الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نتانياهو: فشلنا فى تدمير سلاح حماس وواجهنا الموت أمام المقاومة




كتب - أحمد قنديل - إسلام عبد الكريم - أميرة يونس ووسام النحراوى

اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتانياهو» بالفشل الإسرائيلى فى تدمير المنظومة الإستراتيجية لحركة حماس فى قطاع غزة، موضحا أن الحركة بذلت جهدا كبيرا من أجل بناء تلك المنظومة، وأن الجيش لم ينجح فى تدميرها كليا خلال تلك الحرب، بحسب ما نقلته صحيفة «هاآرتس».
وأصدر مكتبه بيانًا هنأ خلاله الجيش الإسرائيلى وجهاز الأمن العام الداخلى «الشاباك» على ما وصفه بإنهاء عمليات تحييد وتدمير أنفاق المقاومة الفلسطينية فى القطاع، زاعما أن هذه عمليات كانت معقدة ونفذها الجنود الإسرائيليون فى ظروف قتالية صعبة. وكان الجيش الإسرائيلى قد أعلن عن انتهاء عملياته ضد الأنفاق وتدمير 32 منها وسحب قواته من غزة قبل بدء سريان التهدئة لمدة 72 ساعة.
فيما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» تصريحات مصدر عسكرى سابق بأن هى الممثل الحقيقى والوحيد فى قطاع غزة، ونجحت فى بناء جيش نوعى وقوى ومثير للانطباع، وذلك بسبب الدعم الجارف الذى تتمتع به فى الشارع الفلسطيني.
من جانب آخر، افادت صحيفة «معاريف» بأن طاقمًا إسرائيليًا - مكونًا من ثلاثة أشخاص - وصل القاهرة لإجراء مفاوضات غير مباشرة لوقف اطلاق النار، حيث بدأت المحادثات برعاية مصرية أمس الأربعاء، بعد توحد أعضاء الوفد الفلسطينى على المبادرة المصرية. وأوضحت الصحيفة أن المفاوضات بالقاهرة بوساطة مصرية ستكون غير مباشرة بين مندوبى حماس وإسرائيل. وأشارت إلى تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية بأن وزير الخارجية «جون كيرى» لن يحضر تلك المحادثات، وسيصل للقاهرة بدلا منه «فرانك ليفنستين» - المبعوث الأمريكى الجديد للشرق الأوسط.
فى سياق متصل، أفادت صحيفة «هاآرتس» بأن المحادثات القائمة بالقاهرة شهدت تقدما كبيرا فيما يتعلق بتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة، لافتة إلى أن المصادر الرسمية الإسرائيلية لم تتعرض لمسألة الوفد الإسرائيلى الذى زار القاهرة بحسب التقارير الإعلامية، إلا أن مصادر أكدت للصحيفة أن الوفد يتكون من «يتسحاك مولخو» رجل أسرار «نتانياهو»، واللواء «عاموس جلعاد» رئيس الشعبة الأمنية والسياسية بوزارة الدفاع و«يورام كوهين» رئيس «الشاباك». وصرح مصدر سياسى لموقع «والاه» بأن الوفد الإسرائيلى ونظيره الفلسطينى لن يتباحثا مباشرة، ولكن عن طريق التحدث للمخابرات المصرية كلا على حدة، وأن المسئولين فى تل أبيب يرون أن حماس ستشارك فى المحادثات بجانب السلطة بعد الخسائر التى تكبدتها، وأنها تنازلت عن شروطها التى وضعتها قبل الحوار. مؤكدا أن إسرائيل ترى أهمية بالغة للوساطة المصرية فى تلك المحادثات، بعكس حماس التى كانت ترغب فى وسيط آخر كقطر أو تركيا بغطاء داعم من الولايات المتحدة. فيما أوضح مسئول لصحيفة «يسرائيل هايوم» أن حماس خضعت للإملاءات المصرية- بحد زعمه.
فى السياق نفسه، طالب الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر المجتمع الدولى بالاعتراف بحركة حماس كلاعب سياسى مهم يمثل شريحة واسعة من الشعب الفلسطيني، حسبما نقل موقع «فوكس نيوز» الاخبارى الأمريكي. وأضاف كارتر أنه لا يوجد سبب منطقى للطريقة التى خاضت فيها القوات الإسرائيلية الحرب على غزة، متهما إسرائيل برفض أى فرصة للسلام بمنع تشكيل حكومة فلسطينية فى غزة، مع تأكيدهما أنه لا يمكن تجاهل حماس أبدا. وأكد رئيس أمريكا السابق أن المجتمع الدولى يجب أن يحاكم اسرائيل بتهمة ارتكابها جرائم حرب فى حق المدنيين الفلسطينيين.
من جانب آخر كشفت صحيفة «معاريف» عن وجود خلافات شديدة داخل المجلس الوزارى المصغر للشئون الأمنية «الكابينت» حول المقترح المصرى للمبادرة، خاصة فيما يتعلق بتخفيف الحصار على قطاع غزة وتسهيل عمليات المرور من المعابر، بناء على مطلب حماس والمجتمع الدولى لإعادة إعمار القطاع.
وأوضحت الصحيفة أن عددًا من الوزراء، على رأسهم وزير الخارجية اليمينى المتطرف «أفيجدور ليبرمان، يعارضون بشدة تسليم المعابر لتكون تحت إشراف الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، رغم إدراكهم أنه باستثناء السلطة لا توجد جهة دولية مستعدة لتحمل تلك المسئولية، كما أن حماس موافقة على هذا المقترح.
ونقلت الصحيفة تصريحات الوزير «يعقوب بيري» بأنه لا يوجد خيار لدى إسرائيل سوى التهدئة إذا توجهت نحو التسوية السياسية. وأضاف أن السلطة جزء من طاقم المفاوضات الفلسطينى بالقاهرة، ويجب على إسرائيل أن تصر على أن تكون السلطة هى التى تدير المعابر الحدودية بين مصر وغزة. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات الوزير «جلعاد أردن» بأن حماس رغبت بأن يكون الوسيط فى المحادثات مع إسرائيل هى قطر وتركيا،  لكنها اضطرت للموافقة على مصر، زاعما أن الحركة اضطرت للتنازل عن قائمة شروطها المسبقة للبدء بالمحادثات.
مضيفا أن إسرائيل توصلت إلى تفاهم مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بشأن نزع أسلحة فصائل المقاومة الفلسطينية للمدى البعيد. إلا أن «معاريف» أشارت إلى أن وزراء «الكابينت» أجمعوا على أن نزع أسلحة المقاومة فى غزة هو أمر بعيد المنال، وبالتالى فهم يركزون الآن فى محادثاتهم فى القاهرة على الإشراف على المعابر لمنع تعزيز قوة حماس العسكرية مجددا.
ويتبقى 24 ساعة وهو موعد انتهاء الهدنة لوقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى برعاية مصرية وتبذل مصر جهودا حثيثة من أجل تمديد المهلة إلى ثلاثة أيام أخرى أو سبعة أيام حسبما علمت «روزاليوسف» من مصدر فلسطينى قريب من مفاوضات القاهرة، حيث غادر مساء الثلاثاء الماضى وفد إسرائيلى بعد زيارة قصيرة لمصر استغرقت ثلاث ساعات التقى خلالها مع كبار المسئولين الأمنيين بمصر، حيث تم بحث التوصل إلى اتفاق تهدئة فى قطاع غزة ضم الوفد ثلاثة من كبار المسئولين الإسرائيلين من بينهم عاموس جلعاد رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بوزارة الدفاع الإسرائيلية وإسحق مولخو المستشار القانونى لرئيس الوزراء، حيث تم بحث إمكانية التوصل إلى اتفاق تهدئة بين الفلسطينيين وإسرائيل على ضوء المبادرة المصرية وتطبيق وقف إطلاق النار الذى دعت إليه مصر كلا من إسرائيل والسلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية ولمدة 72 ساعة، حيث كشفت المصادر أن إسرائيل وافقت سرًا مبدئيًا على 4 بنود فى الورقة الفلسطينية ورفضت 3 منها وسوف تجرى اتصالاتها مع قيادات تل أبيب وفى نفس الوقت تجرى القاهرة مفاوضاتها مع وفد الفصائل للتقريب بين مطالب الطرفين. وأوضحت المصادر أن إسرائيل وافقت على بند الورقة الفلسطينية المتعلق بالأسرى وعلى البند المتعلق بالحق فى الصيد البحرى لمسافة 12 ميلا، وعلى وقف عدوانها على غزة وعلى رفع الحصار. بينما رفضت مبدئيًا المطالب المتعلقة بفتح المطار وميناء بحرى وفتح الطريق بين الضفة وغزة.
وقالت المصادر إن مصر قامت بعرض مطالب وفد الفصائل الفلسطينية الذى تسلمته منهم قبل ساعات من وصول الوفد الإسرائيلى، حيث تم عرضها على الوفد الإسرائيلى الذى سلم قائمته بطلباته من الفلسطينيين، وسيتم منح الفرصة لتبادل الطلبات والتشاور بشأنها مع قادة الجانبين لاتخاذ قرارات بشأنها أو التوصل إلى صيغة وسطية يعرضها المسئولون المصريون على الطرفين خلال الساعات المقبلة وقبل انتهاء المهلة ولو طلبت المفاوضات مهلة أخرى أن مصر جاهزة بتمديدها بعد مخاطبة الطرفين. وكان قد وصل مساء أمس الأول الثلاثاء باقى الوفد الفلسطينى من حركتى حماس والجهاد الإسلامى للانضمام إلى وفد الفصائل الفلسطينية المشارك فى المفاوضات برعاية مصرية لوقف دائم لإطلاق النار وضم الوفد القيادى فى حركة الجهاد الإسلامى خالد البطش وعضوى المكتب السياسى لحركة حماس خليل الحية وعماد العلمى ولم يتمكنا من الوصول إلى القاهرة بسبب التصعيد الإسرائيلى مع الوفد الذى توجه إلى القاهرة السبت الماضى بسبب قيام قوات الاحتلال الإسرائيلى باحتلال قطاع غزة وقطع الطرق واستهدافهم، حيث أجرى المسئولون المصريون اتصالات مع الجانب الإسرائيلى وسافرت عناصر مصرية إلى معبر رفح ورافقت الوفد المشكل من حماس والجهاد لضمان تأمينهم للوصول إلى القاهرة خوفا من محاولة اغتيالهم.
ومن جانبه قال خالد البطش القيادى فى حركة الجهاد الإسلامى وعضو الوفد الفلسطينى فى حوار القاهرة إننا على موعد مع إنجاز سياسى كبير لشعبنا حققه أشلاء الشهداء وصمود شعبنا وضربات المقاومة الفلسطينية.
وقال البطش راهنا على موقف عربى داعم للمقاومة لكنه لم يحصل بكل أسف، معربًا عن أمله أن يكون لهم دور فى إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلى ورفع الحصار عن غزة وإنشاء ميناء حر، ومطار خاص بغزة تطل منه على مطارات العالم، وحرية فى الصيد لـ12 ميلاً وحرية فى الزراعة. وأكد زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى أن المطالب الفلسطينية بشأن اتفاق وقف إطلاق نار باتت فى أيدى الجانب المصرى الذى بدوره يتابع المفاوضات مع إسرائيل، مشيرا إلى أن إنشاء مطار وميناء فى قطاع غزة مدرج فى قائمة المطالب الفلسطينية.
ورفض نائب أمين عام الجهاد الإسلامى أى مزايدات على الموقف المصرى واتهامه بدعم إسرائيل فهى مجرد أقاويل إعلامية لا قيمة لها ونحن نعرف جيدا قيمة فمصر ومواقفها تجاه الشعب الفلسطينى فمر وفلسطين تاريخ من النضال والتضحيات والشراكة.
وناشد النخالة مصر بفتح صفحة جديدة مع حركة حماس لوجود قواسم مشتركة بين مصر وكل الفصائل الفلسطينية وحماس جزء من الشعب الفلسطينى.
وقال عزت الرشق القيادى بحماس نحن نريد اتفاق هدنة يرتقى إلى مستوى التضحيات التى قدمها شعبنا بكل قواعده وأى محاولات لإهدار هذه التضحيات لن تفلح لأن شعبنا انتصر فى هذه المعركة ويجب ترجمة ذلك من خلال تنفيذ المطالب الفلسطينية. وتابع: نتوقع من أشقائنا فى مصر المساندة لتحقيق ذلك، ونحن واثقون أن أشقاءنا العرب وخاصة مصر يملكون أدوات التأثير والضغط على العدو من أجل تحقيق المصلحة الوطنية الفلسطينية. على جانب آخر رحبت القاهرة بفتح معبر رفح تنظيم العمل به من خلال مشاركة ألف من الحرس الرئاسى للسلطة الفلسطينية. وكان القاهرة قد استقبلت كلا من تونى بلير مبعوث الرباعية الدولية وروبرت سرى المبعوث الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط ومن المتوقع وصول وفد إسرائيلى للمرة الثانية والجريدة ماثلة للطبع.