السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإسكندرية.. بلد البحر وأولياء الله




لا شك فى أن الكثير ممن قاموا بزيارة مدينة الاسكندرية  واستمتعوا بالسير على الكورنيش وصادفه الحظ إلى أن يستمع إلى كلمات مثل سيدى المرسى أبى العباس،  وسيدى بشر وسيدى جابر وأحمد العجمى وسابق شيحة، والقليل فقط هو من يعرف معنى هذه الأسماء والتى تشير إلى عدد كبير من اولياء الله اشهرهم والمعروف لدى غالبية المصريين «سيدى بشر».
وتمثل تلك الاضرحة اهميةكبرى لدى أهل مدينة الإسكندرية، وتعدُل أهمية البحر عندهم فهم أولياء الله الصالحون الذين يلجأون إليهم فى أوقات الشدة ، ويدعون الله ويتضرّعون إليه فى مساجدهم وأضرحتهم؛ لينصرهم الله ببركتهم وبعطر وعبق تاريخهم وإيمانهم، كما أنهم فرحة كبيرة للأطفال عندما يحتفلون بموالدهم كل عام، وهى الموالد التى تُحوّل عروس البحر إلى كرنفال كبير ينشر البهجة والسرور بين الجميع، الكبار قبل الصغار، لذا يمكن القول بكل اطمئنان وواقعية إن الإسكندرية تعيش فى فيوض محبّة وكرم وتصوّف هؤلاء الأطهار طيبو السيرة، وفى حمايتهم أيضا، وهنا نأخذك فى جولة سريعة إلى حدود وسيرة وتجمّعات حراس وحماة عروس البحر المتوسط.
أحمد العجمى.. «كاره النساء»
ضمن هذه الأضرحة التى تضم حراس الإسكندرية وحماتها من أولياء الله، ضريح سيدى أحمد العجمى، المتواجد فى شاطئ الدخيلة – فى وسط البحر – ويحتفل به مريدوه منذ قرابة 52 عاما، ويعود سبب تواجد ضريح الشيخ فى عرض البحر إلى وفاته بينما كان قادما من المغرب إلى الإسكندرية قرب الشاطئ، على جزيرة بالبحر وقف للاستراحة عليها، وسُمِّيت منطقة العجمى على اسمه، ومما يعرف من كرامات الشيخ أنه لم يكن يحب النساء، لذا كانت مراكب السيدات التى تذهب إلى ضريحه تغرق وسط الطريق، لذلك تم منع النساء من الذهاب إلى الضريح أو المسجد.
الرحال.. «ضريح فى منطقة عسكرية»
هناك ضريح آخر فى عرض البحر، تحديدا فى شاطئ المعمورة، وهو لسيدى أحمد الرحال، ولكن لا يذهب إليه الكثيرون فقط يذهب إليه رجال وقيادات وشيوخ الطرق الصوفية لوضع الكسوة السنوية وقراءة الفاتحة، وذلك لوجود القاعدة البحرية العسكرية بالقرب من الضريح.
سيدى بشر.. القادم من الاندلس
ومن المساجد الشهيرة والأثرية والتى يهيم بها المتصوّفة ومحبّو أولياء الله أيضًا، مسجد سيدى بشر، والمسمى يأتى نسبة إلى الشيخ بشر بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن بشر الجوهرى، وهو من سلالة “آل بشر” الذين وفدوا على الإسكندرية فى أواخر القرن الخامس الهجرى، مع من جاء من علماء المغرب والأندلس فى تلك الفترة، واشتهر بين الناس بصلاحه وتقواه، وقد توفّى فى الإسكندرية عام 528 هجريا، ويتوافد على هذا الضريح والمسجد المئات من المصلين لقضاء صلاة العشاء والتراويح فى شهر رمضان.
سيدى جابر.. 150عاما من الاحباب والمريدين
أما مسجد سيدى جابر الشيخ فيقع فى الحى المسمى باسمه فى مدينة الإسكندرية، والذى يقع فيما بين محطة الترام وشارع بورسعيد، وكان المسجد فى البداية عبارة عن زاوية صغيرة تم بناؤها فى منتصف القرن التاسع عشر الميلادى، قبل أن تتمّ عليها العديد من عمليات التطوير والتوسعات التى وصلت بالمسجد إلى حجمه ومعماره الحاليين، ويعد الآن من أكبر وأشهر المساجد التى تستقبل كثيرين من المريدين والمحبين والمتصوفين لحضور الاحتفالات الدينية والنفحات الروحانية.
بن شيحة .....صاحب القنديل
ومن بين أصحاب الأضرحة التى يشتهر أصحابها وسط الصوفية بالكرامات، سيدى محمد سابق بن شيحة الذى عرفت عنه خلوته العامرة بالوافدين عن طريق البحر، حيث كان يوقد قنديل ينير الطريق للمسافرين، وذكره المقريزى: «أن من كان يقف بكوم الناضورة يرى قنديل الشيخ «سابق» وخلوته الموجودة على ربوة مرتفعة عن الأرض أمام البحر بمنطقة سوق الجمعة، ودفن بخلوته ومسجده وساحته أسفل الخلوة،  ومما يعرف عنه من كرامات وجود نبع بئر لا ينضب من الماء فيه شفاء للمرضى».
جدير بالذكر أن الإسكندرية توفى ودفن بها 5 من الصحابة، إلا أن قبورهم قد فقدت مع  الزمان واختفت آثارها ومعالمها، والصحابة هم «برتا بن الأسود بن عبدشمس القضاعى»، الذى شهد فتح مصر وقتل يوم فتح الإسكندرية، و«بتيع بن عامر الحميرى»،  وتوفى بالإسكندرية ، و«سفيان بن هانى جير أبوالجيشانى المصرى»، شهد فتح مصر ومات بالإسكندرية، و«سُرّق بن أسيد»، و«المستور بن شداد بن عمرو الفهرى القرشى المكى»، الذى شهد فتح مصر.
ودفن بالإسكندرية 2 من كبار التابعين، هما عبدالرحمن بن هرمز، الذى يحمل اسمه مسجد بمنطقة رأس التين، والتابعى المحدث يعقوب بن عبدالرحمن، وله ضريح يحمل اسمه بجوار مبنى المحافظة القديم بالإسكندرية.