السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ذكرى وفاة وميلاد «ملك الترسو» : فريد لعبدالناصر: فيلم «بورسعيد» سيقول للعالم الحر أن للإنسان حق فى أن يعيش فى سلام




(ملك الترسو ) أو(وحش الشاشة) لقبان اشتهر بهما الفنان فريد شوقى صاحب المسيرة السينمائية الطويلة والحافلة بالتنوع ما بين أدوار الشر وابن البلد والأب وغيرها ولد فى حى البغالة بالسيدة زينب بالقاهرة فى30 يوليو 1920. وتلقى دراسته الابتدائية فى مدرسة الناصرية التى حصل منها على الابتدائية عام 1937 وهو فى الخامسة عشرة، ثم التحق بمدرسة الفنون التطبيقية وحصل منها على الدبلوم، وانضم لفرقة مسرحية وتتلمذ على يد مخرجها عزيز عيد، وظل يتردد على مسارح شارع عماد الدين مؤدياً أدوار الكومبارس فى فرق يوسف وهبى ونجيب الريحانى وعلى الكسار وفاطمة رشدى وجورج أبيض، لكنه حرص على إتمام دراسته حتى حصل على دبلوم مدرسة الفنون التطبيقية والتحق موظفاً مع أبيه بمصلحة الأملاك الأميرية، كما لم تشغله الوظيفة عن نشاطه الفنى، فقد كانت من بين زملائه فى حى السيدة زينب والحلمية الجديدة مجموعة من هواة التمثيل لمعت أسماؤهم فيما بعد، مثل عبدالرحيم الزرقانى وعلى الزرقانى وأحمد الجزايرى وغيرهم ممن جمع بينهم حب التمثيل، وكونوا فرقة مسرحية مقرها حجرة فى شارع الشيخ البقال.
وكتب على الزرقانى مسرحية الافتتاح بعنوان «الضحية»، وقدمت على مسرح «برنتانيا» وقام ببطولتها فريد شوقى وواصلت الفرقة نشاطها، وفى 1945 تم افتتاح المعهد العالى للتمثيل فالتحق به ونال دبلوم المعهد العالى للتمثيل واستقال من وظيفته الحكومية، ليتفرغ للفن وبدأ بأدوار الشر على المسرح والشاشة، وبعد ثورة يوليو 52 تعاون مع المخرج صلاح أبوسيف، بعد أن كتب قصة «الأسطى حسن».
ونجح الفيلم الذى كان أولى المحطات باتجاه السينما الواقعية لتنهال العروض على فريد شوقى فيقدم حميدو ورصيف نمرة 5 والنمرود، وبدأ يكتب وينتج وقدم جعلونى مجرماً ثم بورسعيد لتتأكد نجوميته ويواصل مسيرته الحافلة بين السينما والمسرح والتليفزيون إلى أن توفى فى ٢٧ يوليو ١٩٩٨.
ويعد فيلم بورسعيد أحد الأفلام الوطنية التى أرخت لحدث مهم فى تاريخ مصر المعاصر، شارك فيه العديد من الفنانين ومنهم الفنان فريد شوقى والفنانة هدى سلطان وليلى فوزى وشكرى سرحان ورشدى أباظة وكان الفيلم “سكوب” أسود وأبيض.
تم تصوير الفيلم بتكليف مباشر من إدارة الدولة حيث اجتمع الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر وأنور السادات بالفنان فريد شوقى وتم الاتفاق على صناعة الفيلم.
عندما انتهى وحش السينما فريد شوقى من تصوير الفيلم بعث رسالة إلى الزعيم جمال عبد الناصر نشرتها جميع الصحف كتب فيها:
“إن اللحظات التاريخية التى اجتازها شعب مصر خلال العدوان الثلاثى الغاشم أثبتت للعالم أننا شعب مجيد، قاوم بربرية المستعمرين ببسالة، وسطر فى التاريخ بنصره أروع مواقف البطولة وهو يكافح من أجل القيم الإنسانية والحضارة والمستقبل، ومن أجل أن يسود السلام والحرية والطمأنينة والخير.
والفن المصرى الذى كان مجرد وسيلة للتسلية فى العهود البائدة، التى ساندت الاستعمار ضد الشعب، عرف دوره فى هذه المعركة الوطنية فساهم ليصنع الساعات التاريخية بما وسعه الجهد، من أجل انتصار الإنسانية على البربرية، وانتصار الخير على الشر، وانتصار الحرية على الاستعمار، كان هناك دور ينتظر الفن، دور أكبر مما قام به خلال المعركة وهو يسجل وحشية المستعمرين وبربريتهم وخستهم وفظائعهم، قررت أن أنتزع للفن شرف القيام بهذه المهمة الجليلة، فأنتجت فيلم بورسعيد، الذى أقدمه اليوم مسجلا فيه ما ارتكبته قوى البغى والعدوان من همجية وبربرية ووحشية.
إن فيلم بورسعيد سيقول للعالم الحر المؤمن بحق الإنسان فى أن يعيش فى سلام، بأنه رغم ما ارتكبته قوات الاستعمار الغاشم فى المدينة الباسلة بورسعيد، إلا أنها عاشت لتعلن العالم أن الحرية ستنتصر فى النهاية، إننا نؤمن اليوم بأن الفن رسالة ضخمة فى الطريق الذى تسعى إليه البشرية من أجل إقرار السلام والحب والطمأنينة والخير، ولهذا جندنا كل قوانا ومواهبنا لتحقيق هذا الهدف السامى.
وأخيرا أرجو أن أكون قد أديت بهذا الفيلم بعض ما ينبغى أن أقوم به كمواطن مصرى يؤمن بالحرية وحق الشعوب فى أن تعيش حرة كريمة آمنة”.