الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

النقاد: شوهوا التاريخ وصناعه: قدمنا الواقع




رفضت الكاتبة لميس جابر وصف مسلسل «سرايا عابدين» بأنه عمل تاريخي، ووصفت ذلك بالجريمة فى حق التاريخ وأكدت أن هذا المسلسل ارتكب جرائم فى حق الشخصيات التى أساء إليها داخل هذا العمل وتمنت أن يكونوا على قيد الحياة ليدافعوا عن أنفسهم ويكشفوا زيف ما قدمته مؤلفة «سرايا عابدين» فى حقهم.

لميس جابر: المؤلفة أظهرت الأسرة الحاكمة على أنها بيوت دعارة

وقالت لميس: كلما أشاهد مسلسل «سرايا عابدين» أشعر أن هناك مؤامرة مقصودة لتشويه تاريخنا، فمثلا المسلسل يظهر الأميرة نازلى عمة الخديو إسماعيل على أنها امرأة ليست صالحة وأنها هربت مع خادمها وهذا كذب وافتراء، فنازلى وهى الابنة الكبرى لمحمد على والمحببة إلى قلبه لم تدخل «سرايا عابدين» من الأساس وتركت مصر هى والخديو إسماعيل الذى سافر فى بعثة دراسية 1849واستقرت فى اسطنبول إلى أن توفت سنة 1854 أى قبل تولى الخديو إسماعيل الحكم سنة 1863، أيضًا هناك محاولة لتشويه شخصية الوالدة باشا أو خوشيار هانم التى لم تدخل «سرايا عابدين» هى الأخرى، حيث كان قصر عابدين لحكم مصر وليس لإقامة الأسرة الحاكمة وكانت إقامتها فى قصر القبة ثم قصر الزعفران والتى أقامت به زوجة الخديو الأميرة شفق نور بعد وفاة والدة الخديو.
وتابعت قائلة: المسلسل أظهر خوشيار هانم على أنها امرأة شريرة متسلطة ومشغولة طوال الوقت بصراع الحرملك وأنها لم تكن تحب مصر، لكن الحقيقة غير ذلك، فهى التى بنت مسجد الرفاعى المعروف فى منطقة القلعة ولم تكن تقوم بدور سياسى كأم الخديو بجانب أنها كانت شخصية محترمة وليست متسلطة كما أظهروها.


وأضافت لميس مشيرة إلى أن صناع «سرايا عابدين» أظهروا أن الأسرة الحاكمة فى مصر كانت عبارة عن بيوت دعارة والخديو ليس لديه ما يشغله سوى الحريم وتساءلت قائلة: إذا كان الخديو بهذه الصورة فمن أين جاء بالوقت لكى يبنى مصر الحديثة وينشئ دار القضاء العالى ودار الكتب ووسط البلد والزمالك والتلغراف والأوبرا أيضًا المسلسل يظهر حريم الخديو على أنهن يعيشن حياة أسرية ويلبسن ملابس مفتوحة فى الحفلات العامة فأين اليشمك وأيضًا بطلات المسلسل دائمًا يرتدين التاج الذى لا يتم ارتداؤه إلا فى الحفلات الرسمية.
وتابعت قائلة: هناك أخطاء فى كثير من الأشياء فمثلا الطعام به أصناف حديثة مثل اللانشون والتوست ماركة مونجينى وأضاف أنها لم تكن موجودة فى هذا العصر.


وأنهت لميس حديثها بأنه ليس من حق المؤلفة كتابة عمل به حياة الخديو إسماعيل وتكتب وقائع غير حقيقية ثم تكتب على التتر «دراما متسوحاة من التاريخ» وإذا كانت تريد تقديم عمل قائم على القصص والحواديت فعليها عدم الاقتراب من التاريخ ولا تشوه شخصياته من أجل تقديم عمل يجذب الناس، خاصة أن هذه الشخصيات رحلت عن الدنيا وليس من حقنا تشويهها.

أبدى المؤرخ عاصم الدسوقى استياءه الشديد من الأخطاء الكثيرة التى وردت ضمن أحداث مسلسل «سرايا عابدين» والتى يراها تحاول تفريغ الشخصيات من قوتها وخص بالذكر بطل القصة الخديو إسماعيل حيث يرى أن العمل متجن عليه بشكل كبير ويظهر أنه زير نساء ولم يكن لديه وقت سوى لمغامراته مع الجوارى وحل مشاكل زوجاته، أيضًا هناك تجن على شخصية «خوشيار هانم» أو «الوالدة باشا» بإظهارها بكل هذا الشر والتسلط.

عاصم الدسوقى: هناك تعمد لتشويه صورة الخديو إسماعيل

يقول عاصم الدسوقى: منذ الإعلان عن وجود مسلسل تاريخى يتناول فترة الخديو إسماعيل وأنا كنت حريصًا على رؤية هذا العمل ومع بداية عرض الحلقات الأولى فوجئت بكم من الأخطاء التاريخية لا حصر لها سواء فيما يخص التواريخ أو إظهار الشخصيات على غير حقيقتها وقد وقع المسلسل فى أخطاء تاريخية فادحة منذ بدايته، فمثلا الحلقات الأولى تظهر أن الخديو إسماعيل نشأ فى قصر عابدين أو سرايا عابدين كما يطلقون عليه فى المسلسل، حيث كان هذا القصر ملكًا لأحد قادة محمد على ويدعى عابدين بك وبعد وفاته اشتراه الخديو إسماعيل من أرملته وأعاد بناؤه وأصبح مقرًا للحكم فى مصر عام 1874 بدلاً من القلعة التى كانت مقرًا للحكم منذ عهد صلاح الدين الأيوبى وفى نفس الوقت أنشأ منطقة وسط البلد وضمها لعابدين. وأضاف الدسوقى مشيرًا إلى أن الكاتبة الكويتية هبة مشارى ليست متعمقة فى التاريخ ولا تصلح لأن تكتب عملاً بهذا الحجم وأنها شوهت التاريخ المصرى لصالح الشركة المنتجة على الرغم من أن هذه الشركة هى نفسها التى قدمت مسلسل «الملك فاروق» الذى كتب بحرفية عالية وفسر ذلك أن أحداث الملك فاروق كانت تمجد فى النظام الملكى.
وتابع الدسوقى قائلاً: هناك محاولة متعمدة لتفريغ شخصية الخديو من مظاهر قوته، هذا الرجل صاحب إنجازات كبيرة والتى استكمل الدولة الحديثة بعد محمد على، فقد أحيا مشروع نهضة محمد على، حيث أعاد إرسال البعثات التى توقفت وأمن حدود مصر مع الصومال وحاول ضمها مثلما تم ضم السودان لكن إنجلترا وفرنسا تدخلت وقامت الحرب بين جيش مصر والجيش الحبشى أيضًا قام سريًا بتسليح الجيش المصرى من 18 ألف جندى إلى 30 ألف جندى. وأضاف الدسوقى: المسلسل أظهر الخديو على أنه زير نساء ولا يشغله فى الدنيا سوى حريم القصر وجواريه بالرغم من أنه قاد حركة تحرير العبيد، فعندما كان يحرر جارية يعطيها 100 فدان مكافأة نهاية الخدمة ويزوجها من أحد الأعيان الذين كانوا يتسابقون على الزواج من الجوارى اللاتى يعتقهن الخديو طمعا فى الـ100 فدان التى ينعم عليهن به الخديو. واستطرد قائلا: فيما يتعلق بأبناء الخديو إسماعيل فالأمير فؤاد ولد عام 1868 فى حين أن المسلسل أوجده على قيد الحياة عام 1860 ثم توفى على الرغم من أنه حكم مصر بعد ذلك، كما ذكر المسلسل واقعة غير حقيقية بأن الخديو إسماعيل كانت له يد فى قتل أخيه الأمير أحمد رفعت وهذا غير صحيح وطالب المؤرخ عاصم الدسوقى القائمين على مسلسل «سرايا عابدين» بالإعلان عن اسم أستاذ التاريخ الذى أشرف على توثيق الأحداث التاريخية التى ذكرت فى المسلسل لمعرفة من أين جاء بهذه المعلومات الخاطئة والتى صنعت مسلسلاً تاريخيًا خارج الزمن.