السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الساعات الأخيرة فى مفاوضات غزة




كتب - أحمد قنديل - أميرة يونس

انتهت هدنة 72 ساعة فى الواحدة من صباح اليوم بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى حيث عقد أمس الجولة الثانية من المفاوضات واستمرت لاكثر من 8 ساعات  عقب وصول الوفد الاسرائيلى للمرة الثانية الى القاهرة بعد عرض نتائج المباحثات على رئيس الوزراء الاسرائيلى والمجلس الوزراى المصغر.  
وقالت حركة حماس عبر القيادى بالحركة الدكتور اسماعيل رضوان: إن الاربعاء كان  الجلسة النهائية لتقييم مباحثات القاهرة والحصول على الرد النهائى من وفد الاحتلال ولو تم التوصل الى اتفاق سوف يعلن من القاهرة عن هدنة شاملة  وحال لم يحدث  فإن الوفود ستغادر القاهرة عقب انتهاء مفاوضات اليوم الكامل  للتشاور مع قياداتها السياسية لبحث الرد على ماتم توصل اليه بالقاهرة.
ومن جانبه قال عزم الاحمد رئيس الوفد الفلسطينى التفاوضى بالقاهرة: نأمل فى التوصل لاتفاق فى ختام ايام الهدنة على الرغم من سيطرة بعض افكار الانقسام على عناصر من الوفد.
وكشف مصدر فلسطينى مطلع أنه فى حال التوصل الى اتفاق مساء امس الاربعاء سوف يتناقش كل طرف مع قيادته والرد عاجلا لاعلان وقف اطلاق نار شامل على أن يعقبه محادثات بين الجانب المصرى والفلسطينى بخصوص معبر رفح  واذا لم يتم التوصل الى شىء سوف تعود الامور الى ما بدأت به.
وعلى الرغم من  بطء المفاوضات مع الجانب  الاسرائيلى من اجل التوصل لوقف لاطلاق النار فى اطار الجهود لتوصل لتهدئة طويلة الامد. الا أن الجانب المصرى يحاول التوصل الى اتفاق عاجل وقدم اقتراحا يشمل خطة لرفع الحصار المفروض على القطاع تدريجيا.
وتنص هذه الخطة على وقف اسرائيل لغاراتها الجوية على اهداف فى القطاع وانشاء منطقة عازلة على حدود القطاع مع اسرائيل على انه سيتم تقليصها تدريجيا
كما ينص الاقتراح المصرى على تأجيل البحث فى مطلب اسرائيل جعل القطاع منطقة منزوعة السلاح ومطلب حماس برفع كامل للحصار الى مرحلة لاحقة.
 وقال المصدر الفلسطينى: إن المحادثات التى جرت امس الاربعاء  على مدار اليوم ستكون مفاوضات الفرصة الاخيرة لان الشعب الفلسطينى لا يستطيع الاستمرار بالخضوع لمحاولات اسرائيل ابتزاز المفاوض الفلسطينى  بينما قال مصدر فى حركة حماس إنه لم ينجز امس تقدم ملموس فى المحادثات وان الهوة بين موقفى الطرفين لا يزال واسعا.
من ناحيته قال عضو المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعضو الوفد المفاوض فى القاهرة عزت الرشق إن الوفد الفلسطينى متفق على عدم الإدلاء بتصريحات إعلامية أو الخوض بتفاصيل ومجريات المفاوضات الدائرة فى القاهرة وأرجع الرشق ذلك  للمصلحة العامة.
  وكشف مصدر سياسى إسرائيلى لصحيفة معاريف العبرية أن إسرائيل وافقت على غالبية تفاصيل الاتفاق لوقف إطلاق النار، وأن الجميع بانتظار رد قائد كتائب القسام» محمد ضيف»، قائلا أنه تم إنجاز اتفاق مع حركة حماس والوفد الفلسطينى يريد التوقيع على هذا الاتفاق، ولكن يجب حصوله على موافقة الذراع العسكرية لحركة حماس أولا، وأن محمد ضيف هو الذى سيقرر ما إذا ستكون هناك تسوية بعيدة المدى أم لا.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية» بنيامين نتانياهو» كان قد التقى يوم أمس فى محادثات شخصية مع عدد من الوزراء فى المجلس الوزارى المصغر، بينهم أفيجدور ليبرمان ويائير لبيد ونفتالى بينيت وتسيبى ليفنى جلعاد أردن، وأطلعهم على حصول تقدم فى المفاوضات غير المباشرة فى القاهرة، وذلك تمهيدا للتوقيع المحتمل على الاتفاق الذى تجرى بلورته الآن.
أضافت معاريف أن الاتفاق قد يتضمن تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة، وتسهيلات فى الحركة على المعابر، ودون نزع أسلحة فصائل المقاومة الفلسطينية كما اشترط  نتانياهو قبل أسبوعين.
وكانت قد أعلنت كل من مصر وإسرائيل فى وقت سابق عن حصول تقدم فى الاتصالات بين الطرفين، بيد أنه كان هناك خلاف حول الجدول الزمني، كما جاء أن مصر رفضت نقل المطلب الإسرائيلى بنزع أسلحة المقاومة إلى الوفد الفلسطيني، على اعتبار أن أساس المفاوضات هو وقف إطلاق النار.
وفى السياق ذاته أعلن وزير الخارجية الإسرائيلى « أفيجدور ليبرمان» فى حديث أدلى به لصحيفة جيروزاليم بوست أن  مبادرة السلام العربية، التى قدمتها السعودية، اصبحت اليوم ذات مغزى وواردة اكثر من ذى قبل وانه يفضلها على اى اتفاق سلام منفرد مع الفلسطينيين لما لها من مميزات كثيرة  خاصة بعد أن أصبح حجم المصالح المشتركة أكبر مما كان عليه الوضع قبل عقد من الزمان بين إسرائيل والعالم العربى المعتدل، مشيرا إلى أن نزاع إسرائيل ليس مع الفلسطينيين فقط ولكن مع العالم العربى.
أضاف ليبرمان أن التخلص من حركة حماس شرط ضروري لأى مفاوضات سلام معتبرا ان احياء العملية السياسية سيظل غير وارد مع استمرار «حكم حماس» فى قطاع غزة ونفوذها الكبير فى الضفة الغربية.
وقال ليبرمان إنه لا يمكن لإسرائيل ان تعول على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، متهما إياه بأنه فاقد للشرعية منذ عام 2006 وطالب المجتمع الفلسطينى بإجراء انتخابات جديدة فى السلطة الفلسطينية بعد تقويض اسس حركة حماس.
كما أعرب ليبرمان عن معارضته لتضامن مواطنين اسرائيليين مع حماس خلال ايام المعركة، وطالب بسحب الجنسية الاسرائيلية من كل من يقوم بالتظاهر تضامنا مع حماس.وفيما يخص مطلب حماس بإنشاء ميناء بحرى فى غزة  قال ليبرمان: إن الغرض من هذا المطلب هو الالتفاف على المراقبة على ادخال الوسائل القتالية والمقاتلين الى القطاع.
وأكد ليبرمان أنه لا يمكن التوقيع على اتفاق مع حركة حماس، مضيفًا أنه يدعم الذهاب لحسم المسألة عسكريًا حتى لو كان الثمن حدوث تصعيد كبير، مشددًا على ضرورة عدم إنهاء المعركة دون عودة جثث الجنود.
وعاد ليبرمان ليهدد خلال مؤتمر جمعه برؤساء المجالس المحلية أن حماس إن لم تعد جثتى الجنديين المختطفين فستتلقى بالمقابل جثث قادتها إسماعيل هنية ومحمد الضيف وباقى قادتها، منوهًا إلى أنه «لا يمكن الموافقة على إنهاء المعركة دون تلقى هذه الجثث».
وتابع «فى حال انهيار التهدئة الحالية منتصف هذه الليلة دون التوصل لاتفاق فلا يجب التهديد برد عنيف ولكن يجب الذهاب لحسم المسألة عسكريًا حتى النهاية ومرة واحدة وإلى الأبد فلا يمكن احتمال حدوث حرب كل عدة سنوات».
وعلى الجانب الفلسطينى أكد عضو من الوفد الفلسطينى، لمباحثات التهدئة أن المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى تتم بجدية كبيرة، وأن هناك تقدما فى بعض القضايا، وربما يتم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق نار شامل غداً إذا أبدت إسرائيل المرونة اللازمة حول بعض القضايا. وأشار عضو الوفد - الذى فضل عدم ذكر اسمه - عقب اختتام جلسات اليوم الثانى من المفاوضات غير المباشرة  بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى والتى تعقد برعاية مصرية أن الوفد الفلسطينى سيعقد اجتماعا لدراسة إطار لاتفاق قدمته مصر للطرفين، وسنرد عليه، وستظهر الصورة النهائية لإمكانية توقيع اتفاق وقف إطلاق نار شامل من عدمه عقب جلسات الأربعاء بعد أن يعرض علينا الرد الإسرائيلى.
وأوضح أن إطار الاتفاق يتضمن فتح المعابر وتدفق المساعدات عبر المعابر الواصلة لقطاع غزة وإعادة إعمار غزة وتدفق أموال الرواتب إلى غزة عبر السلطة وتضييق مساحة المنطقة العازلة الحدودية، وتوسيع مناطق الصيد لمسافة أكبر من 6 أميال .
وقال عضو آخر فى الوفد الفلسطينى إن الاتفاق الحالى يشابه الى حد كبير اتفاق 2012 فيما عدا قضية الرواتب التى تسمح بها اسرائيل لأول مرة ووجود منطقة عازلة حيث لم تتواجد تلك المنطقة فى اتفاق 2012 مشيرا الى ان اسرائيل تصر على الاحتفاظ بتلك المنطقة تخوفا من قضية الانفاق ولسلامة مستوطنيها.
وأوضح ان الاتفاق هو مرحلى وسيتم طرح نقاط الخلاف المتعلقة بالميناء والمطار والاسرى والجنود  الاسرائيليين ونزع سلاح المقاومة الى جولات اخرى بعد الانتهاء من تطبيق الاتفاق وتنفيذه عمليا على الارض.