السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نرصد معاناة العائدين من ليبيا بالقليوبية




أيام مأساوية عاشها العاملون المصريون فى الدولة الليبية حيث حصدت محافظة القليوبية عددًا كبيرًا، فى محاولة للهجرة إلى الخارج بحثا عن العمل، وخلق أبواب رزق جديدة، كان العديد منهم يرى أن أحلامهم اقتربت من الحقيقة، ولكن فجأة وسريعا ما تحولت أحلامهم إلى كابوس مرعب ورحلة من العذاب والموت.
«روزاليوسف» التقت عددا منهم لرصد المعاناة المأساوية التى تعايشها الكثير منهم فى ليبيا.. وإليكم التفاصيل:
فى البداية يقول محمد كمال من مدينة طوخ، أى مصرى لم يعش آمناً فى تلك الأيام، فسوء المعاملة، وإهدار الحقوق، هو العنوان الأسمى لنا فى الخارج، قائلاً: «أنا كنت فى سكنى وفوجئت بالسطو المسلح من قبل جماعات قاموا بسرقة أموالنا ومتعلقاتنا أنا وزملائى فى السكن»، منوها إلى أن أغلب المصريين الموجودين بليبيا تعرضوا لتلك المواقف وأكثر، خاصة أن الضرب بالصواريخ النارية كل لحظة والأخرى ينبئ بأن الموت واقع لا محالة، متمنيًا أن يجد فرصة عمل فى بلدى، والحفاظ على آدميتنا كمواطنين مصريين، لنا تاريخنا الذى يشهد به العالم أجمع.
ويروى السيد مجدى السيد، حاصل على دبلوم زراعة، عامل إحدى ورش الرخام، ويعمل بليبيا منذ 9 سنوات، أن الأحداث بدأت منذ قيام قوات «مسراطة» بضرب المطار وما يحيط به بكثافة خاصة فى مناطق «بنى غشير».
ويضيف: قبل تلك الأحداث بنحو شهر تم اجتماع القبائل المؤيدة للقذافى التى بدأت فى رفع العلم الأخضر فى منطقة «الورشوفانا»، قرر عدد من شيوخ القبائل عودة النشيد الوطنى القديم للبلاد منوهًا إلى أنهم عاشوا حياة مأساوية تعجز الألسن عن وصفها، أبسط هذه المعاناة السرقة والنصب والخطف، والتعذيب، وأعلاها القتل»، ناهيك أن عددًا كبيرًا من المصريين لم يكن بإمكانه الرجوع والعودة إلى مصر لعدم وجود جواز سفر معه، نظرًا للهجرة غير الشرعية، واستاء السيد من عدم وجود اماكن تحمى العمالة المصرية من القصف الجوى هناك، دون وجود قنصلية أو سفارة مصرية لتحمينا وتعمل على إعادة حقوقنا المسلوبة.
ويقول محمود فاروق، 27 سنة، حاصل على دبلوم زراعة: إننى سافرت إلى ليبيا منذ عام لأبحث عن مصدر رزق لأسرتى، مشيرًا إلى تسلل عدد من البلطجية سور المصنع ليلاً وتمكنوا من سرقة جميع أموالنا تحت ضغط السلاح والتعذيب والضرب المبرح، وسرقة هواتفنا المحمولة، مشيرًا إلى أن أموالهم لا خيار لها سوى أن يسرقها البلطجية أو يرفض صاحب المصنع الليبى إعطاء المستحقات المالية لكل منا. وتابع محمود حديثه إن القوات الإرهابية الليبية خاصة قوات «مسراطة»، عندما ترى أى مصرى تشعر بأنها رأت «عفريتًا»، لافتا إلى أنه دفع 200 دولار لتسهيل خروجه من مطار طرابلس، مضيفا إنه ذاق تعذيبا، وضربا مهينا، خاصة أن إرهابيى ليبيا يكنون للمصريين الحقد والغل، لأنهم يكبرون ويهللون عند سرقة أى مصرى.
أما علاء الدين الصابر، 24 سنة، والذى رجع مشردا، حافى القدمين، وممزق الثياب، هربا من الجحيم، فيوضح أنه دخل الحدود المصرية ولم يكن معه جنيه واحد، حيث كان من ضمن المتواجدين على الحدود الليبية - التونسية.
وأوضح علاء أن القوات الإرهابية فى ليبيا كانوا يُصوبون طلقات سلاحهم على المصريين العالقين على الحدود الليبية التونسية دون أن تأخذهم بنا شفقة ولا رحمة، مشيدا بترحاب ومعاملة الشعب التونسى لجميع المصريين العائدين على الحدود من ليبيا دون مقابل.ويروى علاء المعاناة التى عايشها مع الهلال الأحمر الليبى حيث كانوا يقومون بإعطائهم رغيف «فينو» وقطعة «بصل» فقط، فى الوقت الذى تلقتنا فيه قوات ليبية وقامت بإجبارنا على التوقيع على استمارة بعدم التعرض إلى أى اهانات أو تعذيب أو مضايقات على الأراضى الليبية.
وناشد العائدون من جحيم ليبيا الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالتدخل الفورى لنجدة المصريين العالقين هناك،  حيث إن هناك حالات يرثى لها،  مطالبين بالتدخل الفورى لإنقاذهم، ملزمين المهندس محمد عبدالظاهر، محافظ القليوبية، بتوفير فرص عمل لهم، والاستفادة من القدرات العلمية، وخريجى المؤهلات العليا فى شغل الوظائف.