الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

التنورة رقصة صوفية طورها المصريون




«التنورة» رقصة صوفية تتضمن فى حركاتها لمسات روحانية فنية  وتعود أصول التنورة إلى تركيا بدأت مع بداية عمل «التكية» حيث كان لكل واحد من الأمراء والشيوخ الصوفيون تكية لإطعام الفقراء والمساكين وأبناء السبيل.
وبالإضافة لإطعام الفقراء والمساكين  فى التكية كانت تقام حلقات ذكر يرتدى فيها الرجال ملابس بألوان مختلفة من الأصفر والأخضر والأبيض وغيرها ويقومون بترديد لفظ الجلالة مع الانحناء قليلا، حتى قام فى أحد المرات أحد الدراويش بالدوران حول نفسه رافعا يديه لأعلى فاتسعت ملابسه من حوله فى شكل سمى بعد ذلك التنورة.
وفى عصر الدولة الفاطمية أضاف المصريون على فن التنورة لمستهم الخاصة فأصبحت الرقصة تقوم على موسيقى مكونة من تخت كامل، كما أضافوا للزى فأصبح الراقص يرتدى غطاء للرأس وصديرى وزادوا ألوان التنورة لتصبح ممتلئة بالألوان وليست ذات لون واحد كالجلباب، ثم أصبحت تنورة منفصلة تماما وهى الموجودة حاليا لتنتشر بعد ذلك فى تونس والمغرب والجزائر.
والتنورة أصلا فن روحانى يرمز للهيام والسمو فى عشق الخالق مع كل دورة يقوم بها الراقص، وكلما زادت اللفات كلما زاد السمو الروحانى كما أن الراقص يجب أن ينتهى فى النقطة التى بدأ منها.
وتعد أشهر جلسة تنورة تلك التى اسسها «جلال الدين الرومي»، ويقال إن أول من رقص التنورة المزينة هم سكان هاواى تقليدا لإلهة الرقص «لاكى» التى رقصتها لتستقبل أختها «بيلى» وتكرمها، لتصبح بعد ذلك التنورة رقصة مقدسة فى هاواى.
تقوم فكرة التنورة على الدوران حول النفس كأن الراقص يحتفى بالكون وبدورة الحياة فرقصة التنورة تدعو إلى التفكير والتأمل فى إبعاد الكون اللانهائية فلا تخلو الرقصة من المتعة رغم بساطة فكرتها.
ويبلغ قطر التنورة 7 امتار وطولها حوالى 105 سم ووزنها من 10 الى 15 كيلو وتصنع من القماش الخشن الذى تصنع منه الخيام لتتحمل العمل الشاق وسعرها يتراوح من 700 إلى 1600 جنيه.