الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

النقاد يتهمون «الفلاش باك» بإفساد دراما رمضان




كتبت -  مريم الشريف

أصبح الفلاش باك الحل السحرى فى دراما رمضان هذا العام حيث لجأ إليها الكثير من صناع الأعمال الدرامية رمضان الماضى، فنجد مسلسل «السيدة الأولى» الذى تشارك فى بطولته الفنانة غادة عبدالرازق والفنان ممدوح عبدالعليم وعبير صبرى ومن إخراج محمد بكير، اعتمد بشكل رئيسى على الفلاش باك فى سرد أحداث «مريم» التى تجسدها الفنانة غادة عبدالرازق.


حيث يبدأ المسلسل بمشهد محاولة اغتيال «هاشم» رئيس الجمهورية الذى يجسده الفنان ممدوح عبدالعليم ودخوله فى غيبوبة إثر ذلك، ثم تتوالى الأحداث عن طريق سرد «مريم» على طريقة الفلاش باك كيفية إيقاع الفتنة بين الرئيس وزوجته «سمية» التى تجسدها الفنانة أنوشكا ثم زواجها به كى تصبح السيدة الأولى.


ونفس الحال بالنسبة لمسلسل «فرق توقيت» الذى يقوم ببطولته الفنان تامر حسنى، والفنانة اللبنانية نيكول سابا، ظافر العابدين، مى سليم، أحمد السعدنى، شيرى عادل ومن إخراج إسلام خيرى.. الذى يدور حول محاولة قتل «ياسين» الذى يجسده الفنان تامر حسنى، ثم سرد الأحداث السابقة لهذه الواقعة على طريقة الفلاش باك مع توجيه الاتهامات للعديد من الأشخاص من محيط أسرته والذى بينهم شقيقه.


كما يدخل فى هذا الإطار مسلسل «المرافعة» الذى يشارك فى بطولته الفنان فاروق الفيشاوى والفنان السورى باسم ياخور، دوللى شاهين، طلعت زكريا، دينا ومن تأليف وإنتاج تامر عبدالمنعم وإخراج عمر الشيخ.. حيث بدأ بمشهد قتل مطربة لبنانية التى تجسدها الفنانة دوللى شاهين، ثم استكمال  الأحداث الماضية على طريقة الفلاش باك.


وينافس فى هذا الإطار مسلسل «الصياد» مع الأعمال السابقة فى الفلاش باك من خلال تذكر الضابط المصاب بالعمى والذى يجسده الفنان «يوسف الشريف» بكيفية تعرضه لهذا الحادث الذى أدى إلى إصابته بالعمى وأحداث العملية الأمنية التى أطلق عليها «الصياد».
ويشارك فى بطولة «الصياد» الفنان يوسف الشريف والفنانة مى سليم، دينا فؤاد ومن تأليف عمرو سمير عاطف وإخراج أحمد مدحت.
وفى هذا الجانب أكد محمد سليمان مؤلف مسلسل «فرق توقيت» أن الفلاش باك أصبحت ظاهرة منتشرة فى جميع الأعمال الدرامية لهذا العام، خاصة أن الموضوع فرض ذلك وليس تم استخدامه من باب الشكل فقط.


وأضاف: إن موضوع المسلسل يعتمد على جزء محورى هو موت البطل «ياسين»، ويتم كشف الخيوط حوله عن طريق الفلاش باك  الذى يربط بين الأزمنة المختلفة، بالإضافة إلى كونها شكلاً  فنيًا جديدًا يكسر النمطية فى سرد القصة.


وأشار إلى أن استخدام الفلاش باك ليس ميزة أو عيباً، حيث إنه نوع من أنواع التمرد على السرد التليفزيونى، موضحًا أنه استخدم السنوات الماضية ولكن ليس بصورة كبيرة كالعام الحالى، ومنها مسلسل «الخواجة عبدالقادر» للفنان يحيى الفخرانى الذى اعتمد على الفلاش باك.


كما أوضح ياسر عبدالمجيد مؤلف مسلسل «السيدة الأولى» أن طريقة الفلاش باك الأنسب للمسلسل أثناء كتابته له، حيث قام باختيار طريقة سرده، سواء من خلال الشكل التقليدى فى سرد الأحداث من الماضى إلى الحاضر، أو اختيار نقطة مهمة فى القصة ثم كشف عن ماضيها عن طريق الفلاش باك، وهو ما فضل استخدامه.


وتابع: إن الفلاش باك يضيف نوعًا من التشويق لدى المشاهد لأنه يؤخر الكشف عن شىء معين يظهر فى وقت محدد، بعدما كان مختبئًا كى يكون مفاجأة للجمهور.


واستكمل حديثه بأن الفلاش باك تم استخدامه بشكل طبيعى وبطريقة واضحة للانتقال من الوقت الحاضر للماضى بشكل مفسر والعكس.
وعن خوفه من كثرة استخدام الفلاش باك فى العمل أوضح أنه لم يقلق إطلاقًا لأن لديه حدوتة تحكمه فى النهاية وتتمثل فى قصة صعود هذه الفتاة حتى وصلت إلى منصب السيدة الأولى، كما يرى المشاهد أن لديها صراع فى الحالتين والأولى تتمثل فى صراعها للوصول إلى السلطة والثانية أثناء صراعها للبقاء فى السلطة.


كما كشف أن طريقة سرد القصة كان لابد أن تبدأ من حادث اغتيال الرئيس والذى يعد الحدث الرئيسى فى المسلسل، ثم نرى تصرف السيدة الأولى فى هذه الفترة، وإذا بدأنا من الماضى أثناء وجودها فى الحملة الانتخابية كأى فرد عادى، لم تكن البداية قوية كما حدث، بالإضافة إلى أن العمل يدور حول «السيدة الأولى» فكان لابد من البدء أثناء وجودها فى هذا المنصب.


ناهيًا حديثه بأن الفلاش باك انتهى خلال الحلقة الخامسة عشرة للعمل وبالتالى من تزعجه هذه الطريقة لن يشاهدها ثانيًا.


ومن جانبه أكد عمرو سمير عاطف مؤلف «الصياد» أن ظاهرة الفلاش كان استخدامها أمر ضرورى فى العمل، ليس تجميلا للشكل الخارجى له، وانما قصة العمل تعتمد عليه بشكل رئيسى ولا مفر من استخدامه، كما أنه لم يتم استخدامه بشكل مفرط يضر بالمشاهد.
ومن جانبها أكدت الناقدة الفنية ماجدة موريس أن الفلاش باك استخدم بطريقة زائدة للغاية فى دراما رمضان، وهذا ليس فى صالح العمل وانما ضده، حيث إن الفلاش باك تكنيك مأخوذ من السينما، ويكون له ضرورة درامية لو القالب الفنى قليل وليس مسلسلاً تصل حلقاته إلى ثلاثين حلقة وربما أكثر.


كما استنكرت استخدامه فى مسلسل «السيدة الأولى» لدرجة تصل الى مشهد من المستقبل وآخر من الماضى بشكل متتال والذى كان يعد زائدا للغاية على حد وصفها مؤكدة أنه كان من الافضل تقديم قصة حياتها من البداية حتى النهاية، لكن المشكلة تكمن فى كون العمل يدور حول السيدة الاولى لذلك لم يرغبوا فى تأجيل الوصول الى هذا اللقب وبالتالى فضلوا البدء من نقطة وجودها فى منصب زوجة الرئيس ثم عرض الاحداث عن طريقة الفلاش باك، وهذا شتت المشاهد وجعله يشعر بالملل.


أما بخصوص «صديق العمر» أشارت إلى أنه كان من الضرورى استخدام الفلاش باك به، ولكن المشكلة تكمن فى حدوث ازمة تواريخ حيث بدأ العمل بسرد نكسة 1967 ثم عاد الى عام 1961 وهذا ادى الى ارتباك لدى المشاهد، وأوضحت أنه كان يجب على فريق العمل النظر الى الفرق الكبير بين جمهور السينما الذى يختار مشاهد بعينها بعكس جمهور الدراما الذى يرغب فى مشاهدة قضية واضحة.


وأشارت إلى أن السر الذى يكمن فى انتشار هذه الظاهرة رمضان الحالى، وجود جيل من المخرجين خريجى معاهد السينما أو قادمين من الاخراج السينمائى الى التليفزيون مثل المخرج عثمان أبولبن أو محمد بكير وغيرهم.


كما أكد الناقد نادر عدلى أن الفلاش باك ظاهرة غريبة من نوعها فى دراما رمضان الجارى حيث تم استخدامها بشكل مفرط.


وأضاف: إن استخدام الفلاش باك بكثرة أدى إلى تشتيت الجمهور بصورة كبيرة، مشيرًا إلى أن أغلب مخرجى الجيل الحالى اعتمدوا على هذه التقنية فى تقديم أعمالهم الدرامية.