الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بائع العصير على أعتاب رئاسة الجمهورية التركية




كتب - أحمد عبدالعليم وهاجر كمال

بعد أن منعه الدستور من الترشح لولاية اخرى كرئيس وزراء قرر رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركى اللجوء إلى المنافسة فى انتخابات رئاسة الجمهورية التركية لولاية تستمر خمس سنوات.
وشهدت تركيا أمس انتخابات رئاسية تاريخية، فللمرة الأولى تم التصويت فى هذه الانتخابات بالاقتراع المباشر من قبل الشعب، وليس من خلال البرلمان كما كان منذ تأسيس الجمهورية التركية عام 1923.
وعدد المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية التركية ثلاثة، هم: أكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام منظمة التعاون الإسلامى السابق، المرشح التوافقى لحزبى الشعب الجمهورى والحركة القومية المعارضين، وصلاح الدين دميرطاش مرشح حزب الشعوب الديمقراطى المعارض ومعظم أعضائه من الكرد، فضلًا عن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الذى رشحه حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وللمرة الأولى أيضا، فإن تركيا ستكون أمام مرشحيْن إسلاميين كانا حتى وقت قريب يعملان معاً، فحزب العدالة والتنمية هو من رشح أوغلو لرئاسة منظمة التعاون الإسلامى.
ويعكس ترشح أوغلو عدم وجود مرشح قوى من المعارضة أو قريب منها، يتمتع بكاريزما سياسية فى مواجهة أردوغان، ويحظى بالتوافق من قبل أحزاب المعارضة.
ويعتبر رئيس الوزراء الحالى رجب طيب اردوغان الأوفر حظا للفوز فى السباق الرئاسى الذى يتنافس فيه ثلاثة مرشحين. وأعرب حزب العدالة والتنمية عن ثقته فى إمكانية فوز مرشحه أردوغان فى الجولة الأولى، مع احتمالات بإجراء جولة إعادة فى وقت لاحق من هذا الشهر، إذا لزم الأمر.
ويسمح الدستور التركى بشغل منصب الرئاسة لمدة فترتين متتاليتين.
ويأمل اردوغان فى أن يكون رئيسًا للبلاد فى عام 2023، عندما تحتفل تركيا بمرور مائة عام على تأسيس الجمهورية الحديثة من خلال مصطفى كمال أتاتورك.
فيما يخشى منافسا اردوغان من أن يعطى النظام الرئاسى مزيدًا من السلطات لشخص يتهمونه بأنه أصبح مستبدا بشكل كبير فى السنوات الأخيرة، وينظر إلى الانتخابات الرئاسية التركية فى جوانب كثيرة على أنها استفتاء على شعبية رئيس الوزراء، الذى تشير استطلاعات الرأى إلى وجود حالة انقسام بين الأتراك بشأن أدائه.
وكان حزب «العدالة والتنمية» قد ظهر فى الانتخابات المحلية التى جرت فى مارس الماضى كأكبر حزب بحصوله على نحو 43 بالمائة من الأصوات فى أول انتخابات تجرى عقب المظاهرات التى شهدها العام الماضى حول متنزه «غيزى بارك».
وتكاد شوارع حى قاسم باشا فى إسطنبول تخلو من صور المرشحين للرئاسة، باستثناء المرشح الأبرز رجب طيب أردوغان.
فى الماضى كان هذا المكان حيا عاديا، أما الآن فهو أحد أشهر أحياء إسطنبول، حيث إن رجب طيب أردوغان ترعرع هنا ومن هنا انطلق إلى عالم السياسة.
بائع العصير
وباع أردوغان عصير الليمون فى شوارع اسطنبول ليكسب دخلاً ولو بسيطًا، ليصبح بعد سنوات رئيسا لبلديتها. وعام ٢٠٠١ أسس حزب العدالة والتنمية وبعد عامين أصبح رئيسا لوزراء تركيا.
وتشهد شوارع قاسم باشا على أيام أردوغان بحلوها ومرها، وتكاد تخلو من صور المرشحين الآخرين إلى المقعد الرئاسى أكمل الدين إحسان أوغلو وصلاح الدين دميرتاش.
ويشن اردوغان حملته بناء على سجله كرئيس للوزراء لمدة 11 عاما ويريد تغيير نظام الحكم ليصبح رئاسيا له صبغة تنفيذية على نحو أكبر.
وينافس أردوغان فى هذه الانتخابات أكمل الدين إحسان أوغلو، مرشح حزبى «الشعب الجمهورى» الذى ينتمى إلى تيار يسار الوسط و«الحركة القومية» اليمينية المتطرفة. ويؤيد إحسان أوغلو، وهو الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامى، الحفاظ على النظام البرلمانى الحالى، لأن صلاحيات الرئيس فيه محدودة ولا يضطلع الرئيس سوى بدور «توحيدى رمزى».
فى المقابل، يأمل المرشح الثالث صلاح الدين ديميرتاش فى حشد أصوات من اليسار من خلال برنامجه الليبرالى الذى يركز على حقوق الإنسان، وهو أول كردى يسعى للفوز بمنصب الرئاسة.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى ما بين متابع للانتخابات الرئاسية التركية وما بين غير مهتم بما يحدث فى الدولة التى يفصلها البحر المتوسط عن مصر، وانقسم الشباب ما بين مؤيد ومعارض لترشح رئيس الوزراء التركى رجب طيب اردوغان على مقعد رئاسة الجمهورية.
قدر يسيطر على الاحتجاجات
«محمد عمر» 25سنة: لما نتكلم عن رجب طيب أردوغان لازم نركز على الاحتجاجات اللى حصلت فى تركيا الفترة الماضية وإزاى قدر يسيطر أردوغان عليها، وعلى بعض السياسات اللى اتبعتها الحكومة التركية وبالأخص جزء التعديل اللى تم على القانون اللى بيخليه من رئيس الوزراء يبقى ليه الحق انه يكون رئيس جمهورية.
والحكومة التركية عرفت تتعامل مع المظاهرات والاحتجاجات وقدروا يمتصوا غضب المعارضين لصالح الحكومة، ومتوقع ان الإصلاحات اللى عملها من 2004 خلته يستمر فى رئاسة الوزراء حتى الآن كفيلة إنها تنجحه فى الرئاسة وسط المرشحين وبقوة كمان.
وهيكون فى رد فعل ايجابى فى الشارع التركى ومعتقدتش ان هيبقى فى مظاهرات تانى زى الاول، أردوغان يستحق الترشح للرئاسة، بعد أن حقق فى كل الانتخابات التى خاضها هامشا واسعا من النجاحات، فلا يوجد زعيم غيره استطاع أن يزيد من أصوات ناخبيه مرة بعد مرة ليفوز بثلاثة انتخابات عامة متتالية.
ولكن رئاسة الجمهورية التركية، ليست كرئاسة الوزراء، ولا تعتمد منهجية الصراع على السلطة، بل على العكس، فمهمة رئيس الجمهورية حل النزاعات، وضمان عمل مؤسسات الدولة فى جو من الوئام، وعليه فإن لهذه الانتخابات أهمية خاصة، لاسيما أنها تأتى فى ظل مساع قوية لتغيير النظام الرئاسى فى البلاد.
غير أوضاع تركيا الاقتصادية للأحسن
«محمد الجونى» 30سنة: من الطبيعى ان يفوز اردوغان وهو الذى خدم شعبه وتغيرت اوضاع دولة تركيا الاقتصادية للأحسن بفضله بالإضافة إلى صراحته ووضوحه تجاه القضايا العربية المعروضة على الساحة، لذلك اردوغان سيحصد الأصوات لان الشعب التركى قادر وواع بشكل كبير من الذى سيضيف له فى الفترة المقبلة .
إحنا فينا اللى مكفينا
«مالك عز الدين» 22سنة: مش متابع الانتخابات التركية طبعا ولا يهمنى مين اللى يكسب ومين اللى يخسر، والموضوع وما فيه أن إحنا فينا اللى مكفينا.
اللى حصل فى مصر الفترة إلى فاتت دى خلى ناس كتير تبطل تتكلم فى سياسة وتبعد عن الأجواء دى ويبقى همهم قضاء يومهم وحياتهم اليومية ويبقى همو الاكل والشرب والمصاريف.
دى كل همومه ومبقاش فاضى يفكر او يشغل دماغه بالبلد وكل همو قضاء احتياجاته الأساسية ومع الوقت خلاص مش هيبقى فى سياسة ولا حد يجيب سيرتها والسياسة هتبقى سلك شائك وحاجة محرمة ماحدش يتكلم فيها زى عصور ما قبل الثورة، فأكيد واحد مش هيشغل دماغه ببلده يبقى اكيد مش ها يبص بره.
اردوغان ممكن يخسر
 ويقول عمر عادل 24 سنة: اردوغان ممكن ميكسبش اصلا ويخسر زى أى مرشح عادى، ولو حتى كسب وعادى وكل حاجة بس المظاهرات اللى بتحصل ضده مش هتقف خالص لأن معارضيه كتروا اوى فى الفترة الأخيرة، وحتى فرصته فى الفوز تعتبر قليلة ولازم عليه يحل الصراعات مش افتعالها.
ده غير أن هو نازل انتخابات الرئاسة علشان دى اخر فترة هيقعدها كرئيس وزراء تركيا وهيبقى شخص عادى خالص أو حتى ممكن يبقى معارض سياسى وحزبه هو اللى يكمل بداله.
سخرية على الفيسبوك
من ناحية أخرى سخرة صفحة «أنا اخوان أنا مقطف بودان» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» من أردوغان وملابسه التى كان يرتديها لدى تسلمه احدى شهادات الدكتوراة الفخرية وشبهت ملابسه بالممثل المصرى الراحل على الكسار، ووصفته التعليقات بـ«أردو-الكسار»، وتساءل البعض «فين باسم يوسف علشان يتريق عليه»، وقال البعض الاخر: «يعمل اى حاجة طالما فيها مصلحة».
فيما تناقل البعض الاخر صورته وشبهه بـ«الرئيس المعزول محمد مرسى» ولكن النسخة الثانية منه تحت اسم «مرسى2»، وانتقد البعض سياسة رجب أردوغان قائلين: «طب ممكن حتى يمنع ترخيص بيوت الدعارة اللى بيقبض منها ضرائب».
واشتعلت بعد ذلك التعليقات بالشتائم والمشاحنات غير اللائقة بين رواد الصفحة، ما بين مؤيد ومعارض لترشح رجب طيب أردوغان لرئاسة الجمهورية التركية.