الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

كعك العيد .. موروث شعبى لم ينقطع منذ عصر الفراعنة




يعد الكعك من أبرز الصناعات الغذائية التى تلقى رواجاً بالمجتمع المصرى منذ القدم، وتمتد صناعة الكعك فى التراث المصرى منذ عهد الفراعنة، حيث اعتادت زوجات الملوك، منذ نحو خمسة آلاف عام، تقديم الكعك للكهنة القائمين على حراسة هرم خوفو.
وكان الخبازون فى البلاط الفرعونى يتقنون صنعه بأشكال مختلفة كاللولبى والمخروطى والمستطيل والمستدير حتى وصلت أشكاله إلى ما يقرب من 100 شكل نقشت بأشكال متعددة.


ولم ينقطع هذا الموروث إلى أن جاءت الدولة الفاطمية واهتمت به، وتشير بعض المصادر الفلكلورية إلى أن وزير الدولة الإخشيدية أبوبكر محمد بن على المادرائى صنع كعكاً حشاه بالدنانير الذهبية سمى (أفطن له)، وكذلك كان يفعل من قبله الإمام الليث بن سعد اى روى عنه أنه أهدى الإمام مالك بن أنس بالمدينة، صينية وضع فيها الكعك المصرى، وكان حشوها من الذهب، كما كان يهدى لأصدقائه مثلما فعل مع الإمام مالك.


وفى العصر الفاطمى خصصت الدولة داراً عرفت باسم «الفطرة» أنشأها الخليفة المعز لدين الله الفاطمى لعمل ما يحمل إلى الناس فى العيد، ومكانها الآن بجوار الباب الأخضر بالمشهد الحسينى، وكان العمل بدار الفطرة يبدأ فى النصف الثانى من رجب ليلاً ونهاراً، حى ثكان يصنع فيها أنواع مختلفة من الكعك منها: «الخشكنانج» وهو الذى لا يزال بعض عامة الشعب يطلقون عليه حتى الآن اسم «خشنينة»، وصنف آخر يطلق عليه «كعب الغزال»، و«البرماورد»، و«البسندور».


وكان يقوم على تصنيعاها مائة عامل، ليفرق على الخاصة والعامة قبل العيد بيوم واحد، على قدر منازلهم فى أوان لا ترد.


وفى أواخر العصر الفاطمى قدر ما يستخدم فى صنع الكعك والحلوى فى دار الفطرة بألف أردب دقيق و700 قنطار سكر، 6 قناطير قلب فستق، 8 قناطير قلب لوز، 4 قناطير قلب بندق، 200 إردب زبيب، 200 قنطار زيت، 3 قناطير عسل نحل، 200 إردب سمسم، 20 قنطار ماورد، 50 رطل مسك، 10 مثاقيل زعفران مطحون بخلاف بيض الدجاج، وكانت توضع أصناف الكعك المختلفة على صوان أو أطباق من الذهب الخالص للخاصة أو من الفضة للعامة، مع ما كان يحمل إليهم من ثياب وحلى.


وكانت الحلوى تصنع على هيئة الإنسان وأنواع مختلفة من الحيوانات وقد ورثت مصر الحديثة ذلك عن الفاطميين.


وفى العصر الحالى تنشغل البيوت المصرية فى الثلث الأخير من رمضان بالاستعداد لصناعة الكعك وشراء مستلزماته من دقيق وخميرة وسمن، وتجهيز المناقيش والقوالب، وحجز ألواح الصاج  من الأفران  وفى الأيام الأخيرة تلتف نساء العائلات وبناتها حول صناعته.