الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قصص بطولية لـ«نساء ينحتن فى الصخر»




قصص بطولة يومية تسطرها المرأة المعيلة فى المناطق العشوائية، رغم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التى تواجهها كل طلعة شمس.
فى السطور التالية، تلقى «روزاليوسف»، الضوء على بعض النماذج النسائية اللاتى يعلن أسرهن، فيما تنفرد بنشر دراسة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، تظهر أن دخل  55 ٪ فى المائة من الأسر التى تعولها نساء يقل عن 2000 جنيه سنويا. 
«كل طلعة شمس أقوم اشترى قوالح الذرة، وابدأ تحضيرعدة الشواء، فى الشارع طوال النهار، عشان اوفر مع زوجى مصاريف العيال، عشان يكملوا تعليمهم، وميبقاش مستقبلهم زى ابوهم وأمهم، متمرطين عشان لقمة العيش»،هكذا تبدأ «أم محمد»،(54 سنة) بائعة السمك، بعزبة النخل، يومها، لتساعد فى تحسين دخل أسرتها.
تقول أم محمد: «فى أغلب الاحيان، حركة البيع بتكون قليلة، لكن الصبر مفتاح الفرج، واحيانا اشترى لى قفص تين شوكى ابيعه للزباين عشان يساعد فى المصاريف، بس كل تفكيرى وخوفى بيكون من المرض، لأن الواحد مننا لوتعب يوم واحد، مصاريف البيت كلها تتلخبط».
قصة تحد أخرى تسطرها الشابة «أحلام» الحاصلة على بكالوريوس التجارة، وتعمل بائعة متجولة فى المترو، التى نزلت إلى سوق العمل فور  وفاة والدها، تقول: «نزلت سوق العمل فلم أجد اى عمل سوى ان أشترى حجم بضاعة صغير مناديل وميدليات وولاعات، أبيعه لركاب المترو رغم انى خريجة كلية التجارة، عشان أقدر أصرف على نفسى وعلى والدتى وندفع ايجار الشقة».
«أحلام»، تواجه الكثير من الصعوبات والعقبات يوميا ولكنها لاتملك إلا أن تصبر عليها، تضيف: «أعمل ايه، لازم اصبر حتى أجد فرصة عمل افضل تحفظ لى كرامتى وتحمينى من المضايقات والبهدلة، فى المواصلات من عديمى الاخلاق والادب»، على حد تعبيرها.
أما «صباح» بائعة الخضرة، التى فقدت زوجها، فتقف بقفصها منذ السادسة صباحا، حتى تبيع ما تيسر لها من «جرجير وفجل وخلافه»، تقول: «الحال ماشى وكل حاجة الحمد لله بس المشكلة بتظهر لما التجار الكبار بيغلوا علينا سعر الخضرة والزبائن لا تتفهم أن هذه الزيادة خارجة عن ارادتنا، ويتهمونا بالجشع ويمتنعوا عن الشراء مننا».
ارتفاع الاسعار ـ كما تقول صباح ـ» يؤثر على فى دفع الأجرة الشهرية للأوضة اللى بسكن فيها، وياريت يلتزم التجار بسعر معين ومايزودوش السعر كل شوية، عشان نعرف نبيع ونرتب مصاريفنا الشهرية انا وعيالى التلاتة على هذا الأساس.
ورغم قصص النجاح التى تسطرها المرأة المصرية المعيلة، جاءت دراسة أجرتها الدكتورة «نادية حليــم» الخبيرة بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية ، بما لاتشتهى النساء، إذ أظهرت الدراسة الميدانية، أن دخل 55% من الأسر التى تعولها النساء ينخفض عن 2000 جنيــه فــى الســنة، مقابل 20% من الأسر التــى يعولهــا الرجــال وأن الدراسة تناولت ظاهرة الإعالة النسائية فى محيط أكثر الفئات معاناة من الناحية الاقتصادية وهم سكان العشش، ووجدت أن الطلاق والترمل سببان رئيسيان لهذه الإعالة، كما أن الأمية ونقص المهارات يدفعان نساء العشوائيات خاصة اللاتى لا يعلن أسرا للعمل فى القطاع غير الرسمى فى أعمال تتصف فى أدنى السلم، غير منتظمة ولا تدر دخلا كافيا، كما تشترط ساعات عمل إضافية.
وكشفت الدراسة، أن فرص عمل النساء فى هذه الأعمال تعتمد على الظروف الصحية والمرحلة العمرية للمرأة، موضحة أن نساء تلك الفئة لا يملكن القدرة على الخروج من دائرة الفقر بالنظر إلى افتقادهن للوعى بالكثير من الحقوق أو إجراءات الحصول على تلك الحقوق مثل حق النفقة لهن ولأزواجهن من الأزواج الذين يتخلون عنهن.. الدكتورة «مديحة الصفتى»،أستاذ الاجتماع بالجامعة الأمريكية، توضح أن المرأة فى العشوائيات تضطر لإعالة أسرتها بسبب عجز أومرض الزوج،وايضا  عندما يكون زوجها بلطجيا فيجبرها على العمل ليحصل على أجرها لينفقه على مزاجه الخاص.
تقول: «هنا تتحمل المرأة المسئولية كاملة، وتحاول جاهدة أن تجعل من أبنائها أعضاء صالحين فى المجتمع وتعلمهم حتى يكون لهم شأن ومستقبل أفضل،لكن قد تضطر الأم إلى تسريب أولادها من المدارس ليعملوا فى مهن متدنية لمشاركتها فى مسئولية الأسرة،وهو ما يتكرر عند كثير من هذه الأسر التى تسكن العشوائيات.