض المسلسلات الدرامية على كل المحطات التليفزيونية، ففى اطار السباق الرمضانى الذى يزداد بشكل مستمر كل عام عما قبله اذ تعرض القنوات الفضائية أعدادا هائلة من المسلسلات الدرامية حتى وصلت اعدادها إلى أكثر من 50 مسلسلا فى السنوات الثلاث الأخيرة

حيث شهدت الدراما الرمضانية فى تلك الفترة طفرة فريدة من نوعها اذ تناولت العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية وأيضا الاقتصادية المهمة، فلم تخل تلك الطفرة من بعض السلبيات والتى تزداد بشكل مستمر على حد قول النقاد الفنيين وعلماء الاجتماع إذ اصبحت الدراما الرمضانية مشوهة لصورة المجتمع المصرى من خلال عرض العشوائيات وانتشار أعمال البلطجة والدعارة والجرائم.
ونالت المرأة نصيبا كبيرا من تلك السلبيات الدرامية، فبالرغم من وجود انتشار هائل للبطولة النسائية فى شهر رمضان هذا العام مثل مسلسل سجن النسا، والسيدة الأولى، سرايا عابدين، السبع وصايا، فإنه تم عرض المرأة فى العديد من الأعمال بشكل غير لائق لها ولمكانتها فى الدين والمجتمع.


ففى هذا الجانب اعلنت المخرجة انعام محمد على عن استيائها من عرض صانعى الدراما الرمضانية هذا العام للمرأة بأعمالهم فى صورة مشوهة، حيث انتشرت مؤخرا فى الدراما الرمضانية ظاهرة استخدام المرأة كوسيلة للدعاية والإعلان مع وجود ظاهرة انتشار بيوت الدعارة فى العديد من المسلسلات بجانب مشاهد العرى والاغراء والاباحية فى الالفاظ ووجود العديد من المشاهد التى تصور المرأة على انها اداة جذب للمشاهدين من خلال هذه المشاهد التى يجب ان تمنع من العرض خاصة فى شهر رمضان.


واشارت على إلى أنه يوجد اختفاء ملحوظ للقضايا العامة التى تثير اهتمام المجتمع المصرى، وكذلك القيم التربوية، بالاضافة الى تصوير مشاهد الرومانسية من خلال العرى والاغراء وعدم تصوير الرومانسية كما كانت فى الماضى من خلال كلمات الحب المعسولة والتى تتفوه بالاحترام فى نبرات من يحب.


كما اتفق الناقد الفنى محمود قاسم فى هذا الرأى قائلا « عرضت صورة المرأة المصرية فى الدراما الرمضانية هذا العام بشكل سيئ للغاية، حيث تم استخدام الدعارة بشكل مبالغ فيه كما صور فى مسلسل سجن النسا، ودكتور أمراض نسا.. إذ تم استخدام المرأة على أنها سلعة لا دور لها فى التأثير الإيجابى على المجتمع، مضيفا ان المجتمع المصرى له عاداته وتقاليده المعروفة «فنحن لا نرى تلك البيوت المستخدمة فى الدعارة ولا نرى صورة المرأة هذه فى الحياة العامة، كما أن الدراما اتجهت إلى تصوير المرأة إما بالمقهورة أو بالقوية التى لا سلطان عليها كما فى مسلسل السيدة الأولى أو بالمهمشة التى لا دور لها كما فى مسلسل صديق العمر.


وفى حوار مع عدد من السيدات المتابعات للدراما الرمضانية هذا العام ذكرت الحاجة «نادية عبد الرحمن» إحدى ربات البيوت أن المسلسلات هذا العام شوهت صورة المرأة بشكل كبير، بالاضافة الى ان المرأة الموجودة بالاعمال الدرامية لا تشبه المرأة المصرية العادية فهى بعيدة كل البعد عن الواقع، وان الدراما حاليا اصبحت تتناول افكارا شاذة بصورة سلبية.


كما اتفقت معها فى الرأى السيدة «امل محمود» أن المسلسلات بعيدة عن الواقع الذى تعيش فيه المرأة المصرية، مضيفة ان الاعمال الدرامية لا تطرح نموذجا للمرأة العاملة المكافحة ولا المرأة المنتمية إلى الطبقة الوسطى والتى تضم أغلب نساء المجتمع.


واشارت محمود الى ان المسلسلات فى السنوات الاخيرة اصبحت تجسد المجتمع فى صورة غير لائقة ومبالغ فيها كما أنها شوهت صورة الأسرة بكاملها وليس المرأة فقط، موضحة ان هذه الاعمال تؤدى الى هدم القيم المصرية الاصيلة وترسيخ القيم الهدامة التى تدفع الى هدم فكر الشباب واتخاذ انواع من السلوك اللااخلاقى والتركيز عليها.


وفى سياق متصل أكدت عزة كامل الناشطة والحقوقية على ان صورة المرأة التى تجسدها بعض الفنانات فى الدراما الرمضانية هذا العام وعلى مدار الأعوام الأخيرة الماضية لا تمت للمرأة المصرية بصلة ولا بعاداتها، مشيرة إلى أنه يجب تسليط الضوء على أكثر من جانب فى حياة المرأة المصرية، مضيفة أن الدراما هى وحدة تعارف الشعوب ولا يليق أبدا بصورة المرأة المصرية ما يعرض فى الدراما التليفزيونية.