الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

باسم سمرة: «صديق العمر» رد اعتبار المشير.. و«ناصر» لم يكن نبيـًا




حوار - آية رفعت

يستطيع الفنان باسم سمرة اثبات موهبته فى كل عمل جديد يقدمه وذلك وفقا لاختياراته التى يحاول من خلالها أن يتنوع فى تقديم مختلف الشخصيات الدرامية، وعلى عكس المتوقع استطاع سمرة أن يحقق نجاحا ملحوظا فى مسلسل «صديق العمر» والذى يظهر من خلاله فى دور المشير الراحل عبدالحكيم عامر، ولعل الهجوم الذى ناله الفنان جمال سليمان المشارك له ببطولة العمل جعل نجم سمرة يسطيع بشكل أكبر خاصة أن الجمهور يتعرف لأول مرة على شخصية المشير التى لم تتناول تفاصيلها كل الأعمال الدرامية التى تحدثت عن هذه الفترة الزمنية. وعن المشاكل التى تحيط المسلسل واستعداده للشخصية تحدث فى الحوار التالى:

■ فى البداية ماذا كان رد فعلك الأول عندما عرض عليك سيناريو العمل؟
- عندما قرأت السيناريو جذبنى به أنه عمل درامى متكامل الأركان ورائع، كما أنه يتناول شخصية المشير التى تم التعتيم عليها لمدة تزيد على عقد زمنى كامل ولم نتناولها فى الدراما، فلم يكن تحدى بالنسبة لى بقدر ما كان استمتاع بالدور والشخصية المركبة وبالأداء.. بالإضافة إلى أنى اعتبرته رد اعتبار للمشير الذى تم تجاهله لفترة طويلة.
■ كيف كان استعدادك لأداء الشخصية؟
- قمت بعقد اجتماعات مكثفة مع المخرج عثمان أبو لبن والسيناريست محمد ناير للتوصل لأفضل أداء لتقديم الشخصية، كما قمت بالاستعانة ببعض الأفلام الوثائقية والخطب القليلة الخاصة بالمشير.. وقرأت المذكرات التى كتبتها السيدة برلنتى عبد الحميد زوجته ومدير مكتبه فى سوريا عبد الكريم الكحلاوى والكتب التى قدمها الكاتب حسنين هيكل عن هذه الفترة الزمنية.. وكل المراجع التاريخية التى تفيدنى فى التوصل للشكل النهائى لأداء الشخصية.
■ وماذا عن الانتقادات التى وجهت لك باتهامك بالانفعال الزائد عكس شخصية المشير الحقيقية؟
- أريد أن أعرف من المنتقدين الذين عاشوا هذه المرحلة وعاشروا المشير بشكل فعلى لكى يبتوا فى الأمر ويتهموننى بالمبالغة، وأنا تلقيت اتصالات من نجليه صلاح وآمال يشكروننى على حسن تقديمى لصورة والدهما وهذا بالنسبة لى كاف، فبعدما يعجب الدور أولاده أنفسهم فيجب الصمت على كل من يفتى.
■ وماذا عن المشكلات التى نشبت مع نجله د.عمرو عامر حول نهاية العمل؟
- أولا أولاده لم يطلعوا على السيناريو أو يعرفوا النهاية حتى تكون هناك مشكلات، ثانيا حدث بينى وبينهم اتصالات وشكرونى فيها على تقديمى للدور وقام د.عمرو بتوجيه شكر لأسرة المسلسل عبر صفحته على فيس بوك وبعد هذا الكلام لا أعتقد أن تكون هناك مشكلات ويكفينى أنى استطعت أن أنقل روحه وقصته.
■ هل تجد أن المسلسل يوجه انتقادات زائدة للزعيم الراحل عبد الناصر مقارنة بالأعمال السابقة؟
- لا الأعمال السابقة لم تقدم أى انتقادات أو عيوب فى شخصية أو قرارات جمال عبد الناصر، فهم كانوا يظهرونه كزعيم ورمز لا يخطئ أبدا وليست له عيوب، وهذا الأمر يمكن أن يتم مع الأنبياء فقط، بينما الزعيم الراحل بشر ونحن لسنا ضده أو نهاجمه وأنا اعتز به مثل كل المصريين ولن يعيب المسلسل أن نعرض أخطائه بكل موضوعية وما له وما عليه.. وهذه الأخطاء نعانى منها حتى الآن وتحمل المشير أخطاء ناصر وأخطاء ناس آخرين ودفع الثمن وحده.
■ وماذا عن اتهام المسلسل بالأخطاء التاريخية؟
- كيف تكون هناك أخطاء ونحن نعمل مع مستشارين سياسيين داخل اللوكيشن والعمل مكتوب عن رئيس الجمهورية الأسبق والمشير الأسبق، فمن المؤكد أنه مر على الشئون المعنوية والمخابرات، مما يعنى أنهم لن يفوت من تحت أيديهم أى شىء ولو صغير، فنحن نصحح التاريخ وعلى من يتهمنا بالمغالطة سواء من فنانين أو كُتاب أو مخرجين النزول إلى الساحة وتقديم أعمال تصحح المفاهيم الخاطئة التى يتحدثون عنها أو عرض وجهات النظر الأخرى فنحن قد كسرنا الحاجز وفتحنا الباب المغلق منذ سنوات حول علاقة المشير بالرئيس وأتمنى وجود أعمال أخرى تتحدث حول هذا الموضوع.
■ ما أكثر المشاهد التى أرهقتك بالعمل؟
- كل العمل مرهق خاصة عندما كنا نقوم بتصوير مرحلتين مختلفين من عمره داخل لوكيشن واحد فمن الممكن أن أقدم مشاهد من عام 1956 فى عز قيادته للجيش وفى نفس الوقت أقدم دور المنهزم عام 1967، مما يجعلنى مجهدًا جدا على مستوى الأعصاب والجسم، كما أنى أظل تحت يد الماكيير محمد عشوب بالساعات حتى نصل يوميا للشكل الأنسب للمشير، بالإضافة إلى التفاصيل العسكرية والبروتوكول العسكرى الذى كان يشرف عليه مستشار عسكرى وهو العقيد حاتم صابر والذى كان يراجع معنا كل صغيرة وكبير.
■ ما أكثر المواقف التى تعاطفت معه فيها؟
- الفترة التى تم تحديد إقامته فيها وتحول حاله وحزنه بالإضافة إلى حنانه واهتمامه بأسرته وحبه لهم، واهتمامه بالضباط التابعين له فقد كان يمزج بين الضوابط العسكرية والمحبة للحياة فقصة المشير مليئة بالأحداث الثرية، خاصة قصة الحب الجميلة التى تمت بينه وبين برلنتى عبد الحميد التى كان يسرق لحظات من عمرها حتى يعيشا لحظات حب معا تكللت فى النهاية بالزواج وأثمرت عن نجلهما د.عمرو.
■ ما رأيك فى انتقادات أداء الفنان جمال سليمان لشخصية ناصر؟
- أنا أرى بعض العنصرية والتحيز فى تقييم أداء جمال سليمان بما أنه سورى ويقدم شخصية زعيم مصرى، فأنا احترمه كثيرا إنه لم يعمل على تقليد أداء الفنان الراحل أحمد زكى فى فيلم «ناصر 56» ولا تقليد حركات وتعبيرات الرئيس الراحل نفسه والتى يظهر فى خطاباته واجتماعاته المصورة، فهو اجتهد وقدمه بإحساسه وبرؤيته الخاصة وهذا ما يدور تحت إرادته، وأنا متعجب من موقفنا فطالما كانت مصر تتقبل الناس من مختلف الدول ومنهم نجيب الريحانى واستيفان روستى وغيرهما ممن أثروا الفن المصرى بإبداعاتهم ولم تكن بيينا هذا التحيز والعنصرية من قبل، وبغض النظر عن كثرة الجدل حول المسلسل تعنى نجاحه وليس العكس.
■ هل أسرة العمل هى من قررت عدم مشاركتك بأعمال أخرى غير المسلسل؟
- لا أنا قررت بنفسى أن اتفرغ للعمل لتقديمه على أكمل وجه وهم رحبوا بهذا القرار أيضا.
■ هل تتمنى تقديم سير ذاتية لشخصيات أخرى؟
- نعم على المستوى العسكرى أتمنى تقديم قصة حياة الزعيم الراحل محمد أنور السادات والفريق سعد الدين الشاذلى لأنى أحب الأفكار التى تدور حول البطولات وحرب أكتوبر وغير من الأمور العسكرية المؤثرة فى تاريخنا، أما على المستوى التاريخى فأنا مولع بالتاريخ الفرعونى خصوصا اخناتون.
■ وماذا عن السينما؟
- انتهيت منذ أيام قليلة من تصوير دورى فى فيلم «رد سجون» والذى يشاركنى فيه البطولة أحمد عزمى وأحمد وفيق وتدور أحداثه حول 3 حوادث تؤدى بأصحابها للسجن فى النهاية، كما أنى قمت بتصوير نصف مشاهدى فى فيلم «الدنيا بالمقلوب» مع الفنانة علا غانم وأحمد عزمى ومن المقرر أن استكمل باقى التصوير بعد عيد الفطر مباشرة وانشغالى بتصوير «صديق العمر» تسبب فى تأجيل الفيلمين لأكثر من مرة.
■ بعد نجاح «صديق العمر» هل ستضع شروطًا فى الأعمال الدرامية لتقدم البطولة المطلقة؟
- أنا لا أفكر بهذه الطريقة وعندما اختار عملا أكون بطلا حتى لو كان دورا صغيرا فيكون مؤثرا فى الأحداث كلها، وفكرة حجم الدور مجرد شكليات.