الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حلم المشمش ضاع فى العمار




«فى المشمش» تلك الكلمة المترددة بين أفواه مواطنى القليوبية ويرجع معقلها إلى قرية العمار الكبرى إحدى قرى مركز طوخ بمحافظة القليوبية والتى تعرف من اكثر القرى بزراعة للمشمش ويعتبر مشمش العمار من اجود الانواع وذاع صيته محليا وعالميا حيث يتم التصدير منه بكميات كبيرة. الا ان «مشمش العمار» تعرض فى السنوات الاخيرة خاصة هذا العام لانهيار كبير واصبح الخراب فى العمار مخيفا وتراكمت الديون على المزارعين.
 «روزاليوسف» تكشف عن الأسباب التى ادت إلى انهيار محصول المشمش مثلما افصح أهالى قرية العمار منها ترجع إلى اختلاف العوامل المناخية اثناء فترة التزهير من شدة الحرارة صيفا واحتياج المشمش إلى برودة، كما ان ارتفاع منسوب المياه الجوفية فى الاراضى الزراعية يعد سببا رئيسيا لإنهيار المحصول بسبب سوء حالة مصرف طحلة المار بالعمار الكبرى الذى ارتفعت به المياه الجوفية واضرت بشجرة المشمش التى تحتاج إلى حوالى 4 شهور كفترة «فطام» وتبدأ من شهر اكتوبر إلى اول فبراير وبتلك الفترة لايروى بقطرة مياه واحدة «فترة صيام».. ويحدث ارتفاع منسوب المياه الجوفية تعفنا فى جذور الشجرة ولذلك لم تثمر الشجرة فضلا عن عدم الرقابة عن المبيدات الحشرية.
ففى البداية يقول على سمير، مزارع مشمش، يعتبر المشمش من الفواكه الصيفية ذات القيمة الغذائية العالية المفضلة للمواطن المصرى.. ويدخل بجانب الاستهلاك الطازج فى كثير من الصناعات الغذائية واهمها العصائر والمربات ورقائق المشمس التى تزيد من قيمته الاقتصادية. إلا أن انخفضت إنتاجية الفدان التى كانت تتراوح بين 10- 15 طنًا فى العام السابق إلى طن واحد هذا العام بسبب أزمات مياه الرى والمصارف، وذلك رغم ارتفاع تكلفة زراعة الفدان من 2000 إلى  6 آلاف جنيه. ويضيف ممدوح الشربينى، انه لايوجد رقابة على المبيدات الحشرية ولم يتم تحديد أسعارها أو مصدرها ونُجبر على شرائها من أصحاب المحلات المشهورة، ويتم الرش بها لشجر المشمش لمكافحة الحشرات وإنتشار العنكبوت بالأشجار إلا اننا نجد وكأن الرش مثل المياة، ولم يأتى بنتيجة إيجابية بل وبالعكس قد يضر الأشجار احيانا، كما ان العبوات مجهولة المصدر ولم يتم تحديد مصدر صناعتها او أسعار البيع  للمواطنين.
ويؤكد محمد عبدالجواد، مزارع مشمش ان القرية تزرع حوالى 3 آلاف فدان من اشجار المشمس، كما ان الخسائر هذا الموسم بلغت 89٪ بسبب اختلاف عوامل الطقس ونقص الاسمدة العضوية وكذلك ارتفاع اسعار الاسمدة الكيماوية التى انعدم تواجدها فى الجمعيات الزراعية ويتم شراؤها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة.. فضلا عن نقص فى الرى بمياه النيل التى تزيد من خصوبة التربة حيث تعتمد على المياه الجوفية والآبار الارتوازية.
 ويلفت خالد عبد العال، أحد المزارعين أن وراء هذا الانهيار هو إرتفاع منسوب المياه الجوفية الذى ادى إلى تعفن جذور اشجار المشمش.. قائلا: بيوتنا خربت وتراكمت الديون علينا.. فيما التقط محمد كامل، مزارع، الحديث حيث اكد تراكم الديون عليه بسبب هذا الانهيار قائلا: لقد اقترضت من البنك مبلغا كبيرا على ان اسدده فى موسم المشمش ولكن للاسف الشديد ضاعت احلامنا بانهيار المحصول واصبحت مطاردا من قبل البنك و لقد تعبنا وعملنا اللى علينا ولكن جاءت النتائج سيئة للغاية.
 ويشرح  محمد جمال عبد السميع، أحد الجامعين، طريقة جمع المشمش، حيث يقوم بجمعه على مراحل من مرتين إلى ثلاث مرات، ويقوم جامع المشمش بجمعة فى «العب» ويقصد به العبائة التى يرتديها الجامع، ويقوم بربطها حول جسدة بحبل ثم يجمع المشمش ويضعة فى فتحت ملابسه عند صدرة ، كما ان مشمش العمار مشمش عالمى وطعمة يختلف كتيرا عن غيرة. مضيفا ان هناك طريقتين للجمع فالسابقة للأفرع القريبة، والأخرى يقوم بربط نفسه بالحبال او يكعب شِعب « يضعها قوف بعضها ليجعلها مصعد» ويصعد عليها الجامع حتى يصل لأعلى الأشجار.
مضيفا، ان ارتفاع الاسعار بسبب ضئالة المحصول وقلة الفترة الزمنية لبيعة بالأسواق، وسرعة تعرض المشمش للتلف خلال فترة قصيرة.
 ويرى رضا عبد الخالق سليمان، مزارع ان العادات التى تعود عليها المزارعون بقيامهم بزراعة الموالح داخل مزارع اشجار المشمش لتعويض الخسائر الفاضحة الناتجة عن زراعة المشمش والتى تؤدى إلى انتشار ذبابة الفاكهة.. وكذلك عدم تواجد روح التعاون بين المزارعين لمقاومة ذبابة الفاكهة.. اى عدم التنسيق بينهم بالرش حيث يقومون بالرش فى اوقات مختلفة منعا لانتقال الذبابة من ارض إلى اخرى والقضاء عليها.
 ويتضرر شوقى ممدوح السلمونى، من أهالى قرية العمارة من انتشار المكامير وخصوصا على خط 12 بنها ـ القناطر الخيرية الأمر الذى ادى إلى تهديد أمن وسلامة المواطنين نتيجة إنبعاث الغازات الضارة. مؤكدين ان وجودها بجوار الترع والمصارف المائية بالمحافظة يتسبب فى كارثة بيئية وتلوث للمياه مماأدى إلى تلف المحاصيل الزراعية.