الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

يحيى الفخرانى: خروج الشعب فى 30 يونيو طمأننى على نجاح «دهشة»




حوار - سهير عبدالحميد


دائما ما يضع الفنان يحيى الفخرانى الجمهور نصب عينيه عند اختيار اعماله وهذا جعله فى صراع دائم فى رحلة البحث عن ماذا سيقدم للجمهور محاولا تحقيق المعادلة الصعبة فى ايجاد العمل الجيد الذى يبقى فى تاريخه وفى نفس الوقت يمس الشارع ويتجاوب معه الجمهور.
الفخرانى هذا العام دخل تجربة صعبة وتحديا كبيرا من خلال مسلسل «دهشة» الذى قدم فيه النسخة الممصرة من رائعة وليم شكسبير «الملك لير» والتى سبق وقدمها على المسرح لتسع سنوات وحاول بها ان يغوص داخل النفس البشرية وأطماعها.
عن هذه التجربة وتفاصيلها وصعوباتها وتقييمه لها ورؤيته للمستقبل تحدث يحيى الفخرانى فى هذا الحوار:
■ اخترت أن تعيد تقديم «الملك لير» فى مسلسل تليفزيونى على الرغم من انك سبق وقدمتها على المسرح .فما سبب هذا القرار؟
- الحقيقة تجمعنى بالملك لير علاقة من نوع خاص فقد سبق وقدمته فى عملين الاول كان مسلسل «ابنائى الاعزاء شكرا» مع الاستاذ الراحل عبدالمنعم مدبولى وكان كوميديا ثم مسرحية «الملك لير» التى عرضت على المسرح القومى لمدة 10 سنوات وحققت نجاحا كبيرا وفى كل يوم عرض كان المسرح لا يوجد به مقعد فارغ وعلى مدار المواسم الذى عرض فيها «الملك لير» لم نحتاج لدعاية للمسرحية والحقيقة عندما قدمت هذه المسرحية التى هوجمت بسببها ففى هذا الوقت كان فى ذهنى ان اقدم للاجيال الجديدة المسرح الكلاسيكى الذى نشأت عليه انا وجيلى وبعد فترة فكرت فى اعادة تقديمها فى التليفزيون لكن بشكل تراجيدى لانى شعرت ان احداثها ليست انجليزية فقط ولكن مصرية ايضا وبالفعل طلبت من السيناريست عبدالرحيم كمال انه يقوم بتمصير المسرحية.
■ ولماذا اخترتم الثوب الصعيدى ليخرج به الملك لير؟
- لان الشخصية فى اسطوريتها وتقلباتها اقرب للصعيد ومع ذلك من اول حلقة قلنا ان دهشة قرية فى صعيد مصر دون تحديد مكانها بالضبط وشعارها «دهشة العقل من جمرة النفوس».
■ على الرغم من أن المسلسل تدور احداثه فى الصعيد الا ان هناك تفاصيل فيه بعيدة عن اعراف الصعيد مثل توريث البنات .. فما تفسير ذلك؟
- المؤلف عبدالرحيم كمال اراد ان يخرج عن المألوف فلم يأخذ من الصعيد كل شىء وهذا حتى يجعل المتفرج يفكر علاوة على ان قيام الاب بتوزيع الثروة على بناته كان هناك مبرر لذلك فأولاد اشقائه يطمعون فى ثروته وهو كان له فلسفة فى انه يوزع ثروته على بناته وهو على قيد الحياة ودفع ثمنها فى النهاية.
■ ألا تعتبر تقديم عمل مثل «الملك لير» فى التليفزيون نوع من المخاطرة بنجاحه؟
- لست مع هذا الكلام فانا دائما اراهن على الشعب المصرى فى نجاح الاعمال التى اقدمها واكسب الرهان فهذا الشعب الذى راهنت على خروجه فى ثورة 30/6 ضدالاخوان اراهن عليه ايضا عندما اقدم له عملا محترما فسيقبل عليه ومع كل عمل اراهن واكسب وفى النهاية لا يبقى الا العمل الجيد الذى يبقى فى تاريخ الفنان.
■ فى أحداث «دهشة» من ترى الظالم الاب ام بناته؟
- بالتأكيد الاب هو الظالم وهذا الظلم جاء لحماقته، فالباسل سار وراء الرياء والنفاق وظلم بناته الثلاثة وليس واحدة منهن فقط، فشخصية الأب المحبة بطبعها للتملق فيه وتفضيله لواحدة من بناته عن الأخريات خلقت داخلهن غيرة ودافعا للانتقام وهذا هو الظلم الذى قصدته لذلك عبدالرحيم كمال جعل الاب يبقى على قيد الحياة ويدفع ثمن افعاله ويتعذب بموت ابنته الصغرى والقريبة الى قلبه ولم يتوفى او يصاب بالجنون حتى يشعر بقسوة نهايته.
■ هل هناك صفات مشتركة بينك وبين شخصية الباسل بطل «دهشة»؟
- فى كل شخصية اجسدها فى اى عمل فنى يكون بها حاجة منى لانى انا الذى اقدمها وهذا ينطبق على شخصية الباسل او الملك لير بجانب ان ارتباطى بالملك لير على المسرح لسنوات جعل هناك قرب لهذه الشخصية من نفسى.
■ هناك مشهدان فى «دهشة» توقفت عندهما الاول مشهد سيرك حافى القدمين بعد ان طردتك ابنتك والثانى جلوسك على قبر ابنتك.. حدثنا عن كواليس تصوير هذين المشهدين؟
- المشهد الاول والذى كان فى الحلقة 19 كان من اصعب مشاهد المسلسل والحقيقة شادى طلب منى اننا نقدمه من اول مرة ولا يكون هناك تكرار وعرض على انى ارتدى حذاء وانا اقدمه لكنى رفضت واصررت اسير حافى القدمين فى عز الحر حتى اشعر بسخونة الارض وينعكس ذلك على ادائى ويخرج المشهد طبيعيا وقد حاول شادى يمهد لى الارض ويزيل منها اى شىء يجرح قدمى والحمد لله المشهد خرج بشكل جيد ايضا مشهد حديثى على قبر ابنتى وضحكى وعدم تصديقى انها ماتت قدمناه من اول مرة.
■ على الرغم من ان «دهشة» قدم فى ثوب صعيدى الا ان موسيقى التتر تتناسب اكثر مع «الملك لير» الإنجليزى.. فهل هذا كان مقصودا؟
- عندما سمعت موسيقى التتر تحدثت مع الموسيقار عمر خيرت وقلت له ان الموسيقى اقرب الى «الملك لير» من «دهشة» فقال لى ان هذا كان طلب المخرج خاصة ان الناس ملت من التترات الصعيدية والقصة يمكن ان تحدث فى اى مكان والزمن فى الثلاثينيات فقلت له انك نقلت دهشة من عبدالرحيم كمال الى شكسبير.
■ وكيف تابعت ردود افعال الناس على المسلسل؟
- كنت مشغولا بالتصوير طوال شهر رمضان لكن عبدالرحيم كمال كان يتابع ردود الافعال على مواقع التواصل الاجتماعى وينقلها لى والحمد لله ردود الافعال طيبة وكما قلت انا راهنت على الشعب المصرى وكسبت.
■ هل ساهمت فى اختيار الفنانين الذين شاركوا معك فى «دهشة»؟
- دائما فى اى عمل اقدمه اترك مسئولية اختيار الممثلين للمخرج والمنتج لان هذه مسئوليتهم ويكونوا على دراية بالعمل اكثر منى فانا اركز فى دورى فقط ولا اشارك برأيى الاعندما يطلب منى ذلك.
■ وما تقييمك لشادى الفخرانى كمخرج وهذا هو العمل الثانى له بعد «الخواجة عبدالقادر»؟
- شهادتى فى شادى ستكون مجروحة لانه ابنى لكن كل ما استطيع قوله انه لو انه ليس مخرج شاطر لما قبلت العمل معه والا هيوقعنى فعندما قدم «الخواجة عبدالقادر» كان تحديا بالنسبة له ودرجة المخاطرة فى هذا العمل كانت كبيرة لانه موضوع خاص اما ان ينجح ويكسر الدنيا او يهبط لسابع ارض على عكس «دهشة» كان نجاحها مضمونا الى حد ما هناك جملة قالها لى احد الصحفيين لا انساها «ابنك شادى فنان بالوراثة وليس بالتوريث».
■ وهل ستكرر العمل معه مستقبلا؟
- لو عرض على موضوع حلو ما المانع انى اشتغل معاه سواء هو او غيره.
■ ما رأيك فى فتح مواسم جديدة بعيدة عن رمضان؟
- هذا الأمر مسألة انتاجية بحتة فالمنتج يحب عرض المسلسلات فى رمضان من اجل الاعلانات انا عن نفسى اتمنى اعرض اعمالى خارج رمضان خاصة انه بيكون به زحمة للاعمال والناس لا تتابع كل شىء ومن خلال تجربتى الطويلة أصبحت غير مؤمن بالعرض الرمضانى، ومسئولية الفنان الأهم من وجهة نظرى هى تقديم عمل بجودة عالية لذلك نجاح اعمالى لا اربطها بالنجاح فى رمضان لكن بالعرض الثانى والثالث وفى النهاية العمل الجيد يفرض نفسه.
■ سبق وقدمت اعمالا كوميدية مثل «يتربى فى عزو» و«عباس الأبيض».. لماذا لم تكرر هذه التجارب؟
- اتمنى اجد النص الجيد الذى يعيدنى للكوميديا فانا تستهوينى مشاهدة الاعمال الكوميدية وتقديمها ايضا واذا وقع فى طريقى نص كوميدى جيد لن اتردد فى تقديمه.
■ وما حقيقة رفع اجرك؟
- لم ارفع اجرى وعمرى ما طلبت ذلك لكن المنتج هو الذى يعرض على رقما معينا واوافق عليه لكن فى نفس الوقت اشترط عليه انه لا يقصر فى توفير الامكانيات التى تخرج العمل بشكل محترم لان العمل الجيد هو الذى يبقى فى تاريخ الفنان.
■ وما حقيقة استعدادك لتقديم حياة «محمد على» و«طلعت حرب»؟
- بالنسبة لطلعت حرب اعتذرت عنه من زمان لان هذه الشخصية حياتها ليس بها دراما تصلح ان تقدم على الشاشة لكن فى المقابل محمد على شخصية ثرية جدا من الناحية الدرامية وقد فضلت تقديمها فى فيلم سينمائى حتى اتخطى بها حدود مصر وتنتقل للمنطقة العربية واعتقد ان هذا العمل لو اتصرف عليه بشكل جيد وتم توزيعه جيدا ممكن نصل به للعالمية.
■ وما حقيقة مشاركة السفارة التركية فى انتاجه؟
- هذا الموضوع غير صحيح لكن الامر وما فيه ان السفارة التركية عرضت على المشاركة فى الانتاج لكن بعد موقف رئيس الوزراء التركى رجب اردوغان من ثورة 30 يونيو رفضت تماما والان هناك مفاوضات مع عدة جهات انتاجية وهذه المفاوضات هى التى ستحدد خروج المشروع للنور.
■ بمناسبة السينما كيف ترى وضعها فى الفترة الاخيرة؟
- الحقيقة انا متفائل جدا بالمستقبل بشكل عام وليس بمستقبل السينما فقط لان استقرار البلد سينعكس على كل شىء فى المجتمع اهم شىء ان الخونة يتركونا فى حالنا ويسبونا نشتغل ونعيد بناء بلدنا.