الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر تتراجع إلى مؤخرة الدول الجاذبة للاستثمارات




أظهرت دراسة أجرتها وحدة المعلومات فى الإيكونوميست لحساب سيتى جروب أن مدينتى جوهانسبرج وكيب تاون تحتلان مكانة عالية بين المدن الأفريقية فيما يتعلق بقدرتها التنافسية حيث جاءتا فى المرتبة 67 و73 على التوالى من بين 120 مدينة. ويصنف التقرير الذى يحمل عنوان «المواقع الساخنة» أكثر المدن تنافسية فى العالم من حيث قدرتها الفعلية على اجتذاب رأس المال والأعمال والمواهب والسياح. وتمثل المدن المائة والعشرون التى شملتها الدراسة والتى يبلغ عدد سكانها الإجمالى نحو 750 مليون نسمة، نحو 29% من الاقتصاد العالمي، وبلغ إجمالى الناتج المحلى المجتمع لها 20.24 تريليون دولار فى العام 2011.
 
وقالت دونا اوسثويسى رئيسة فرع سيتى جروب فى جنوب أفريقيا «سيتى ساوث افريكا»: «لقد تم إجراء هذه الدراسة لحسابنا لتساعدنا على فهم أهمية تنافسية السوق وتحديد الأماكن التى يرجح أن تشهد نمواً وتتوافر فيها الفرص والمواهب فى المستقبل. وتوفر هذه النتائج حقائق مهمة يمكن استخدامها لفائدة عملائنا إضافة إلى المؤسسات والبلديات».
 
وقد شهدت اقتصادات العديد من مدن أفريقيا وأمريكا اللاتينية نمواً منذ العام 2010، ويتوقع أن يزداد نموها حتى العام 2016 حيث ستحقق مدينة لاجوس معدل نمو سنوى 6.8%، ومدينة ليما 6.8% ومدينة ميديلين 5.4%، ومدينة نيروبى 5.2%. ويتوقع أن تكون هذه المدن من بين 40 مدينة ستكون الأسرع نمواً فى العالم فى الفترة من 2012-2016.
 
 
وفى حال تحقيق تطور وتحسين متزامن مع بعض جوانب التنافسية الأخرى مثل نوعية البنى التحتية والبيئات التنظيمية فيها، فإن هذه المدن يمكن أن تحقق ارتفاعا سريعا على مؤشر تصنيفها بين المدن الأخرى.
 
ورغم أن هذه أخبار جيدة بالنسبة لجنوب إفريقيا، إلا أنه يبقى أن مدن إفريقيا وأمريكا اللاتينية بشكل عام أقل تنافسية على المستوى العالمي. فقد كانت مدن جنوب أفريقيا المنافسة الوحيدة من بين المدن الأفريقية التى تشكل منافسة معقولة لباقى الدول، بينما لم تمثل أمريكا اللاتينية إلا مدينة واحدة أدرجت فى النصف الأعلى من مؤشر التنافسية. ورغم أن ذلك يبدو مثبطا للعزيمة، إلا أن التقرير يمكن أن يساعد الدول النامية على تحسين أوضاعها الحالية خاصة لأن الاقتصادات النامية لديها ميزة أضافية تتمثل فى قدرتها على استقطاب أفضل المواهب فى العالم.
 
وبشكل عام فقد كانت المدن الأوروبية والأمريكية هى الأكثر تنافسية عالمياً. وطبقا للتقرير فإن المدن العشر الأعلى تنافسية فى العالم هي: نيويورك (الأولى)، لندن (الثانية)، سنغافورة (الثالثة) باريس وهونغ كونغ (احتلتا معا المرتبة الرابعة)، طوكيو (السادسة)، زيوريخ (السابعة)، واشنطن (الثامنة)، شيكاغو (التاسعة) وبوسطن (العاشرة).
 
وعلق ليو ابروزيس مدير التوقعات العالمية فى وحدة المعلومات فى الايكونوميست على ذلك بالقول: «إن الديناميكية الاقتصادية تتصاعد بكل تأكيد فى أماكن أخرى، خاصة فى المدن الآسيوية، إلا أن المدن الأمريكية والأوروبية لديها مزايا راسخة تعطيها ميزة تنافسية على غيرها من المدن. ولكن المدن النامية تعد أفضل من حيث استقطاب أفضل المواهب من أنحاء العالم».
 
ومن بين النتائج المهمة التى أظهرتها الدراسة:
 
 
من أهم مزايا مدن الدول النامية قدرتها على تطوير واستقطاب أفضل المواهب العالمية: تهيمن المدن الأوروبية والأمريكية على تصنيف الثروة البشرية فى المؤشر لأنها قادرة على مواصلة استقطاب رأس المال والشركات والمؤسسات والمواهب والسياح رغم المخاوف من تقادم البنى التحتية والعجز الكبير فى ميزانيات تلك الدول. وسيكون من المهم لهذه المدن الغربية أن تستفيد من هذه المزايا التاريخية ومن تواصلها العالمى لكى تواصل نجاحها وتتنافس مع مدن الأسواق الناشئة المتسارعة النمو.
 
من بين أعلى 30 مدينة على مؤشر التنافسية هناك 11 مدينة أوروبية: لندن (2)، باريس (4)، زيوريخ (7)، فرانكفورت (11)، جنيف (13 مشتركة)، امستردام (17)، ستوكهولم (20 مشتركة)، كوبنهاجن (23 مشتركة)، فيينا (25 مشتركة)، دبلن (27)، مدريد (28).
 
من بين أعلى 30 مدينة على مؤشر التنافسية هناك 10 مدن أمريكية: نيويورك (1)، واشنطن العاصمة (8)، شيكاغو (9)، بوسطن (10)، سان فرانسيسكو (13 مشتركة)، لوس انجيلوس (19)، هيوستن (23 مشتركة)، دالاس (25 مشتركة)، سياتل (29)، وفيلادلفيا (30).
 
 
ينعكس الصعود الاقتصادى لآسيا فى التنافسية الاقتصادية لمدنها، فمن حيث تصنيف «القوة الاقتصادية»، الذى يعد أهم التصنيفات، احتلت 15 مدينة آسيوية مكاناً من بين أفضل 20 مدينة فى العالم. وكانت 12 من هذه المدن فى الصين، فقد تصدرت مدن تيانجين، وشينزهين، وداليان رأس القائمة، فيما احتلت تسع مدن صينية أخرى مكانة بين أفضل 20 مدينة. وحصلت مدن آسيوية أخرى على الترتيبات التالية: سنغافورة (15)، بنغالور (16)، أحمد اباد (19)، هانوى (20 مشتركة). ويتوقع أن تسجل المدن الآسيوية ال23 التى احتلت أفضل المراكز، نمواً اقتصاديا سنويا بنسبة لا تقل عن 5% سنويا فى الفترة من الآن وحتى العام 2016. وستسجل 12 من هذه المدن نمواً بنسبة 10% على الأقل.
 
المدن المتوسطة الحجم بدأت تظهر على أنها محرك رئيسى للنمو العالمي: رغم أن معظم الشركات تستهدف مزيجاًً من الاقتصادات المتقدمة والمدن الكبرى فى الأسواق الناشئة، إلا أن أسرع نمو إجمالى تحقق فى الواقع فى طبقة وسيطة من المدن المتوسطة الحجم التى يتراوح عدد سكانها ما بين 2-5 مليون نسمة مثل أبوظبي، وباندونغ، وجاليان، وهانغزهو، وهانوي، وبون، وكينغداو، وسورابايا. وفى الحقيقة، فإن تسعة فقط من بين أكبر 23 مدينة (يزيد عدد سكانها على 10 مليون) جاءت بين أفضل 30 مدينة من حيث القوة الاقتصادية. ويتوقع أن تحقق هذه المدن المتوسطة الحجم نمواً سنويا بنسبة 8.7% خلال السنوات الخمس المقبلة لتسبق المدن الكبرى التى تركز عليها العديد من الشركات وأن القاهرة ترجعت فى جذب رؤوس الاموال بسبب الأحداث الجارية.
 
: وتتمثل أصعب التحديات التى ستواجهها مدن الأسواق الناشئة خلال العقود المقبلة فيما إذا كانت ستتمكن من تركيز تطورها ليس فقط على ناطحات السحاب وخطوط السكك الحديدية وغيرها من البنى التحتية، ولكن كذلك على الجوانب الأنعم التى ستكون مهمة لقدرتها على استقطاب وتطوير مواهب الغد ومن بينها التعليم، ونوعية الحياة، والحريات الشخصية، وغيرها. وإذا ما عولجت هذه الجوانب من التنافسية، فبإمكان مدن فى أمريكا اللاتينية وأفريقيا ومن بينها بوينس ايريس (المرتبة 60) وجوهانسبرج (المرتبة 67) وكيب تاون (المرتبة 73) أن تحسّن بسرعة مراتبها فى المؤشر.