الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فتاوى الشيوخ تثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعى




كتبت – هاجر كمال

انتشرت فى الفترة الأخيرة فتاوى كثيرة لم نعتد على سماعها، ولم نكن نتوقع ظهورها وكان من بينهم فتوى «على جمعة»  بضرورة اتصال الزوج بزوجته قبل وصوله المنزل ، تحت مسمى «الإتيكيت الإسلامى» الذى يجعل الزوج يتصل بزوجته بالتليفون قبل المجيء إليها والتى قال خلالها: «اتصل بيها يا أخويا افرض معاها واحد خليه يمشى»، ومن ضمن اغرب الفتاوى التى خرجت علينا فى الفترة الاخيرة، ان أفتى أحدهم بجواز النظر إلى الخطيبة وهى تستحم وتقضى حاجتها فى الحمام، وآثار الآخر قضية خلافية قديمة حول صحيح البخارى، ووصفه بـ«المسخرة»، ولم تكذب مواقع التواصل الاجتماعى خبر، واشتعلت بالاهتمام لفتاوى شيوخ الجهالة والفتنة لجذب عقل المجتمع إلى الماضى المشحون بالتناقضات والخلافات الفقهية والسياسية منذ زمن الفتنة الكبرى.
ومن اكثر الفتاوى جدلا على مواقع التواصل الاجتماعى، الفتوى التى اثارت غضب الشباب واعتبروها اهانة لنساء مصر، وعلقت «حنان السيد» 35سنة، هو أنا بعمل عملة عشان زوجى يتصل بى قبل الرجوع للمنزل ليه خايفة يقفشنى وأنا فى وضع مخل للآداب العامة، نحن نحافظ على أنفسنا ونصون بيوتنا ولو الشيخ يقبل هذا على أهل بيته يبقى مفيش مشكلة ما هو كل الفتاوى دلوقتى بقيت ماشية فى اتجاه إننا غلط والدين بقى كله بيتكلم عن المسائل الجنسية والأخلاقية، وبستغرب جدا من الفتاوى اللى بسمعها الأيام دى وخاصه انها لا تبت للإسلام بصلة ولاتعمل الا على تشويه صورة الإسلام.
وتابعت «سمر نزيه» 25سنة، دى حاجة مثيرة للاشمئزاز بجد ربنا يرحمنا برحمته والكلام مستفز للغاية لكن أظن أنه يقصد بذكر موضوع الرجل عندها أن الراجل المفروض لا يشك فى زوجته وأن إحدى علامات الثقة أنه يتصل قبل العودة للمنزل، وتضيف سمر «لكن موضوع بقى يمكن يكون عندها راجل والطريقة دى مش عارفة هو بيتكلم بالأسلوب المستفز ده ليه».
وخلال مواقع التواصل الاجتماعى اعتبر الشباب هذه الفتوى إهانة كبيرة لنساء مصر وحذروا من الاقتراب لهن موضحين ان نساء خط أحمر، وانه لايجوز الخروج بمثل هذه الفتاوى التى تسىء لسمعة وأخلاق نساء مصر.
وسخرت «اية محمد» 30سنة ،من فتوى الشيخ على جمعة قائلة أفتى لنا بحق جديد وسوف نتمسك به فهو مفتى الديار المصرية السابق ولابد أن علمه الغزير أباح له الإفتاء بمثل هذه الأمور، ودلوقتى لو جوزى دخل عليا من غير ما يتصل هشتكيه فى القسم هو مش المفتى قال يتصل يبقى لازم يتصل أنا بسمع كلام الشيوخ عشان هم إللى فيهم البركة وحرام مناخدش برأيهم.  
وطالب «هانى راشد « 35 سنة ، بضرورة مراعاة الشيوخ للعقليات الموجودة والتى يتكون منها النسيج الخاص بالمجتمع المصرى ومدى قدرة هذه العقليات على الاستيعاب، فمن الممكن أن تكون المعلومة صحيحة ولكن طريقة توصيلها هى الخاطئة، وخصوصا فيما يتعلق بأمور الدين فالدين له قوة الصاروخ فى اختراق القلب والعقل والشعب المصرى شعب متدين بطبعه.
وايدته «وفاء مهدى» 20سنة، أنه لابد من التزام الشيوخ باداب الحوار خصوصا فيما يتعلق بالمرأة فمن غير اللائق أن تكون المرأة هى محور الفتاوى فى الفترة السابقة والدكتور على جمعة شيخ جليل يتمتع بالوسطية إلا أن معظم النساء لم يفهمن ما قُصد من الحوار وهو ما ندعوه إلى توضيحه لدرء سوء الفهم.
وأضاف «فارس محمد» 23سنة: شيوخ الفتنة وشيوخ الجهالة مازال لهم بريق خاص، وتأثير طاغى فى المجتمع المصرى، ولم يعد هناك فارق كبير فى درجة الاهتمام بهؤلاء الشيوخ بين الشرائح الاجتماعية والفكرية المختلفة، مثقفين وغيرهم، فالفتاوى الدينية الأخيرة التى تثار فى توقيتات مقصودة ومتعمدة أحيانا تكشف الأزمة التى مازال يعيشها المجتمع المصرى، والاستغراق فى قضايا تثير الفرقة والفتنة، فى وقت نحتاج فيه جميعًا إلى التوحد والاصطفاف الوطنى.