الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حرب «البرغوث»و«الكلب»




عثرت الاجهزة الامنية ببنى سويف على وثائق خطيرة تكشف خطة الجماعة الارهابية لاشاعة الفوضى والدماء فى الذكرى الاولى لفض اعتصام مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى بميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر، وكانت اجهزة الأمن قد داهمت منزل قيادى إخوانى بمدينة ناصر شمال بنى سويف والتى تعد أكبر معاقل الاخوان ومنها عبدالعظيم الشرقاوى عضو مكتب الارشاد بجماعة الاخوان الارهابية والمقرب جدا من المرشد محمد بديع الذى يحاكم فى عدة قضايا عنف وصدر ضده حكم بالاعدام واخر مؤبد فى احداث العدوة بالمنيا وقطع طريق قليوب فى القليوبية.
وقامت الجماعة بتدريس الخطة التى أطلق عليها اسم كودى (حرب البرغوث والكلب) فى لقاءات الأسر الإخوانية والشعب الرئيسية والتدريب عليه منذ 9 أشهر.
تتضمن الوثائق طريقة حرب العصابات فى مصر ضد السلطة القائمة لاستنزاف الداخلية والجيش عبر سياسة الألف قتيل وجريح ويستخدم الاخوان فى الخطة الشحن الروحى والمعنوى أن ما يقومون به دفاع عن الاسلام والمسلمين والحرمات والارض وفى سبيل ذلك يعتمدون على مراحل حرب العصابات وهى المرحلة الأولى الاستنزاف والدفاع الاستراتيجى والمرحلة الثانية التوازن الاستراتيجى النسبى أو ماسموه «سياسة الألف جريح» ثم المرحلة الثالثة الحسم العسكرى وسمياه «الهجوم النهائى».
وتنبه الى الخطة الى عدم الاستجعال فى الانتقال بين المراحل بل التريث والأخذ بجميع الأسباب واجب.
وتشير خطة الاخوان الى أن كل مرحلة من المراحل تمتاز بمسميات سياسية وعسكرية تخضع للمناورة والتغيير والمفاوضات فى كل مرحلة، وطالبت كل عنصر وكادر من الجماعة بألا يحمل بحوزته إلا ما يخصه من معلومات وحددت ساعة «الصفر» عند الثانية عشر ظهرا يوم 14 أغسطس المقبل.
وقسمت الخطة عناصر الجماعة إلى 3 عناصر وهى مجموعات الدعوة للعنف ومجموعات التجنيد والتدريب والتنفيذ ومجموعات الدعم المالى وتعتمد على عنصر المفاجأة والحرص من عمليات الاختراق وعدم إعطاء المعلومات المهمة إلا للقيادة واعتماد أساليب الحيطة وضمان سلامة الأعمال الخطيرة وتنفيذها ومنع تداول أى معلومات قبل وبعد تنفيذ العمليات.
وكشفت وثائق الخطة أن الاخوان يعملون الآن على ما يطلق عليه (الخطأ الأول والأخير) لأنه لا يصلح معه علاج بعد وقوعه.
وطالبت من يتعامل مع المتفجرات بأنه لا بد أن يكون خبيرا بها فقد تكرر انفجار عبوات قبل تفجيرها فى عدد من عناصرهم، وحذرت الخطة من التعامل مع مطاريد الجماعة (المنشقين) واعتبرتهم أخطر على الإسلام والثورة معا من أعدائها وحذرت من يتعامل معهم من الجماعة بألا يلوم إلا نفسه.
وطالبت القيادات بالتخفى حتى يديروا الأمور بعيدا عن أعين الداخلية، وأوصت تلك الوثائق بما يطلق عليه المضلل المضاد ووصفته بأنها إجراءات وقائية لتضليل الأمن ومنع حدوث الاحتراق وضرورة التحرى والتتبع للعناصر التى تم الافراج عنها خشية أن يكون قد تم تجنيدها من قبل أجهزة الأمن ووصفت العناصر التى تم تجنيدها بأنها غير مأمونة وغير موالية ويجب التخلص منها، وأوضحت الوثائق أن كوادر الجماعة الآن لها تقسيم وتكتيك مختلف عن أيام الرخاء.
ووصفت العصر الذى تعيشه الجماعة الآن بالعصر المكى الذى كان يعيشه الرسول فى مكة وهو بحسب وصفها عصر ضعف المسلمين وقهرهم.
كما تضمنت الوثائق أن عناصر الجماعة الآن تقوم بمهام خاصة وهى الفرد العلنى: وهو الذى يختلط بالناس لنشر الشائعات ولا يحتفظ معه بأى أسماء أو معلومات أو عناوين أو أرقام أى عنصر بالجماعة أما الفرد السرى: وهو الذى يعمل داخل الخلايا العنقودية والتى لا تعرف الخلية سوى أفرادها ولا تعرف الخلايا الأخرى.
واشارت الوثائق إلى أن الفرد السرى ملزم بتغيير أى مظهر يدل على أنه متدين أو من الإسلاميين بعدم حمله السواك أو المصحف أو ارتدائه الجلباب وعدم نطقه بكلمات تدل على تدينه مثل (تقبل الله وجزاك الله خيرا) وعليه اتقان لهجة المكان الذى ينتقل إليه وألا يتحدث فى المحمول إلا عند الضرورة وإذا تحدث يستعمل الشفرة وفى أقل وقت ممكن وعدم الإفصاح بأى أمور تخص الأعمال المهمة أمام زوجاتهم، وتحتوى الوثائق على تدريبات عسكرية وصفتها بأنها تختار أفرادا قد أعدوا على الحس الأمنى العالى.
وطالبت العناصر غير المعروفة (الخلايا النائمة) بعدم اصطحاب أى معلومات إلى المنازل والتفتيش فى المنزل وفى مكان العمل عن وسائل للتصنت.
وحذرت من التجسس عبر التليفون المحمول أو فك الشفرة فى الكلام عبر الهاتف أو الرسائل والخطابات، وطالبت الأعضاء بعدم التحدث فى السنترالات العامة مع استعمال الاتصال المغلوط وهو الذى يقوم شخص بالاتصال ويقول أى اسم، مثل الو: معى الحاج أحمد فيقول الاخ له لا أنا فلان النمرة غلط، ويفضل تجنب استخدام التليفونات سوى الثابتة أو المحمولة والتعويض عنها بالاتصال المباشر إذا أمكن، ويمنع منعا باتا من نقل أى معلومة سرية على التليفون سوى بشفرة.
ولاتعطى المعلومة الا لمن يتعامل معها ويستفيد منها كأن يكون مكلفا بحفظها أو يكون عنصر اتصال معنيا بتوصيلها فقد تكون هذه المعلومة سببا فى كشف أعمالك.
وتطرقت الوثائق الى استخدام البريد فى نقل المعلومات بأنها وسيلة ممتازة لكنها عرضة للسرقة والرقابة وغير سريعة ويمنع استخدامها فى نقل الوثائق المهمة جدا ولم تغفل الجماعة فى التطرق الى استخدام الحقائب الدبلوماسية فى نقل الوثائق والمعلومات مما يجعل ضرورة أن تهتم الاجهزة الامنية بتحركات الدبلوماسيين فى السفارات والقنصليات الأجنبية فى مصر والمؤيدة دولها لهذه الجماعة الارهابية.
وذكرت الوثائق كيف توصلت المخابرات الفرنسية لمرتكبى حادث مقتل شهبور بختيار رئيس وزراء إيران الأسبق، عبر تتبع 20 ألف مكالمة هاتفية محذرة عناصر الجماعة من تعرف الأمن على أماكن اختباء القيادات من خلال الذبذبات التى يرسلها الهاتف المحمول إلى أبراج المحمول ومن الأفضل استخدام اللغة الإنجليزية فى المكالمات بدلا من اللغة العربية لعدم اجادة الضباط لها.
وتعرضت الوثائق لكيفية تأمين التحرك بالدراجات البخارية أو السيارات بوضعها وسط الزحام وتوفير (أخ) ميكانيكى حتى لا يتم وضع أجهزة تنصت عند إصلاح السيارة.
وتنصح الخطة بالنسبة للموتوسيكلات المدن الكبرى بأن يراعى أن تكون تراخيصها سليمة والالتزام وعدم المخالفة للقواعد حتى لاتتعرض للمطاردة من جانب حملات المرور.
وشددت على من فى سيارات العمل الخاص بأن تكون بها رخص السيارة والتزامها بقواعد المرور وقوانينها لعدم الوقوع فى مشاكل وكذلك ملاءمة قائد السيارة لنوعها من حيث الشكل والهيئة ومكان القيادة الموجودة به السيارة فى «مدينة.. قرية.. أو غيره»، وتحذر من عدم وضع السيارات والموتوسيكلات الخاصة بالعمل «المكلفة بارتكاب أعمال تخريبية» فى أماكن مشبوهة صحارى.. جبال..مناطق مشبوهة وإن كان لابد فيتم اختيار العمل فى أوقات ملائمة لعدم وجود من يتابعها وعند وقوف السيارات تكون فى وضع يساعدها على التحرك سريعا فى حالة الشعور بالخطر.
ولان المال هو المحرك الأساسى لكل شىء أفردت الجماعة مساحة كبيرة فى خطتها لكيفية تأمين الأموال وهى عدم وضع الاموال الخاصة بالعمل فى مكان واحد، وضرورة عدم التحرك بأموال كبيرة إلا حسب حاجة العمل.
ونصحت بإخفاء الاموال عن أعين الافراد وضرورة وجود الغطاء المناسب عند حمل أموال كثيرة ونبهت الى أهمية وضع الأموال لدى اشخاص عاديين ويصرف منها عند الطلب.
وفى مفاجأة مدوية تؤكد الوثائق أن الجماعة لها عدة مخازن للأسلحة على غرار مخزن الفيوم الذى انفجر منذ أسبوعين فقد جاء فى الوثائق إجراءات تأمين شراء ونقل وتخزين الأسلحة ومنها التأكد من أن بائع الأسلحة ليس مرشدا للمباحث وعند نقل السلاح ينقل كمية بكمية وعدم نقله مرة واحدة ووضع خطة تأمين عالية عند نقل السلاح.
ووضع عيون على الطريق تسبق عمليات نقل الأسلحة وتخزين السلاح فى أماكن متفرقة وتوفير مخابئ آمنة وتوفير صيانة للأسلحة حتى لا تتأثر عند الاستعمال على ان يكثف التدريب على السلاح بعيدا عن المناطق السكنية وأن تكون له مداخل ومخارج متعددة لسهولة الهرب فى حال قدوم قوات من الداخلية وإخفاء أى أثر للتدريب عقب انتهاء التدريب مباشرة واتخاذ كل الإجراءات الأمنية لحراسة وتأمين المكان وعدم معرفة الأفراد المتدربين لبعضهم البعض ولا بشخصية من يدربهم.