الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ارتفاع الأسعار يجبر «حواء» على الاستغناء عن ملابس العيد




تحقيق– دنيا نصر وهاجر كمال
تحرص النساء فى الأيام الأخيرة من شهر رمضان على الاستعداد للعيد من خلال التجول فى المحلات، للاطلاع على كل ما هو جديد فى عالم الموضة، فاعتدنا فى هذه الأيام من كل عام على ازدحام المحلات بشكل عام ومحلات الملابس بشكل خاص، ولكن اختلف الأمر هذا العام، فتسود حالة من الكساد فى المحلات إلى جانب الارتفاع الهائل فى الأسعار، فتبدو محلات الملابس شبه خالية على عكس الأعوام السابقة نتيجة ارتفاع الأسعار والركود الاقتصادى الذى اثر على حركة البيع والشراء فى سوق الملابس، وهو ما دفع الكثير من السيدات إلى التخلى عن شراء ملابس جديدة لقضاء العيد.حيث تعلق «مها محمود» ربة منزل على ان ارتفاع أسعار هذا العام أصبح فى كل شىء نتيجة ما شهده المجتمع مؤخرا من ارتفاع أسعار الوقود والسلع الغذائية وغيرها من مستلزمات الأسرة المصرية، قائلة: أنا واحدة من الفتيات اللاتى ﻻ يعملن ولكنى اهتم جيدا بما يسمى «عصر الموضة» لأنه كل ما يشغل تفكيرى واعتدت ان يكون شراء ملابسى قبل العيد حتى أجد ما يناسبنى وفى نفس الوقت يناسب المقدرة المادية، ولكننى أواجه صدامًا دائمًا بينى وبين زوجى بسبب التبذير المادى الذى استغله فى الملابس وشرائى العديد من كل ما هو جديد ومتنوع ولكن هذا العام يشهد العيد قلة شراء الملابس بسبب غلاء الأسعار الذى تشهده بعض المحال التجارية وتأثيره على الناس.
وتقول «زينب محمد» ربة منزل، أن ارتفاع الأسعار هذا العام جعلنى اكتفى بشراء ملابس للأولاد واصرف نظر عن شراء ملابس جديدة خاصة بى من المعتاد ان ترتفع أسعار الملابس فى الأعياد ولكن ليس بهذا الشكل.
يقول «أحمد سيد» بائع بوسط البلد، إن هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة لأن الكثير فقد عمله وأيضا الكثير دخله انخفض لأسباب كثيرة، وهو ما أثر بالسلب على سوق المبيعات فى الملابس وخاصة ملابس السيدات، وعادة السيدات تكون نسبة شرائهم عالية مقارنة بالشباب والأطفال ولكن هذا العام تعم حالة من الركود فى معظم المحلات.
أكد «يحيى زنانيرى»، رئيس جمعية منتجى الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية، أن الارتفاع فى الأسعار قبل العيد يؤدى إلى تقليل حركة البيع، موضحا أنه لا علاقة بين رفع أسعار الملابس وارتفاع أسعار الوقود، لأن كل البضاعة الموجودة فى المحال التجارية مخزنة منذ فترة، ولكن الزيادة أكيدة بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام والمواصلات والمتطلبات وأجور العمال، مشير إلى أن التجار الذين يرفعون الأسعار، يعتمدون على أنه لا توجد تسعيرة للملابس، ولا يوجد قانون يوحد السعر.
وعلق أحمد سالم عضو الشعبة العامة للملابس بالغرف التجارية ، ان ارتفاع أسعار الملابس ليس له علاقة بارتفاع أسعار الوقود والسلع الغذائية وإنما المشكلة تكمن فى عدم وجود تخفيضات فى المناسبات كالعيد، فعلينا كمسئولين أن نساعد المواطنين فى توفير مستلزماتهم خاصة فيما يسعدهم مثل شراء الملابس فى العيد والإقرار بتخفيض هذه المستلزمات حتى يسهل عليهم شراؤها فى اﻻعياد.
قالت «آية مصطفى» موظفة إنه من الطبيعى أن ترتفع أسعار الملابس فى العيد قليلا، ولكن فى المقابل على كل المحال أن تقوم بعرض كل ما هو جديد، ولا تستغل العيد لعرض ما هو مركون فى المخازن.
وتضيف «دعاء سلامة» بائعة فى محل ملابس أن أسعار الملابس بالفعل مرتفعة، ولكن هناك تسهيلات فى بعض المحال التى تقوم بعمل تخفيضات إلى جانب عرضها الموديلات الجديدة التى تجذب الكثير.
بينما قال «سيد محمود» أحد البائعين المتواجدين فى شارع طلعت حرب بوسط البلد إن الأسعار ارتفعت بشكل ملحوظ مع ارتفاع الوقود وعدد من السلع الأخرى، مضيفا أنه على الحكومة أن تراعى مستوى السوق المصرية بعد ارتفاع أسعار الوقود، فهناك كثير من السيدات يحرصن على شراء الملابس فى العيد، نظرا لأنه يكون إجازة من أعمالهن وراحتهن ونزولهن كثيرا لمشاهدة أحدث موديلات الموضة وشرائها.
وفى نفس السياق علق «حامد رشدى» أحد أصحاب المحال الشهيرة بمنطقة وسط البلد على ان إيجارات المحال مرتفعة والبنزين مرتفع والأسعار ارتفعت، فبالتالى أسعار الملابس سترتفع، مؤكدا أنه يعلم بشدة أن الموسم الحالى سيكون من أصعب المواسم التى مرت عليه نتيجة ارتفاع الأسعار على المواطن المصرى، مضيفا ان  ملابس السيدات هى فى الغالب مستوردة، ومع ارتفاع سعر الدولار فيرتفع سعر الملابس، ومع ذلك فالسيدات هن أكثر فئة للشراء.
وأضاف رشدى إن الإقبال على شراء الملابس من قبل المواطنين ضعيف بسبب الظروف الاقتصادية ، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار البنزين أثر بشكل كبير على عملية الشحن وبالتالى أدى إلى ارتفاع الأسعار  قائلا: ده اللى أثر فى البيع لأن الناس مابقتش تشترى زى الأول ولكن هناك تسهيلات فى بعض المحال التى تقوم بعمل تخفيضات ولكن ذلك لا يكون فى موسم العيد غالبا.
وقال «أحمد المصرى» صاحب محل ملابس، إن نسبة الإقبال من المواطنين على الشراء ضعيفة للغاية خاصة النساء، مقارنة بالأعوام الماضية، مشيرا إلى أن إيجارات المحال مرتفعة والبنزين مرتفع والأسعار ارتفعت فبالتالى أسعار الملابس سترتفع أيضا، مؤكدًا أنه يعلم بشدة أن الموسم الحالى سيكون من أصعب المواسم التى مرت عليه لأن اﻻقبال أصبح ضعيفا والأزياء كما كانت العام الماضى وليس عليها اقبال كبير من قبل السيدات.
وقالت «هدير أحمد» مدرسة إن الأسعار ارتفعت بشكل ملحوظ مع ارتفاع الوقود وعدد من السلع الأخرى، مشيرة إلى أن الفرحة بقدوم العيد باتت منقوصة بالنسبة لكثير من الناس، نظرا لارتفاع أسعار تلك المستلزمات، مع تزامن حلول العيد وقدوم العام الدراسى الجديد، مما يثقل كاهل المواطنين ويشكل عبئا جديدا عليهم.
وقالت «رضوى محمود» طالبة: إنها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستشترى ملابس العيد، حيث أضافت إنها لن تقوم بشراء ملابس العيد قبل حلوله خاصة أن أسعارها مرتفعة، إضافة إلى أنها ليست بتلك الجودة والنوعية، فتفضل الانتظار وتشترى ملابسها بعد انتهاء العيد، على اعتبار أن الأسعار سوف تنخفض كثيرا عما هى عليه الآن.