السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أمريكا تستعد لتدخل عسكرى ضد «داعش» باستخدام الروبوتات




أعدت باحثة العلوم السياسية  بمعهد دراسات الأمن القومى الإسرائيلى «ليرا عنتافى» دراسة تحت عنوان «الولايات المتحدة على أهبة الاستعداد لتدخل عسكرى فى العراق» أن قرار الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» بسحب قواته من العراق يدل على رغبة منه فى عدم إرسال قوات أمريكية أخرى للقتال فى منطقة الشرق الأوسط، وأنه يريد أن يترك خلفه إرثا طيبا بسحب قواته.
وأضافت الدراسة: إن قرار أوباما فى الظروف الحالية يشكل تساؤلات حول مدى جاهزية الجيش الأمريكى للمواجهات من مثل هذا النوع فى المستقبل وما يتفق مع مصالح الولايات المتحدة وحلفائها خاصة عندما يتعلق الأمر بمكافحة المنظمات الإرهابية، وتساءلت هل استفاد الأمريكيون من الدروس التى تعزز جاهزية الجيش لصراع محتمل فى المستقبل؟
وقالت الدراسة إنه للتعامل مع هذه المسألة يجب دراسة التصورات والتقييمات التى سبق وشكلها الجيش الأمريكى خلال تدخله عسكريا فى أفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، وفى ظل الإعلان مؤخرا عن احتمالية التدخل العسكرى للولايات المتحدة فى العراق عقب احتلال المدن الكبرى من قبل تنظيم ISIS «داعش الإرهابى»، وخروج قوة أمريكية صغيرة بلغ عددها 175 جنديًا إلى العراق بغرض حماية المواطنين الأمريكيين والممتلكات، ناهيك عن إعلان الرئيس أوباما أن الولايات المتحدة مستعدة للقيام بعمل عسكرى دقيق إذا تتطلب الوضع على الأرض هذا، كما وافق على إرسال 300 من المستشارين العسكريين لمساعدة الحكومة العراقية مثبتا بذلك عدم نية الولايات المتحدة الدخول فى حرب مع العراق.
وأوضحت الباحثة الإسرائيلية فى دراستها أن الولايات المتحدة أثبتت خلال حربها فى أفغانستان فشل استراتيجيتها و أن قواتها لم تستعد بقوه متكافئة ضد التنظيمات الإرهابية فى البلاد. واستدلت على حديثها بمقال وزير الدفاع الأمريكى «دونالد رامسفيلد» الذى أكد فيه فشل الولايات المتحدة فى إرساء الديمقراطية فى أفغانستان وأنها لم تحقق شيئًا على أرض الواقع سوى تصعيد الهجمات والدخول فى حرب «مفتوحة» ضد الإرهاب العالمى، وأن هذا التصعيد لم ينتج عنه سوى زيادة إنتاج نبات الخشخاش المخدر الذى يمكن أن يؤدى إلى عدم الاستقرار والعنف المتصاعد فى الجنوب.
وناشدت الباحثة بضرورة الاستفادة من مقال رامسفيلد حول قضية أفغانستان من أجل تكوين جيش قادر على التحديات والظروف غير المتوقعة وبسرعة كبيرة، والعمل ببرنامج رامسفيلد المعروف باسم «نظم القتال المستقبلية» أو FCS الذى بدأ فى تنفيذه تحت سرية أمنية شديدة عقب توليه لمنصبه كوزير للدفاع وشمل البرنامج تغييرات العقيدة القتالية والأسلحة والمعدات، وتغيير شكل وطريقة التدريب والقيادة، إضافة إلى تنمية المهارات القيادية بحيث يمكن للجيش التعامل بشكل أفضل مع تحديات المستقبل دون خسائر فى الأرواح الأمر الذى أدمى قلوب الأمريكيين عقب حرب أفغانستان والعراق الأولى.
وكشفت الدراسة أن الولايات المتحدة تقوم حاليا بتنفيذ هذا البرنامج استعدادًا لأى حرب مستقبلية، وتحقيق أفكار رامسفيلد حول تحويل الجيش الأمريكى إلى قوة ضاربة  على المستوى العالمى بحيث يكون قادرا على تنفيذ هجمات بمفرده من أى مكان فى العالم  وفى أى وقت، إضافة إلى استخدام الأنظمة غير المأهولة على مختلف أدوارها ومهامها العسكرية والروبوتات لتكون على أتم جاهزية نهاية عام 2015، وأضافت أنه من المقرر أن يكتمل البرنامج بصورة كاملة عام 2030.
وتقول الدراسة: إن البرنامج تم تنفيذه فى بعض الجهات المختلفة من تصنيع عشرات الطيارات دون طيار (UAV)، وكميات صغيرة من الروبوتات الأرضية فى بعض المهمات العسكرية فى الطريق إلى أن يأخذ هذا البرنامج طبيعة النزاعات العسكرية المستقبلية.
ولفتت الدراسة إلى محاولة وزير الدفاع الأمريكى «روبرت جيتس» لإلغاء هذا البرنامج واستبداله ببرنامج أكثر واقعية وهو BCTM  (Brigade Combat Team Modernization) أو تحديث فريق اللواء القتالى، وذلك بسبب الميزانية الضخمة التى وضعت لبرنامج FCS  فى ظل الأزمة المالية العالمية التى ضربت العالم عام 2008، ناهيك عن عدم الامتثال بالجدول الزمنى الموضوع لتحقيق البرنامج، ووضع المعدات والأدوات العسكرية مثل الدبابات فى صورة قديمة لا يمكن استخدامها فى حين أن الأدوات الجديدة غير جاهزة للاستخدام.
وتستعرض الباحثة الإسرائيلية قوات الجيش الأمريكى قائلة: إنها تحمل أفضل تكنولوجيا فى العالم وأن الصين بكل ما تحمل من تكنولوجيا فشلت فى التفوق على عدد الطيارات بدون طيار الأمريكية، قائلة إن الولايات المتحدة استخدمت أكثر من 12.000 روبوت أرضى عام 2010 فى الحرب ضد أفغانستان.
وشددت الدراسة على أن برنامج FCS يسمح من الناحية التكتيكية بشن عملية برية أفضل مما هو موجود اليوم، كما تشمل مستوى أعلى من تبادل المعلومات، وتكنولوجيا تساعد على التمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين، موضحة أن مستوى التطور التكنولوجى لايزال لا يسمح لها بأن تكون بديلا عن استخدام المقاتلين فى جميع الهجمات العسكرية.
وأنهت الباحثة دراستها بأن الولايات المتحدة تستعد بشكل كبير لمهاجمة أى بلد تشعر من خلاله بتهديد على أمنها القومى مهما كانت الصعوبات أو القوة المبذولة والميزانية المحددة لهذه الحرب، وأن الجيش الأمريكى لن يتباطأ فى أى تدخل عسكرى ضد أى بلد يهدد مصالحها وأمنها القومى حتى لو أضطرت لإعادة قواتها إلى منطقة الشرق الأوسط.