الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مسعود شومان: أحلم بمشروع قومى ... وسأبدأ برد المظالم




حوار- محمد خضير
تصوير- مايسة عزت

واعترف شومان فى مواجهة مع «روز اليوسف» بوجود العديد من المشكلات والعقبات العالقة بالهيئة وعن وجود اناس يفتعلون مشاكل لإعاقة اى رئيس من العمل، ومحاولات تأليه رئيس الهيئة وغيرها الكثير فى الحوار التالى:

فى حوار له عقب توليه رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة لقصور الثقافة الجماهيرية كشف الشاعر والباحث مسعود شومان عن العديد من الحقائق والوقائع، التى من شأنها ان تدفعه للسعى لتنفيذ خطة استراتيجية طموحة تعمل وفق مشروع ثقافى قومى حقيقى يحقق عدالة معرفية، بحيث يكون مشروعًا يراعى البعد الأنثروبولوجى فى العمل وينشر الثقافة الجماهيرية فى ربوع مصر الثقافية.
«من دخل دار ابى سفيان فهو أمن» بهذه المقولة يرد شومان على من لاحقه قبيل ترشيحه لرئاسة الهيئة قائلا: «من يريد ان يعمل فى المشروع القومى للثقافة المصرية فسوف أضعه فوق رأسى اما من سيظل فى غيه وفى ترديه فليس له مكان بيننا».
■ حدثنى عن المشكلات التى تراها عالقة بالهيئة.. وواقع تأثيرها على مدى ضعف او قوه المنتج الثقافى المقدم للجمهور؟
ــ فى تصورى اول مشكلة تكمن فى المشروعات التى فتحت بطنها منذ سنوات وتحتاج بعضها الى عمليات سريعة، وبعضها الى دعم مالى كبير جدا من الدولة لإنهاء هذا الملف، كى ننشط هذه المواقع الثقافية المحرومة من النشاط ،بالإضافة الى مشكلة الكوادر البشرية، خاصة ان لدينا 17 ألف موظف نجد ان عدد المختصين منهم فى مجالات عملنا الاصلية كفنون ثقافية وأخصائيين تشكيليين او فنون شعبية او اعلام وغيرهم محدود جدا، وبعضهم متخصص بدأ يبعد عن تخصصه لأنه وجد من تولى مهامه اناس ليس لهم دخل بهذه المهام، وبالتالى سنعيد الثقة لهم وسنرد الظلم عن أى شخص ظلم ،وسأبدأ برد المظالم لأنى شخصيا ظلمت ظلمًا فادحًا ولن ارضى ان يظلم شخص على الاطلاق، وسأسعى لحل المشكلات المستعصية ولن ادع هذه المشكلات وسأعرضها على الجهات الأعلى لحلها.
■  ماذا عن الشائعات والاقاويل التى احيطت بك قبل ترشحك لرئاسة مجلس إدارة الهيئة؟
الحقيقة انا تقدمت مع زملاء اعزاء لشغل منصب رئاسة مجلس ادارة الهيئة، حينما اعلن عنها علما بأنى كنت متردد فى التقديم وتقدمت فى آخر لحظة وفقا لشعورى بالمسئولية تجاه عملي، ومعرفتى بمشكلات الهيئة فخرجت ضدى شكاوى واقاويل ليس لها اساس من الصحة وانتشرت شائعات كثيرة رغم اننى ليس لى ثأر مع أحد خاصة من شكونى فى اكثر من مكان.
■  كيف تعاملت مع هذه الاقاويل وكيف واجهتها وماهية مواجهتها بعد توليك رئاسة الهيئة؟
تعاملت معها بالصبر.. لأنى كنت اثق فى نفسى جدا، واعلم ان ساحتى بيضاء ،وان هذا قدر من ينجحون، وطه حسين يقول: «الذين لا يعملون ويسوؤهم ان يعمل الناس..» ،وربما بعضهم كان لديه خوف منى بمنطق ان هذا الرجل يعرفنا ويكشفنا تماما ويكشف خللنا، وبالتالى سوف نكون فى مواجهة قاسية معه، ولكن اقول بمنطق- مع الفارق- «من دخل دار ابى سفيان فهو امن» ونريد ان نعمل، فمن يريد ان يعمل فى المشروع القومى للثقافة المصرية فسوف اضعه فوق رأسى اما سيظل فى غيه وفى ترديه وفى طريقته العتنة فليس له مكان بيننا.
■ اذا ما خطتك الاستراتيجية الطموحة التى يمكن ان تطرحها للعمل على بناء المعنى قبل المبني؟
بالتأكيد ..فانا أريد ان اتوجه الى الناس اكثر ووضعت خطتى الاستراتيجية بمضمون ثقافة من الناس الى الناس، وان مشروعنا الثقافى لابد اولا ان يكون مجردا ويكون مدنيا بحيث يتجه نحو اقامة الدولة المدنية ،وان يكون قوميا بمعنى ألا يتضمن فئه بعينها ولا نوعا بعينه بل يكون التركيز على مستوى المعمور المصرى ويراعى البعد الأنثروبولوجى فى العمل، ومراعاه البعد البيئى والمحلى فى اختيار الانشطة التى تقدم.
 كما نطمح لتطبيق عدالة معرفية مثل ما ننادى بعدالة اجتماعية بحيث نقدم الانشطة المركزية فى كل الاقاليم وتوجه كبار الفنانين والمثقفين ،ونعيد فكرة القيمة الى الاقاليم من خلال الذين يذهبون اليها ويكون لهذه الانشطة وجود على التوازى فى كل الاقاليم ،فلا مفر من العمل بدون الناس والنزول لهم والخروج من القصور، ويكون التوجه وفق كتائب تمثل خط دفاع مهم جدا على الجبهة المصرية، بحيث لا يقتصر العمل على الثقافة والفن والادب بل مساهمة الثقافة فى المجتمع ويكون لها دور مجتمعى وما يحل بها من مشكلات تتعلق بثقافة المواطن.
■  هل بذلك يمكن ان نشعر بتغيير فى الطرح الثقافى والقرب اكثر من الشارع والوصول للناس بشكل اكبر؟
بالطبع نحلم بذلك، ولكن ليس مستحيلا ،لان لدينا انشطة عديدة تمت معاينتها عند اقامة علاقة مع الجمهور، فيمكننا الجذب بعد ان نصنع لها الدعاية اللازمة، وسبق ان اقمت دراسة مسبقة وقت ان كنت مديرا لقصر ثقافة الجيزة عن آليات اعادة الجمهور الى المواقع الثقافية-مواقع الجيزة نموذجا واكتشفنا ان اكبر نسبة تواجهنا لعدم وصول نشاطنا للجمهور هو الدعاية والاعلان فلدينا اشكالية وخاصة ان لدينا انشطة كثيرة ولكن لا نصدرها بشكل جيد، بالإضافة الى انه ينظر الينا بنظرة متواضعة نستطيع ان نغيرها عن الهيئة.
■ ما الاليات التى يمكن ان تستخدمها لتصل الى الجمهور وترفع من وعيه الثقافى؟
لدينا آليات كثيرة جدا لعل منها العمل الميدانى الذى ذكرته لك.. ولدينا ادارة مركزية للدراسات والبحوث جزء من عملها تدرس وتوجه نحو تمهيد الارض وتسليط الضوء على متطلبات المواقع الثقافية بحيث تتحول الى عقل الهيئة توجه لكل الإدارات، وخاصة بعد اضافة جزء جديد للدراسات والبحوث بقرار من وزير الثقافة معنى بعمل انشطة فى الاماكن الحدودية النائية وحدد فى القرار المناطق الحدودية مثل حلايب وشلاتين والوادى الجديد وسيوة وغيرها ونقدم بها انشطة.
■ وماذا عن القوافل الثقافية، خاصة بعد تأكيد وزير الثقافة على عودتها وانها ستجوب المناطق المحرومة ؟
موجودة واننا نعد الآن لعودة القوافل الثقافية التى تزيد على 100 قافلة ثقافية تجوب الاقاليم ولدينا قوافل كبيرة وقوافل صغيرة بحيث تتوجه القوافل الصغيرة فى الاماكن المحدودة ولها انشطة محدودة ،ونعمم فكرة القافلة الكبرى فى المناطق الحدودية، وقريبا سنعلن عن اقامة قافلة كبرى بحلايب وشلاتين ونقدم للشعب المصرى مفاجأة كبرى ومهمة تلقى دعمًا كبيرًا جدا من الدولة.
■ ما الجديد الذى سنشهده من أنشطة ثقافية وفنية تهدف بها الى رفع الوعى الثقافى للجمهور؟
لدينا انشطة وبرامج عديدة منها اننا نعد الآن لمشروع قومى سوف نعممه بالأقاليم الثقافية وهو «مشروع مصر تقرأ» بحث يكون بمثابة قطار يجوب المحافظات يعلم الجمهور كيفية قراءة الكتب ومهارات القراءة السريعة واقامة معارض للكتب التى نعانى من تكدسها بالمخازن وعمل تخفيضات عليها من خلال زميلى الشاعر محمد ابوالمجد رئيس الادارة المركزية للشئون الثقافية بحيث نقيم مثل هذه المعارض فى كل مصر وستشاركنا قطاعات وزارة الثقافة الأخرى، بالإضافة الى الفكرة التى اطلقها الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة  من خلال مبادرة اقرا لطلاب الجامعات المصرية الخاصة بأنشاء منافذ بيع الكتب بالجامعات، ونسعى لاستعادة ما يتعلق بالبعد الافريقى ،ولذلك سنسعى لنساهم فى سد الفجوة التى احدثتها السياسة بالثقافة والفن لنستعيد الجذور الافريقية للثقافة المصرية من خلال الدراسات والابحاث وعقد المؤتمرات والفرق الفنية ومن خلال السفارات والقنصليات للدول الافريقية الموجودة فى مصر.
■ ماذا ستكون اولويات عملك كرئيس الهيئة ..الاهتمام بالملف الإدارى ومشاكله المتراكمة ام بالنزول للمواقع الثقافية والاقاليم والتثقيف واكتشاف مواهب جديدة بالمحافظات؟
سأعمل بالتوازى بكل تأكيد وخاصة ان لدينا مشاكل ادارية متراكمة جدا ولدينا اناس يفتعلون مشاكل لإعاقة اى رئيس عن العمل، مثال تجد اناسًا تسعى لتصنع من رئيس الهيئة إلها ليوقع على كل شيء، وهى مسألة منذ البداية بدأت ارفضها، وطلبت ان نعمل كل فى عمله  وتوزيع المهام بأن يكلف واحد بأداء عملة وكل الزملاء لهم تقديرهم واحترامهم وكل يعمل بسلطة رئيس الهيئة، ومستعد ان افوض زملائ بسلطة رئيس الهيئة وينزل ويعمل، لكنى ارفض فكرة تصدير كل المهام طوال الوقت لرئيس الهيئة.  وبالتالى لا يجب ان يتحول رئيس الهيئة الى كهنوت ،ودعونا نعمل، علما بأننا بالإضافة الى عملنا الادارى نعمل كإدارة ثقافية تعد وتخطط وفق ادارة السياسات الثقافية، وبالتالى لا يصح ان نقول ثقافة بدون إدارة ولا ادارة بدون ثقافة ،ومنها يكون الاعتبار الاول للثقافة وعلى الإدارات المختصة من شئون إدارية وغيرها ان تقدم خدماتها لكل الانشطة بالهيئة، وقد نجد البعض يظن فى بعض الاحيان ان الهيئة خلقت من اجلهم لا من اجل النشاط الثقافى والفني.
■ ماذا عن الإصدارات والسلاسل الخاصة وضعف محتواها وعدم انتشارها؟
أولا: مقولة ضعف المحتوى لا دليل عليها لأننا نحتاج الى دراسة لنقيم مدى قوة او ضعف المحتوي، خاصة ان لدينا 20 سلسلة متنوعة ودراسات، ولكن بالنسبة للانتشار فنحن لدينا مشكلة فى التسويق ولدينا إدارة وليدة اسمها ادارة التسويق وتحتاج الى ان تعمل ولكن لدينا حلول من ضمنها المعارض التى سنتوسع فى انشائها، وتحل جزءًا من المشكلة.
■ ماذا عن التغييرات فى رؤساء تحرير تلك السلاسل والإصدارات والمطبوعات الإعلامية بالهيئة؟
هناك لجنة عليا للنشر على مستوى النشر على مستوى الوزارة لتصل الى قرارات تكون مفيدة لكل قطاعات الوزارة وليس للهيئة فقط وكل الملف قابل للنقاش وليس هناك شيء ابدى وسنطرح كل ما يخص الإصدارات بداية من الاغلفة ورؤساء التحرير وهيئات التحرير وهذا ليس مرهونًا بى فقط بل بكل العاملين والهيئات الإنتاجية للنشر.
■ ما مصير «أرض السامر» المقرر إنشاء مبنى للهيئة عليها؟
نتمنى ان ينشأ مشروع مبنى السامر.. خاصة ان الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة يتبنى ذلك ويفكر فى طرحه على وزارة الاستثمار وعمل دراسات جدوى وقريبا نلقى بشرة خير بما يتعلق بأرض السامر، وهناك جدية فيما يتعلق باستثمار هذا المكان.