ألمانيا تصارع الأرجنتين على عرش الكرة العالمية
وليد زينهم
يتحول الليلة ملعب «ماراكانا» الاسطورى فى قلب بلاد السامبا الى قبلة لكل عشاق الساحرة المستديرة حول العالم حيث يستضيف النهائى الحلم لأقوى بطولة فى تاريخ كأس العالم والذى يجمع المنتخبان الالمانى والارجنتينى فى قمة اوروبية لاتينية بنكهة عالمية.
الوصول الى نهائى المونديال هو انجاز كبير فى حد ذاته حلم به 32 منتخبا شاركت فى النسخة الحالية لكن بالنسبة لمنتخبين بحجم التانجو والماكينات فإن اى نتيجة بخلاف التتويج باللقب العالمى يعد فشلا فاصدقاء مسعود اوزيل يمنون انفسهم بالنجمة الرابعة فى تاريخهم والعودة بالكأس الى برلين ورفاق ليونيل ميسى يبحثون عن الثالثة وحمل اللقب معهم الى بيونس ايرس.
ومنذ أن أعلن الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» فى مارس 2003 أن نهائيات كأس العالم 2014 ستقام فى أمريكا الجنوبية للمرة الاولى منذ ان استضافت الارجنتين العرس الكروى العالمى عام 1978 وتوجت بلقبه على حساب هولندا، حلم البرازيليون بإحراز اللقب على ارضهم وتعويض الخيبة التى تعرضوا لها عام 1950 حين خسروا النهائى امام جارتهم الاوروجواى (1-2)، لكن حلم «السليساو» بالتتويج السادس اصطدم بماكينة الالمان الذين نجحوا فى ان يثأروا شر ثأر من البرازيليين بعد ان خسروا امامهم نهائى 2002 (صفر-2)، وذلك باكتساحهم 7-1 فى قبل النهائى.
وتبخرت بالتالى أحلام 200 مليون برازيلى وملايين آخرين من عشاق «سيليساو» حول العالم بخوض النهائى الحلم فى «ماراكانا»، وما يزيد من حسرة اصحاب الضيافة ان جيرانهم اللدودين سيخوضون النهائى فى هذا المعقل الاسطورى بمواجهة الالمان فى موقعة تحمل نكهة ثأرية للارجنتين التى احتاجت الى ركلات الترجيح كى تتخطى هولندا (صفر - صفر فى الوقتين الاصلى والاضافى) فى اول وصول لها إلى دور الاربعة منذ 24 عاما وتحديدا منذ مونديال 1990 فى ايطاليا حين خسرت امام «المانشافات» بالذات بهدف سجله اندرياس بريميه من ركلة جزاء علما بأن هذه البطولة كانت الاخيرة التى يتوج بها الالمان.
وتدين المانيا بوجودها فى النهائى الثامن فى تاريخها الى الاداء الجماعى الرائع لرجال المدرب يواكيم لوف الذين يأملون ان يجعلوا من المانشافت المنتخب الاول الذى يتوج باللقب العالمى فى القارة الاميركية التى عجز اى من منتخبات القارة العجوز ان يعود من اراضيها بالكأس الغالية، حيث فازت الاوروجواى بالنسخة التى استضافتها عام 1930 ثم فى نسخة 1950 على الاراضى البرازيلية، قبل ان تفوز البرازيل بنسخة 1962 فى تشيلى و1970 فى المكسيك ثم الارجنتين على ارضها عام 1978 وفى المكسيك عام 1986.
واستضافت الولايات المتحدة نسخة 1994 وتوجت البرازيل باللقب للمرة الرابعة فى تاريخها.
والملفت ان الاوروبيين لم يتوجوا باللقب سوى مرة واحدة خارج القارة العجوز وكانت فى النسخة السابقة التى احرزتها اسبانيا فى جنوب افريقيا ، علما بأنها كانت المرة الثانية فقط التى تقام فيها البطولة خارج اوروبا او أمريكا ، والاولى كانت عام 2002 فى كوريا الجنوبية واليابان واحرزتها البرازيل.
ويأمل الارجنتينيون بقيادة المدرب المخضرم اليخاندرو سابيلا والنجم الكبير ليونيل ميسى الى تكريس العقدة الاوروبية بعيدا عن القارة العجوز والى تحقيق ثأرهم من الالمان الذين توجوا بلقب 1990 على حسابهم بعد ان خسروا نهائى 1986 امام دييجو مارادونا ورفاقه ثم خرجوا من النسختين الاخيرتين على يد الالمان بالخسارة امامه فى دور الثمانية لبطولة 2006 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 فى الوقتين الاصلى والاضافي، ودور الثمانية لبطولة 2010 بنتيجة كاسحة صفر-4.
وسيكون تركيز المدرب لوف على ايقاف ميسى لأنه يشكل التهديد الاكبر للدفاع الالمانى الذى قدم اداء صلبا فى هذه النهائيات بمساندة مذهلة من حارسه مانويل نوير الذى اهتزت شباكه اربع مرات فقط فى ست مباريات.
اسلحة الالمان
وبالنظر الى الامور الفنية نجد ان كفة الالمان تبدو افضل لأن لديهم جيل ذهبى من اللاعبين ينفذون طريقة مدربه «تيكى تاكا» ببراعة كبيرة ويرهقون بها اى خصم من خلال التمريرات المتقنة والقصيرة فى الوسط قبل مباغتة المنافس ..ويعتمد لوف على الهجوم المنظم اكثر من اسلوب المرتدات الذى ربما يكون سلاح التانجو.
كما لدى الالمان الحارس الرهيب مانويل نوير الذى يلعب كحارس ومدافع ويغطى المساحات خلف زملائه ويبدأ صناعة هجمات فريقه.
ومن المتوقع ان يواصل لوف اللعب بطريقته المفضلة 4 /5 1 معتمدا على توماس مولر او كلوزه فى مركز قلب الهجوم ومن خلفه خماسى نارى لخط الوسط ابرزهم شفاينشتايجر ومسعود اوزيل وتونى كروس.
ميسى الأمل
على الجانب الارجنتينى ستكون الانظار موجهة نحو ميسى الفخور بمنتخب بلاده وبتأهله الى المباراة النهائية الذى قال: يا له من انجاز .. نحن فى المباراة النهائية.. تبقى امامنا خطوة صغيرة للفوز باللقب.
وواجه ميسى فى قبل النهائى دفاعا هولنديا صلبا حد من تحركاته ومنعه من لمس الكرة داخل المنطقة ولو لمرة واحدة من اصل 68 لمسة، لكن الفضل يعود له بوصول بلاده الى هذه المرحلة بما انه كان صاحب الركلة الترجيحية الاولى لبلاده فى قبل النهائى ما اراح اعصاب زملائه.
ويأمل ميسى ان يتمكن من تقديم أداء افضل امام الالمان الذين يملكون بدورهم لاعبين رائعين مثل توماس مولر الذى سجل 5 اهداف حتى الآن، وهو نفس العدد الذى سمح له بإحراز الكرة الذهبية فى 2010، اضافة الى المتألق تونى كروس.
ويمكن القول ان ميسى ارتقى اخيرا الى مستوى المسئولية التى وضعت على عاتقه وهو سجل اربعة اهداف حاسمة لبلاده ولعب دورا اساسيا فى هدفى انخل دى ماريا وجونزالو هيجواين فى دورى الستة عشر والثمانية.
لوف وسابيلا
بقى ان نشير الى ان كلا المدربين الكبيرين لوف فى المانيا وسابيلا مع الارجنتين يطمعان فى الانجاز الذى لا يعادله اى انجاز كروى آخر على وجه الارض.
من جانبه قال لوف : امر ممتاز ان نصعد الى النهائى ونفوز على البرازيل فى قبل النهائى بنتيجة كبيرة ..لكن كل هذا غير مهم اذا لم نفز باللقب.
ويرى لوف ان المواجهة بين منتخبه الاوروبى ونظيره الامريكى الجنوبى ستحمل نكهة مميزة، معتبرا ان التانجو الذى يخوض النهائى الخامس فى تاريخه يتميز بقوة دفاعه لانه «منتخب متقارب الخطوط ومنظم وفى الهجوم يملكون لاعبين رائعين مثل ميسى وهيجواين» اللذين سيحظيان بمساندة سيرخيو اجويرو الذى دخل كبديل امام هولندا بعد تعافيه من اصابة فى الدور الاول.
وشدد لوف على ان الماكينات قدمت حتى الآن افضل كرة قدم جماعية فى تاريخ المونديال متمنيا ان يكلل ذلك بالتتويج باللقب.
اما سابيلا فقد اعتبر ان العرض الذى قدمه منتخب بلاده امام هولندا يمكن «ان يلهم» لاعبيه فى الموعد الكبير فى «ماراكانا»، قائلا : أنا مرتاح جدا لما قدمه اللاعبون.. اعتقد أن هذا الاداء بإمكانه أن يلهمنا لتحقيق هدفنا المقبل.
وأضاف: أنا اشكر اللاعبين وهذه المجموعة الرائعة التى أقودها، عائلتي، جميع من تعاونوا معي، الاتحاد الارجنتينى الذى منحنى فرصة أن أكون مدربا لهذا المنتخب ..كما اشكر الشعب الارجنتيني.
وتابع : المانيا بلد منظم جدا يدرك قيمة العمل والجهد ..لذا ستكون المواجهة مع اناس بهذه العقلية صعبة للغاية لكننا سنقاتل للتتويج.
واعتبر سابيلا ان المانيا تتمتع بأفضلية بدنية على منتخبه لانها لم تخض التمديد او ركلات الترجيح فى مباراتها مع البرازيل، كما استفادت من يوم راحة اضافى كونها لعبت الثلاثاء والارجنتين الاربعاء.
جدير بالذكر ان سابيلا سيرحل عن منتخب التانجو بعد المباراة ايا ما كانت النتيجة وفقا لما اكده وكيل اعماله.