الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حياة أهالى «الزرابى» فى «أبوتيج» عذاب x عذاب




أسيوط - إيهاب عمر

يعيش أهالى الزرابى بأبوتيج، فى محافظة أسيوط، حياة مأساوية، تهدد منازلهم بالانهيار لحظة تلو الأخري، بسبب تفاقم أزمة الصرف الصحى بالقرية، والتى بلغت ذروتها، مستنجدين بالسادة المسئولين لانقاذهم من الغرق فى الصرف الصحى، خاصة أن القرية محاطة بها 10 أحواض للصرف الصحي، تمتلأ بين الحين والآخر بالمياه، حيث يبلغ ناتج الصرف الصحى لمدينة أبوتيج 4 آلاف متر مكعب، مما ينذر بكارثة محققة اما بغرق القرية أو بانهيار أبراج الضغط العالي، حال استمرار الوضع وعدم التدخل لانقاذ الأهالى.

يقول حنفى حجاج، من أهالى القرية، إن هناك 10 أحواض فى القرية تستوعب مياه الصرف الصحى لمدينة أبوتيج، مستنكرا من تسرب مياه الصرف إلى أراضى القرية مما يلحق الضرر بها عاجلاً أم أجلاً، خاصة أن الأحواض ما هى إلا حفرة لها عمق محدد وما أن تمتلئ سوف تُشكل خطرا على القرية، فضلاً عن تسببها فى انهيار أبراج الضغط العالى التى لا تبعد عن الأحواض سوى عشرة أمتار.
ويشير محمد جعفر، من أهالى القرية، إلى أن الأحواض التى تحيط بالقرية ما هى إلا حل مؤقت يخفى وراءه كارثة كبرى، فوجوده يسبب الضرر للأهالى، موضحا أن الأحواض تسبب أمراضا كثيرة خاصة للأطفال، بسبب امتلائها بمياه الصرف الصحي، التى تجلب الحشرات الضارة والأفاعي.
ويوضح المهندس عبدالعال الدقيشى، من أهالى القرية أيضاً، أن القرية تعانى من مشكلة الصرف الصحى منذ عام 2009، فحياة الأهالى أشبه «بكابوس»، خوفا من غرق المنازل فى مياه الصرف، لافتا إلى أنهم تقدموا بطلب لنقل المياه إلى غرب الكتلة الجبلية، والذى يدر دخلا للمحافظة، منوها إلى أنهم قاموا بلقاء المحافظ الذى حضر بنفسه وقام بمعاينة الوضع على الطبيعة، ووعد بتقديم مذكرة إلى المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، للتوصل إلى حل يخلص القرية من تلك الكارثة البيئية والصحية التى تحيط بأهالى القرية.
من جانبهم يوضح أحمد شوقي، رئيس مدينة أبوتيج، أن إجمالى إنتاج الصرف الصحى لمدينة ابوتيج يبلغ 4000 متر مكعب، كان من المخطط استغلاله والتخلص منه فى نفس الوقت فى زراعة غابات شجرية على مساحة 30 فدانا فى جبل الزرابى، ولكن بعد معاينة الموقع فى عام 2010م أوضحت الدراسات أن الموقع الذى تم اختياره تحت أبراج الضغط العالى، فتم رفض المخطط من  وزارة الزراعة، فكان الحل للتخلص من ناتج مياه الشرب والصرف الصحى هو تصريفه على قرية دكران، ولكنه حل قابل للرفض من أهالى القرية.
مضيفا: «خاصة أن ناتج الصرف الصحى الطبيعى لقرية دكران يستخدم كمرحلة ثانية فى رى الأرض، لكن عند تصرف مياه صرف صحى أخرى يجعل الأرض تملح، فكان الحل البديل والسريع هو عمل ما يسمى بخور وهى حفر كبيرة مساحتها كمساحة استاد جامعة أسيوط، ولكن بعد مرور ثلاث سنوات امتلأ الخور، فقمنا بعمل مجرى يصل بينه وبين خور آخر بجواره».
ويرى شوقى أن الحل يكمن فى عمل محطات رفع بطول 25 كيلو مترا وراء الجبل الغربى فى الغنايم تقوم برفع ناتج الصرف الصحى على أرض مستوية مساحتها 10 آلاف فدان يستخدم لاستصلاح الأراضى والزراعة بعد عمل تنقية ثلاثية صالحة لها، مستاء من عدم توافر الاعتمادات المالية حيث يبلغ تكلفة المحطات 250 مليون جنيه.
ويقول اللواء حسن عبدالغنى، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بأسيوط، إن هذه المشكلة ليست خاصة بشركة المياه، بل هى مشكلة خاصة بالهيئة القومية لمياه الشرب، فهى المسئولة عن التسليم وشركة المياه مسئولة عن التشغيل وحتى الآن لم تقم الهيئة بعمل الغابة الشجرية، كما أن الأهالى يرفضون تصريف المياه على مصرف دكران.