الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بائع البطيخ الذى يتطاول على مصر




باحثاً عن دور جديد وبطولة زائفة، يصنعها بادعاءات وهمية، يضع رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا، نفسه فى دائرة من الصراع والتطاول المتعمد على رموز وقادة الدولة المصرية، كلما سنحت له الفرصة بالحديث فى وسائل الإعلام المختلفة تطرق إلى الحديث عن مصر، وعمّا دار فيها منذ 30 يونيو وحتى الآن.
انتماءاته الفكرية وتشدده الدينى وعلاقاته الغريبة مع جماعة الإخوان المسلمين دفعت بالبعض إلى التحدث عن انتمائه للتنظيم الدولى للجماعة، ووصف ما يفعله ضد مصر بكونه دفاعاً عن جماعته المكلومة بعد عزل رئيسها محمد مرسى على يد القوات المسلحة بعد تظاهرات 30 يونيو الشهيرة.
للتطاول درجات؛ إذ بدأها «أردوغان» الذى بدأ حياته بائعاً للبطيخ، إلى أن تولى رئاسة وزراء تركيا فى 2003، بالحديث عن أهم رجال الدين فى الدولة المصرية، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، تطاوله الذى نبع من تصديق شيخ الأزهر على قرارات القوات المسلحة بعزل الرئيس السابق محمد مرسى، كان سبباً فى توتر العلاقات الدبلوماسية بل سحب السفير المصرى فى أغسطس الماضى، ومع استمرار رئيس الوزراء التركى فى وصف ما حدث فى مصر من تظاهرات 30 يونيو وما أعقبها من قرارات فى 3 يوليو بأنها انقلاب عسكرى، محاولاً تحريك الرأى العام الدولى ضد مصر، وهو ما فشل فيه، خاصة مع تنفيذ استحقاقين من خارطة الطريق: الاستفتاء على الدستور وانتخابات الرئاسة.
لم يتوقف «أردوغان» عن تشويه صورة مصر والتهكم على مواقفها الدولية، بل تعمد التطاول على رئيسها المشير عبدالفتاح السيسى واصفاً إياه بـ«الطاغية» فى أحد حواراته الصحفية، وهو ما دفع «الخارجية» المصرية إلى إصدار بيان شديد اللهجة والتحذير من اتخاذ خطوات تصعيدية بين البلدين.
يظل «أردوغان»، الذى تعود نشأته إلى مدارس دينية، ذا فكر متشدد أودى به إلى السجن ذات يوم؛ ففى عام 1998 اتُّهم أردوغان بالتحريض على الكراهية الدينية، ما تسبب فى سجنه ومنعه من العمل فى الوظائف الحكومية ومنها الترشح للانتخابات العامة وهو ما بدا فى خطاباته وأحاديثه.
وفى عام 1994 رشح حزب الرفاه «أردوغان» إلى منصب عمدة إسطنبول، واستطاع أن يفوز فى هذه الانتخابات، خاصةً مع حصول حزبه على عدد كبير من المقاعد، إلا أن تشدده الدينى لم يفارقه يوماً رغم ممارسته للسياسة.