الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أندية الإسكندرية بين الانتصار والانكسار والسقوط فى بئر النسيان




تعيش كرة القدم السكندرية حالة من عدم الاستقرار، بين اختفاء بعض الأندية وصعود أسهم البعض الآخر، عاصمة الثغر التى كانت أنديتها الند والخصم الاقوى فى أى مسابقة وحصلت على جميع الألقاب المصرية فقد توج نادى الترام ببطولة كأس مصرعام 1938 والآن يقبع فى القسم الثالث وكان الأوليمبى أول ناد يحصل على بطولة الدورى من خارج العاصمة عام 1966 ليصبح أول ممثل مصرى فى بطولات إفريقيا للأندية ويصارع منذ سنوات من أجل العودة إلى دورى الأضواء والشهرة،
مروراً بسيد البلد الاتحاد السكندرى صاحب التاريخ الكبير الذى يحتفل هذه الأيام بمرور 100 عام على إنشائه ويحمل فى جعبتة.
بطولات لكأس مصر 1926 و1936 و1948 و1963 و1973 و1976 قبل أن يعانى فى السنوات العشر الماضية من الهبوط لدورى القسم الثانى باستثناء موسمه الأخير.. وظهر فى الموسم السابق فريق سموحة بصورة ممتازة وساهم فى تغيير خريطة اللعبة ووصل لنهائى كأس مصر وخسر أمام الزمالك بعد ان خسر درع الدورى بفارق هدف عن البطل فريق الأهلى.. وأفرزت الإسكندرية  العديد من نجوم الكرة ومثلوا المنتخب الوطنى فى المراحل العمرية المختلفة، أبناء زعيم الثغر سيد ومحمود حودة والصباغ والديبة وفواز وأباظة وفؤاد مرسى وبوبو وشحتة والجارم وعادل البابلى وطلعت يوسف وكروان ومحمد عمر والعشرى وسارى،  ونجوم الأوليمبى البورى ومحمود بكر وبدوى عبدالفتاح وعزالدين يعقوب وفاروق السيد وأحمد الكأس، نجوم عديدة يحتفى بها التاريخ الذى صنعوه بجهودهم وفجأة نضبت ملاعب الإسكندرية هجرها أبناؤها ومواهبها لأسباب عديدة وأصبحت العاصمة الثانية أكبر مستورد للاعبين من خارجها فتدهورت أنديتها وسقط ناديا الأوليمبى والكروم ومن قبلهما الترام واليونانى ولم يبق إلا الاتحاد السكندرى وسموحة وحرس الحدود الممثل الزائر للعاصمة الثانية.
بداية يقول الكابتن محمود بكر المعلق الرياضى الكبير ونجم الأوليمبى فى عصره الذهبى الكرة السكندرية تعانى من عدم وجود نجوم بعد أن فرطت مجالس إدارات الأندية فى اللاعبين المميزين بسبب عدم وجود موارد تدعم الأندية فاضطروا لبيع رأس مالهم والاستعانة بلاعبين أقل مستوى، والأهم من قلة مستواهم هو عدم انتمائهم للاندية وكونهم مثل الموظف الذى يؤدى دوره ان استطاع، وتعمل الأندية بمبدء (شراء العبد ولا تربيته) والنقطة شديدة الخطورة هى عدم وجود ملاعب للأندية سواء للتدريب او إقامة المباريات.. وسابقا أنا وأبناء جيلى كان هناك ملعب مخصص  للاتحاد وآخر للاوليمبى وكذلك الترام والسواحل كل نادٍ يلعب على ملعبه أين ملاعب الأندية الان فهم لا يمتلكون ملاعب ولو للتدريب.
ويرى الكابتن الديبة نجم الاتحاد السكندرى ومنتخب مصر الاسبق وهداف أمم إفريقيا 1957بالسودان الكرة السكندرية تأثرت بأشياء كثيرة من أهمها هجرة نجومها إلى خارج الإسكندرية حيث سطوة المال والإهمال فالأندية الشعبية هى التى تزرع وأندية الأموال تحصد ما تزرعة بجانب استعانة الاندية الشعبية بلاعبين دون المستوى أو من رديف الأندية، ولك ان تتخيل ان آخر لاعب سكندرى دولى كان له تأثير مع منتخب مصر القومى هو أحمد الكأس وبعد قرابة 25 عاما عاد أحمد حمودى ليعلن عن موهبة جديدة نتمنى ان تستمر ولذلك فإن الحل لهذه الأزمة هو الاعتماد على قطاع الناشئين لكل ناد من هذه الأندية فكيف تكون أندية الإسكندرية ولا يوجد فى صفوفها لاعبون من الإسكندرية يزيد عددهم على اصابع اليد الواحدة.. الاتحاد مثلاً كان يعتمد على أبنائه منذ أيام السيد حودة فريق كامل من الأساسى والاحتياطى من أبناء النادى اليوم لا يوجد فرصة لأبناء النادى للعب فى الفريق وأخذ فرصتهم.
ويرى المهندس محمد فرج عامر رئيس مجلس إدارة نادى سموحة ان كرة القدم تخطت حاجز كونها لعبة للتسلية إلى ان أصبحت صناعة مهمة جدا تساهم فى تحريك عجلة الاقتصاد وبدورها أصبحت مرآة لتقدم الشعوب وعن ناديه قال: سموحة صاحب تجربة فريدة فمنذ اهتمامنا بكرة القدم بشكل كبير وضعنا خطة قصيرة المدى نعمل من خلالها على تكوين فريق أول قوى قادر على التدرج فى الاقسام المختلفة ووضع هدف الصعود للدورى الممتاز أمامه وأخرى طويلة المدى تبنى على الاهتمام بالناشئين واعداد قاعدة كبرى تفرغ للفريق الأول، وهذا ما قمنا به بالفعل ولك ان تتخيل ان سموحة فى عام واحد قام ببيع الافريقى صامويل افوم بمليون دولار واخيراً أحمد حمودى بنفس الرقم تقريبا ونستنتج من ذلك ان الرياضة تعتمد كغيرها على الادارة السليمة والنظرة الثاقبة بالإضافة للاستعان بأصحاب الخبرات والمتخصصين.
اما محمد مصيلحى رئيس نادى الاتحاد السكندرى الاسبق فيرئ أنه بعد ظهور الاحتراف فى مصر انقلب الموضوع إلى فوضى و كان لابد من دراسة ابعادة وكيفية تطبيقه ووضع الضوابط لتنفيذه ودراسة النواحى المالية للأندية قبل تطبيقه، فهم تركوا الأمر بين اللاعبين والأندية دون ضوابط ما دفع نجوم الكرة فى الإسكندرية واللاعبين المميزين إلى الهجرة إلى أندية الشركات والهيئات الغنية التى تدفع أكثر، فسقوط الاندية الشعبية للأسف مع ظهور أندية الشركات والهيئات كان عامل ضغط كبيراً على الأندية الشعبية من حيث الإمكانات المادية. وأضاف مصيلحى: يجب تغيير قوانين الرياضة المصرية التى لم تعد تناسب العصر الحالى والسماح للأندية بإنشاء شركات مساهمة للانفاق على النشاط الكروى والبحث عن موارد مالية أخرى لأن الاعتماد على هبات رجال الأعمال فقط كما يقول لن يكفى لسد احتياجات هذه الأندية وكذلك اشتراكات الأعضاء لأن هناك التزامات أخرى عديدة ينفق النادى عليها.
ومن جانبه أكد الكابتن طلعت يوسف المدير الفنى للاتحاد السكندرى ان بعض الأندية تفتقد العمل الممنهج والتطبيق العلمى بالإضافة لقلة الموارد المالية التى تساهم فى تنفيذ الأفكار والخطط الموضوعة ما دفع الأندية.. الشعبية للاستعانة برجال الأعمال ولم ينموا الموارد بل اعتمدوا على اقراض الأندية.. بالإضافة إلى دعم الدولة إلا أن الارتفاع الجنونى لأسعار اللاعبين تحديدا قبل الثورة كان سبباً فى انهيار الأندية وأن المخرج لتقليل نفقات فرق كرة القدم هو الاهتمام بقطاع الناشئين واعطاء الفرصة لهم،  وهذا ما بدأنا به بالفعل هذا الموسم فى فريق الاتحاد السكندرى.
أما طارق العشرى المدير الفنى الحالى لإنبى فيقول: الأندية تعانى من ازمة عدم وجود ملاعب وهو ما ادى الى تفاقم الازمة وكذلك النقطة المهمة هى انتشار ما يطلق عليها أكاديميات كرة القدم الخاصة والحقيقة ان معظمها يبحث فقط عن الربح المالى ويبيعون الوهم لأولياء الأمور وغابت العين الخبيرة والنظرة الثاقبة التى كانت تدعم الأندية بعناصر ممتازة من المناطق الشعبية والقرى. وأغلب مدربى الدورى الممتاز لم يعد لديهم أى قناعة بالاستعانة بلاعبين من ناشئى النادى واعطائهم الفرصة واصقالهم وسط لاعبين اكثر خبرة لايجاد التواصل والتجديد.