الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصنع كسوة الكعبة يضم أكبر «ماكينة» خياطة فى العالم




يعد «مصنع كسوة الكعبة المشرفة» من معالم المملكة ورموز خدماتها الجليلة للحرمين الشريفين، حيث تنافس على التشريف بكسوة الكعبة الملوك والأمراء منذ قديم الزمان وحديثه.
وأصبحت كسوة الكعبة المشرفة، تصنع لأول مرة فى مكة المكرمة بأيد سعودية مدربة، حين أمر الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه- بإنشاء دار للكسوة بجوار البيت العتيق، مرت عليها مراحل متتابعة من التطوير والتحديث، حتى أصبحت معلماً بارزاً فى المملكة.
وأوضح «د.محمد باجودة» -مدير مصنع كسوة الكعبة المشرفة- أن ثوب الكعبة فى السابق كان يأتى من خارج المملكة، حتى قيض الله لهذا البلاد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه-، والذى أمر بإنشاء دار خاصة لحياكة أطهر ثوب على وجه الأرض وهو ثوب الكعبة المشرفة، وذلك فى عام 1346هـ، وكان موقعه فى «حى أجياد»، مبيناً أن الدار كانت تصنع الكسوة حتى عام 1358هـ، ثم انتقلت إلى «حى التيسير».
وقال:  يمر ثوب الكعبة بعدة مراحل منها: الغسيل، ثم صباغة الثوب باللون الأسود للكعبة من الخارج واللون الأخضر للكسوة الداخلية، ثم ضخ الحرير إلى القسم الآلي، ثم الانتقال إلى قسم المختبر لمطابقة الخيوط للمواصفات، وبعده إلى قسم الطباعة، فقسم الحزام، ثم تجميع الكسوة وتخييطها، وأخيراً، تسليمه إلى كبير سدنة بيت الله الحرام فى الأول من ذى الحجة من كل عام، مبيناً أنه فى يوم التاسع من ذى الحجة ينتقل فريق العمل إلى الحرم المكى لاستبدال الثوب القديم بالجديد.
وأشار إلى أن صناعة ثوب الكعبة يستغرق ثمانية أشهر متواصلة من العمل، وتبلغ تكلفته الإجمالية حوالى (22) مليون ريال، أمّا بالنسبة لعدد العاملين بالمصنع فهم (200) عامل، وفى قسم الحزام فقط أكثر من (70) عاملاً، مؤكداً أن المصنع يضم أكبر «ماكينة» خياطة فى العالم -حوالى (15) متراً- خاصة بتجميع طاقات القماش وتعمل بنظام التحكم الآلى.
 المراحل التى يمر بها ثوب الكعبة
 يمر الثوب بمراحل عديدة، ومنها: الغسيل وذلك بعد اختيار أجود أنواع الحرير، سواء الإيطالى أو السويسري، حيث يتم إزالة الطبقة الشمعية من الحرير، ثم بعد ذلك يبدأ صباغة الثوب باللون الأسود للكعبة من الخارج واللون الأخضر للكسوة الداخلية، ثم بعد ذلك يتم ضخ الحرير إلى القسم الآلي، حيث يوجد خطا إنتاج: خط إنتاج منقوش للثوب الخارجي، وخط السادة لحزام الكعبة، ثم ينتقل إلى قسم المختبر لمطابقة الخيوط للمواصفات، وبعده إلى قسم الطباعة، فقسم الحزام، ثم إلى القسم الأخير وهو تجميع الكسوة وتخييطها، وأخيراً تسليم هدية خادم الحرمين الشريفين فى احتفالية إلى كبير سدنة بيت الله الحرام فى الأول من ذى الحجة من كل عام، حيث يستغرق الثوب الواحد (670) كجم من الحرير الخام.
 ■ تلبيس الكسوة على الكعبة المشرفة
 فى يوم التاسع من ذى الحجة ينتقل فريق العمل إلى الحرم المكى لاستبدال الثوب القديم بالثوب الجديد، والمكون من أربعة جوانب مفرقة وستارة الباب، حيث يتم رفع كل جنب من جوانب الكعبة الأربعة على حدة إلى أعلى الكعبة المشرفة، تمهيداً لفردها على الجنب القديم، ويتم تثبيت الجنب من أعلى بربطها من العراوي، وإسقاط الطرف الآخر من الجنب بعد أن يتم حل حبال الجنب القديم، بتحريك الجنب الجديد إلى أعلى وأسفل فى حركة دائمة، بعدها يسقط الجنب القديم من أسفل ويبقى الجديد، وتكرر العملية فى كل الجوانب، حتى اكتمال عملية تلبيس الثوب، وبعدها يتم وزن الحزام على خط مستقيم للجهات الأربع بخياطته.
■ كمية استهلاك  ثوب الكعبة من خيوط الذهب والفضة
 يستهلك الثوب الواحد (120) كيلو خيط من الذهب و(100) كيلو من الفضة، ويتم إحضارها من إيطاليا، حيث يوجد لها أماكن مخصصة للحفظ، مهيأة بالتكييف، والرطوبة، والإنارة، ويحفظ بطريقه متقنة جداً.
 ■ الآيات المكتوبة على ثوب الكعبة
طبعا الآيات المكتوبة على ثوب الكعبة المشرفة منذ أمد بعيد، وقد كتبها الشيخ «عبدالرحيم أمين بخاري» -رحمه الله- بخط يده، وما زلنا نمشى عليها حتى عصرنا الحاضر، وهو أقدم عامل اشترك فى صناعة كسوة الكعبة منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه-، ولا يمكن تغيير الآيات المكتوبة سواء على ثوب الكعبة أو على ستارة الكعبة.
■ صناعة ثوب الكعبة المشرفة وتكلفته المالية وعدد العاملين
 يستغرق صناعة ثوب الكعبة ثمانية أشهر متواصلة من العمل، وتبلغ تكلفته الإجمالية حوالى (22) مليون ريال، أما بالنسبة لعدد العاملين بالمصنع فهم (200) عامل، وفى قسم الحزام فقط أكثر من (70) عاملاً.
■ كيفية  اختيار العاملين فى المصنع.
 أولاً: الرغبة قبل كل شيء، حيث نلجأ إلى عملية إحلال حينما يتقاعد مجموعة، ونأتى بمجموعة جديدة، حتى يتم توارث الخبرة من كبار السن الموجودين فى المصنع، وقد افتتحنا قسماً للتدريب كخطة استباقية خمسية، حيث يتم فيه تدريب العاملين الجدد خلال السنوات، وحتى يتم استبدال المجموعات السابقة، وقد تدرب (21) شخصاً خلال العام الماضي.
■ عمل النساء فى مصنع كسوة الكعبة
 هناك مطالبات من النساء بالعمل فى المصنع، ولكن عمل الحياكة صعب، وأعتقد النساء ما عندهم الجهد والقوة لاستخدام السلك فى حياكة الذهب على ثوب الكعبة المشرفة، وهذا عمل صعب جداً.
أخذ فريق عمل جولة على اليابان، وأمريكا، وكندا، والصين، وإيطاليا، وسويسرا، لاختيار أفضل أنواع الماكينات، حيث انتهت المرحلة الأولى فى اليابان و-لله الحمد-، ووجدنا ماكينات تطريز لحشو الحروف، كما سوف يغادر فريق العمل نهاية شهر شوال إلى سويسرا وأمريكا، لاختيار أفضل أنواع الماكينات الطباعة، علماً بأنّه يوجد لدينا أكبر «ماكينة» خياطة فى العالم حوالى (15) مترا، خاصة بتجميع طاقات القماش وتعمل بنظام التحكم الآلى.