الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإخوان المجتمع الانعزالى




بعد تحول قادة الإخوان إلى خاطبة لم تكن مفاجأة ما وصفه القيادات البارزون بجماعة الإخوان المسلمين عن ضرورة جواز الإخوانى بإحدى الأخوات.. واعتباره كشف ما تحاول الجماعة إخفاءه منذ عشرات السنين رغم أنه أصبح ظاهرة داخل الجماعة.. وخالف القاعدة الإخوانية أن كل ظاهرة غير معلنة هى سر داخل التنظيم، مع تسلل أزمة جديدة إلى ضلوعها، لم تتخذ بعداً سياسياً هذه المرة، بل انطلقت من «المجتمع الإخواني»، التى نتج عنها أزمة ذات علاقة بالزواج من خارج الجماعة حيث هزت عرش الجماعة خروجاً على القاعدة المألوفة داخل التنظيم من المصاهرة بين الأعضاء، وعدم الزواج من خارج إطار «الإخوان»، انطلاقاً من الفكرة التى أسس لها حسن البنا، علاقات النسب والمصاهرة الإخوانية.
قال نبيل نعيم زعيم تنظيم الجهاد السابق لـ«روزاليوسف» إن المصاهرة والنسب فى الاخوان يعد بمثابة العمود الفقرى للتنظيم وجناحه قسم الإخوات حيث تقدُم مجموعة من «الأخوات» داخل شعبة مدينة نصر،قريبا بشكوى إلى عائشة الشاطر، التى تترأس قسم الأخوات فى ظل غياب قادة الإرشاد، تطالب بفصل عضوات تزوجن أخيراً رجالاً من خارج «الإخوان»، وتلك الشكوى كانت الخيط الكبير الذى سار الامن خلفه حتى كشف عن القيادات الحالية للتنظيم الارهابى.
 منزل الشاطر والحفاظ على النوع.
 وبعيداً عن الظاهرة الجديدة التى باتت تضرب وحدة «الجماعة» يبقى حرص الأخيرة على بناء «البيت الإخواني» من خلال علاقات المصاهرة، التى تضمن للأجيال الجديدة الاندماج فى المسار ذات ه، وعدم التأثر بأفكار أخرى، تتعارض مع أفكار وأدبيات الجماعة، أو بالأحرى ما يمكن تسميته بـ«الحفاظ على النوع الإخواني». بيت خيرت الشاطر نفسه مليء بصلات مصاهرة مع قيادات إخوانية، فالزهراء الابنة الكبرى والأشهر لخيرت هى زوجة للقيادى الإخوانى المهندس أيمن عبدالمنعم وأم أطفاله الأربعة سارة وأنس وسلمان وحبيبة.
وبالرجوع إلى الخلفية التاريخية لزواج الإخوان نجد أن أولى حالات الزواج الإخوانى كانت بعد تولى حامد أبوالنصر منصب المرشد خلفا لعمر التلمسانى، لدرجة أن مصاهرات الإخوان مع بعضهم البعض، شكلت ما يمكن أن نطلق عليه «الجيتو الإخواني» الذى ظل محافظا على نفسه ولم تضربه رياح الزواج من خارج التنظيم بعكس قيادات التنظيم الثانى والثالت داخل جماعة الاخوان المسلمين لتتعانق عائلة خيرت الشاطر مع عائلة أبوشادى فى تزاوج ونسب متعدد الأطراف. داخل عائلة الشاطر التى زوجت ثانى بناتها خديجة إلى الصيدلى خالد أبوشادى ابن القيادى الشهير أحمد أبوشادى مسئول قسم مدينة نصر أحد أهم أقسام الجماعة، بالاضافة الى العديد من علاقات النسب داخل الصف الثانى والثالث داخل تنظيم الاخوان لتشكل الجماعة تنظيما عنقوديا من الصعب تفكيكه أو اختراقه أمنيًا.
اضاف نعيم أن زواج الرجل غير الإخوانى من الاخت الاخوانية ظاهرة ملموسة للكبير والصغير والمسلم والقبطى فى الشارع المصرى والعربى، خاصة أنها نشأت من قاع التنظيم، وبعيداً عن رأسه، ما دفع قادة الإخوان إلى إصدار تعليمات بفصل «الأخت» تنظيميا عن «الجماعة»، بناءً على قرار رئيس الشعبة الذى تتبعه كل أخت دخلت فى علاقة نسب مع أسرة غير إخوانية لتتزوج من شخص ليس عضواً فى جماعتها، حيث يرى قادة الإخوان أن زواج الإخوانية من غير إخوانى أو العكس يؤدى إلى هلاك التنظيم.
وفى حين انتشرت هذه الظاهرة فى الأوساط الاجتماعية الإخوانية، لم يتم رصد حالات مماثلة لزواج تنظيميين من خارج إطار الجماعة فى صفوف أبناء قادة التنظيم، وربما يكون السبب أنهم الأكثر حفاظاً على تعاليم الجماعة التى تلزمهم بالزواج من داخلها.فى ظل أن هذا الاسلوب غير متبع نهائيا فى السلفيين والجماعة الاسلامية حيث انهم يبحثون عن الاكثر التزاما فقط. وأشار نعيم إلى أن عفاف سيد محمد المنشقة عن الجماعة، اكدت له فصل كل «أخت» تزوجت من خارج «الجماعة»، وذلك بعد أن فوجئت بصدور قرار فصلها من القسم الدعوى بجماعة الإخوان، وهو قسم منفصل تنظيميا عن القسم السياسى، بسبب زواجها من شاب ينتمى إلى التيار السلفى، وبعدها تم إبلاغى بإخلاء مسئوليتى التنظيمية وتجميد عضويتى داخل «الجماعة»، معتبرة ما حدث معها نتيجة قرارات تعسفية لم تُسمِ المسئولين عن اصدارها.
اما زواج الإخوان الرجال من خارج التنظيم، فهو زواج الأخ من غير إخوانية، الأمر الذى يدعم فكرة الخروج عن دائرة الفكرة والتوحد الوجدانى التى تتبناها «الجماعة» منذ تأسيسها، ويرجع السبب فى ذلك إلى وجود وجهتى نظر داخل بيت واحد فى علاقة مستدامة، ومع الوقت تتطور إلى نوع من التوحد النفسى والوجدانى، وقد ينجح الإخوانى فى إقناع زوجته بأفكار وأهداف الجماعة ليضمها إلى التنظيم أو ينشق الأخ عن التنظيم العنقودى، معلنا الخروج على المسئول، وترك الجماعة، فى حال تأثره بآراء زوجته غير الإخوانية.
وفى كلتا الحالتين وفى ظل التغييرات السياسية نجحت جماعة الإخوان فى الاحتفاظ بخصوصية ذلك التنظيم العنقودى، لكنها فشلت فى السيطرة على المشاعر الإنسانية داخل أعضائها الذين أقسموا على «السمع والطاعة» وهو أحد المبادئ الأساسية فى التنظيم، وفشلت أيضا فى وقف المد الخارجى الذى نجح فى استئصال العديد من الأخوات من داخل التنظيم بزواج شرعى أقره الدين ورفضته جماعة الإخوان.
ومن جانبه اكد الدكتور سيد مختار المنشق عن الاخوان أن العقيدة فى دخول عش الزوجية لأى عضو من جماعة الإخوان المسلمين هى الزواج بأخت من داخل التنظيم، وبإتمام هذه الزيجات يحصل العضو على منصب سياسى تحدده درجة المصاهرة أو النسب فإذا كان يرتبط بعلاقة نسب مع أحد قيادات مكتب الإرشاد سرعان ما تجده يصعد صعود الصاروخ ويلمع نجمه وبمرور الأيام يشغل منصباً رفيعاً داخل مكتب الإرشاد وهذا ما كان يحدث مع أكثر من عضو من أعضاء المكتب الحاليين،
واشار مختار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين اختارت الطالب أحمد فؤاد المراكبى رئيس برلمان جامعة المنصورة فى اللجنة التأسيسية لوضع الدستور ممثلا عن طلاب الجامعات المصرية، وقد أكدت مصادر أنه نجل شقيقة الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة ووالده أمين للحزب نفسه بدمياط لوضع الدستور، وهو ما اعترض عليه قيادات الاتحادات الطلابية على مستوى مصر مشيرين إلى أن ذلك عودة إلى زمن النظام البائد الذى كان يعد تكتلات سياسية من صلات المصاهرة بين أعضاء الحزب الوطنى المنحل وكذلك المقربين من الرئيس المخلوع حسنى مبارك.
وأضاف مختار أن الأغرب من ذلك أن شقيقة الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة وعضو مكتب الإرشاد السابق متزوجة من الدكتور أحمد فهمى الذى سقط بـ«الباراشوت» على كرسى رئاسة مجلس الشورى رغم أن القطب الإخوانى محمد طوسون كان الأقرب وبشدة إلى تولى رئاسة مجلس الشوري، لكن ابن «فهمى» وشقيقة مرسى ذهب إلى خاله «محمد مرسي» وتوسل إليه بأن يتم ترشيح والده لرئاسة المجلس حسب روايات بعض الشباب من داخل حزب الحرية والعدالة الأمر الذى يؤكد أن سياسات الإخوان وحزبها لا تزيد فى كونها امتداداً لسياسات الحزب الوطنى «المنحل» وطريقة تفكيره حتى فيما يتعلق بالحياة الخاصة لأعضائه،
وقال الدكتور مختار استمرارا لمسلسل ضرورة المصاهرة بين أعضاء مكتب الإرشاد ففى مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية تم عقد قران «سارة» كريمة الدكتور محمد على بشر عضو مكتب الإرشاد على المهندس ياسر نجل الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، كل ذلك يؤكد - بما لايدع مجالا للشك - أن العلاقات بين أفراد التنظيم الإخوانى قائمة فى الأساس على مبدأ المصالحة وتبادل المنافع الثنائية، فيسعى أعضاء مكتب الإرشاد لتعميق علاقتهم ببعض عن طريق اتمام الزيجات بينهم، والغريب أن أى عضو داخل الجماعة قبل أن يفكر فى الخطوبة يعرض على المسئول الإدارى التابع له جغرافيا وهو الذى يختار له أختاً من داخل التنظيم وحسب مكانته فى الإخوان يتم اختيار قرينته، ومن هنا نستطيع أن نقول إن هناك زيجات عديدة حدثت داخل التنظيم قامت من الأساس على المصلحة الاقتصادية فقد تزوج حسن مالك القيادى الإخوانى ورجل الأعمال الشهير من جيهان عليوة شقيقة رجل الأعمال والقيادى فى التنظيم محمد عليوة صاحب شركة الحجاز.
وقال ابراهيم سليمان المنشق عن الجماعة الارهابية إن القيادى الإخوانى صبحى صالح، فتح باب الحديث عن زواج البيت الإخواني، حين قال قبل أكثر من عام: ميجيش أخ فلوطة يقوللى اتجوز من خارج الجماعة، طيب والأخت الاخوانية اللى احنا عاملينها دى نعمل بيها ايه «نشحتها» يجب على كل أخ إخوانى أن ينصر الله على نفسه حتى ينصرنا والزواج من اخت يحقق هذا لأنه عندما يتزوج الاخ من أخت إخوانية هايطلعولنا اخوة بالميراث وقال أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير، وقال أيضا أن غير الإخوانية إيمانها ليس مكتملاً ومن ثم لا يجوز الزواج بها حتى ولو كانت متدينة.
صبحى صالح شرع فى فتوى أخرى أنه لا يجوز للإخوانى الزواج بغير إخوانية وهى كلمات صادمة أطلقها فى انتقاد صريح لأبناء الجماعة الذين يتزوجون من خارجها «بدعوى أن غير الإخوانية غير مكتملة الإيمان ومن ثم لا يجوز الزواج منها.
واعتبر «صالح» وقتذاك أن ذلك يؤخر النصر للجماعة، وأن «زواج الإخوة بالأخوات يعمل على بناء مجتمع إخوانى يفرض نفسه على الدنيا» وكانت كلمات «صالح» فى مؤتمر للجماعة بالعباسية يوم 20 مايو 2011.
وأضاف إبراهيم أن الداعية خالد الجندى استند الى بيان الازهر الشريف الذى أكد أن هذا الكلام «ليس بفتوى ولكنه رأى شخصي، فالإسلام أباح الزواج بالنصرانية المختلفة معه فى الملة، فكيف لا يبيح الزواج بالمرأة المختلفة معه فى الفكر السياسى».
وأضاف الجندى «إذا كانت الزوجة إرهابية، فيجب تقديمها للسلطات للعقاب المناسب، والزوج من حقه أن يمنع الزوجة، مما هو ضار بها وبالأسرة والمجتمع، فلماذا لا يمنع الزوجة من لقاء تلك الفصائل التى يراها إرهابية، لماذا لا يُفعّل من سلطاته ويمنعها من الاتصال بهذه الجهات، والمصيبة لو طلقها بلا رابط على المجتمع فيكون ضررها أكبر»، على حد قوله.
ومن جانبه اكد احمد بان الباحث فى شئون الحركات الاسلامية أن الزواج عند الاخوان يعد حركة تنظيمية عنقودية للحفاظ على نسيج الاخوان من التمزق ولكن لم ارصد حالة واحدة منهم تزوج من الاقباط فى ظل ما احله الاسلام من الزواج من الاخت القبطية.
وأشار إلى المصاهرة الاخوانية داعم كبير لدمج ثروات الاخوان لانفسهم دون مشاركة غير الإخوانية لاعتباره غير ملتزم بتعاليم الدين الاسلامى من وجهة نظرهم وعليهم جهاده حتى ينضم الى التنظيم.