السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صيادو الإسكندرية : نعانى من التهميش الشديد.. وﻻ يشعر بمشاكلنا أحد




على الرغم من أنهم حماة الثروة السمكية التى تسهم بنسبة كبيرة فى الإنتاج القومى، فإن حماة تلك المهنة وهم الصيادون يعانون من التهميش الشديد، بل إن معاناتهم تزداد يومًا بعد يوم التى تبدأ بعدم وجود رعاية من الدولة لهم، وتنتهى بكارثة التلوث البيئى الذى يهدد الثروة السمكية بأسرها، من خلال قيام معدومى الضمير من أصحاب شركات البترول والبتروكيماويات والملح والصودا والحديد والصلب بإلقاء عوادم مصانعهم فى مياه البحر، الأمر الذى يؤدى إلى اختناق الأسماك وهجرتها، ما يهدد بفقدان الثروة السمكية.
فقد أكد أحد الصيادين ويدعى أشرف محمد فرغلى، أن الصيادين ثلاث فئات، فئة تمتلك السفن الكبيرة، وفئة أصحاب اللانشات، وفئة أصحاب الدلنجات، وللأسف تساوى الدولة فى المعاملة بين الفئات الثلاث فى الضرائب والتأمينات، ويضيف: مشكلات الصياد تتمثل فى أربع نقاط، أولاها عدم وجود تأمين صحى على الرغم من أن الدولة تحصل منا تأمينات وضرائب كل عام، وثانيها: أن سن المعاش يبدأ من 65 عاما، رغم أن الصياد يتعرض لمخاطر ويعانى الكثير بسبب مياه البحار، وثالثا: ضعف المعاش الذى ﻻ يتعدى 300 جنيه، رابعًا: أنه لا توجد نقابة خاصة بنا تدافع عن حقوقنا المهضومة، وأشار إلى أنهم ﻻ يتمنون من الدولة شيئًا أكثر من أن تتعامل معهم مثل باقى أفراد المجتمع، فهم لا يحلمون بمعاش كبير، يقول: يكفينا 800 جنيه، ونريد تأمينًا صحيًا، فقد تعرضت لأزمة صحية وكان يجب أن أجرى عملية تتكلف 8000 جنيه، ولم أستطع أن أجمع من خلال الزملاء سوى 1000 جنيه، ولم أجر العملية، وﻻ توجد نقابة كان من الممكن أن تكون صوتًا لنا عند المسئولين.  
وأوضح محمد ـ صياد بمركب صغير آخر، أن جميع البلانصات الكبيرة معفاة من الضرائب، وهم حاصلون على رخصة تسمى رخصة «شانشيله»، ويعتبرون من أغنى الصيادين، ونحن الفقراء نقوم بدفع ضرائب وتأمينات ولا نجد أى خدمات، ونعانى من توقف العمل وقت النوات، الأمر الذى يجعلنا مثل الشحاتين، فلا نملك قوت يومنا.  
وأوضح على ـ صياد على المعاش، توجد جمعية بمنطقة القلعة كان السطح الخاص بها ناديًا للصيادين، وأسفلها مقهى مخصص أيضا للصيادين يقدم لنا المشروبات المدعمة، ولكن فوجئنا بقيام السيسى وهو رئيس الجمعية بتأجير المقهى كمحلين: محل قصب ﻻبنه، ومحل جيلاتى عزة.
وتم حرماننا من المقهى الوحيد الذى كان مدعمًا وخاصًا بنا، ونجتمع فيه لنناقش أمور حياتنا، حتى سطح الجمعية الذى كان مخصصًا كنادٍ لنا، تم غلقه، وعلمنا أن الجمعية تتقاضى الآلاف نظير تأجير المقهى، وﻻ نعرف أين تذهب تلك الأموال التى كان من الممكن أن توضع فى صندوق للزمالة تساهم فى علاج من يتعرضون لمخاطر، وبالطبع لا توجد نقابة حتى نتوجه لنشكو لها وتطالب بحقوقنا.  
وكشف على عن كارثة حقيقية، إذ أكد أن مياه البحر والثروة السمكية أصبحتا مهددتين باﻻنقراض، نتيجة قيام معدومى الضمير من أصحاب شركات البتروكيماويات والبترول والملح والصوديوم، بإلقاء نفايتها فى المياه، الأمر الذى يحول الأكسجين الذى تتغذى عليه الأسماك إلى ثانى أكسيد الكربون، ما يؤدى إلى رحيل الأسماك، وأيضا المواد الكيماوية تهدم بيوت الأسماك وﻻ تعود الأسماك إليها مرة أخرى إﻻ بعد أكثر من 60 عاما، وسط صمت المسئولين الذين لا يريدون أن يشعروا بنا ولا بمشاكلنا، وأضاف: هناك أيضا غطاسون يأخذون تصريحات من الأمن البحرى ليقوموا بالغطس الترفيهى، لكنهم فى الحقيقة يقومون بهدم بيوت الأسماك فى قاع البحر، ليحصلوا على بلح البحر، وهو يشبه «الجندوفلى» ويصل سعره إلى 100 جنيه، ما يعد أيضا تهديدًا للثروة السمكية.  
وتابع: لا نحلم ولا نتمنى سوى أن نجد مسئولا يجلس معنا ويستمع إلى مشكلاتنا وأحلامنا، فنحن مسئولون عن حماية الثروة السمكية التى تعد من أهم أضلع الناتج القومى، وقيمة يجب الحفاظ عليها، فلا يوجد بدل مخاطر، بل إن أصحاب المراكب الكبيرة لا يدفعون ضرائب ونحن ندفع كل سنة 380 جنيهًا ضرائب غير التأمينات إضافة إلى 72 جنيها لمخابرات حرس الحدود، والاثرياء من زملاء المهنة أصحاب المراكب الكبيرة الفارهة لا يدفعون شيئًا.