الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«العصفورى»: كان يجب أن يعتذروا من البداية




شهد المهرجان القومى للمسرح أزمة حقيقية مع بدء فعالياته وذلك بعد اعتذار عدد من النجوم والعروض عن المشاركة بالتسابق وكان أول هذه الاعتذارات الفنان أحمد فؤاد سليم الذى اعتذر من الأساس عن المشاركة بالتمثيل فى عرض «المحاكمة» ضمن فعاليات المهرجان واضطر مخرج العرض طارق الدويرى عن القيام بدوره أمام أشرف عبد الغفور، بعدها تقدم فريق عمل مسرحية «اللى بنى مصر» بالكامل ببيان رسمى يعلنون فيه أنهم خارج التقييم والمسابقة الرسمية وعلى رأسهم كان بطل العرض الفنان محمود الجندى ومدحت تيخة وسمر علام وهشام اسماعيل ومهندس الديكور حازم شبل ومخرج العرض إسلام إمام، وأخيرا كان اعتذار محمد رمضان بطل مسرحية «الدخان» عن المشاركة بالمسابقة ، وكان هناك توجه عام فى إعتذار هؤلاء هو رفضهم المشاركة فى مسابقة عامة تجمع الهواة بالمحترفين وعن ذلك قال مخرج عرض «اللى بنى مصر» إسلام إمام: اتفق أبطال العمل جمعيا على قرار الاعتذار الرسمى عن المشاركة بالمسابقة الرسمية للمهرجان لأنه فى رأينا لا توجد معايير ضابطة لاختيار عروض المسابقة الرسمية من البداية فعلى سبيل المثال كيف يتم وضع عرض لفرقة الرقص الحديث من دار الأوبرا مع عروض لمسرح الشارع والهواة ونوادى المسرح إلى جانب عرض من إنتاج المسرح القومى فليس هناك سياق حاكم فى الاختيار من الأساس وبالتالى ستكون معايير التحكيم خاضعة لأهواء اللجنة، لذلك كان لدينا اقتراحان الأول إما أن يكتفى المهرجان بعمل بانوراما لعروض المسرح التى انتجت على مدار العام من جميع الجهات لمدة شهر كامل بلا جوائز أو تحكيم ويقتصر على التكريمات فقط وتكرم مثلا الجهات المنتجة للعروض لكن دون عمل جوائز مالية أو تقييمات جزافية وأضاف: أما الاقتراح الثانى والأهم هو ألا يقام المهرجان فى القاهرة فقط بمعنى أنه لابد من إقامته بالمحافظات لأن المسرح يجب ألا يكون معنيًا بمخاطبة جمهور القاهرة طوال العام ثم أثناء المهرجان وبنفس العروض فلماذا لا تسافر هذه العروض بمحافظات أخرى حتى تتم مشاهدتها بجمهور مختلف ولا يجب أن نفتعل حجة فقر هذه المحافظات فى مسارحها لأنه على سبيل المثال فى مهرجان «أفنيون» يقيمون مسارح فى كل الأماكن بساحات الشوارع والمدارس والجراجات والكنائس وتقدم 800 فرقة هاوية عروضها إلى جانب هؤلاء يقدم المهرجان ضيوف شرف مثل بيتر بروك وغيره وبالتالى يضع المهرجان دائما الكبار فى مستوى مختلف عن عروض الشباب حتى ولو لم تكن فكرته قائمة على التسابق.
وعن فكرة تقسيم الجوائز إلى هواة ومحترفين قال إمام: من البداية طرحنا هذه الفكرة بأننا نريد تقسيم الجوائز إلى هواة ومحترفين لكن المسألة فى كل مرة لا تكتمل وبالتالى أجد فى مبادرة الفنان أحمد فؤاد سليم بالاعتذار عن المشاركة من الأساس رسالة واضحة لابد أن تصل للقائمين على المهرجان.
أما سامح بسيونى مخرج عرض «الدخان» فيقول :
لم أعتذر عن المشاركة بالعرض أو كمخرج لكن الذى اعتذر فقط هو الفنان محمد رمضان بطل العمل وهذا رأى أحترمه لأنه فى النهاية حر فى اختياره لكننى رغم قبولى الدخول ضمن التسابق فإننى معترض على اختيار لجنة تحكيم المهرجان التى تضم فى عضويتها محمد شفيق وداليا بسيونى فهما فى رأيى غير متخصصين وغير أكاديميين ولا أعلم على أى أساس تم اختيار هذه اللجنة فكان لابد من الاستعانة بأشخاص أقوى وأكثر احترافا من هؤلاء.
وبالرغم من تأييد المخرج المسرحى سمير العصفورى لفكرة ضرورة تقسيم الجوائز إلى مستويين هواة ومحترفين إلا أنه كان له رأى آخر فى مسألة الاعتذار حيث قال :
لن اتحدث عن المهرجان القومى للمسرح لكننى سوف اتحدث عن نظام المهرجانات بجميع أنحاء العالم والتى تقدم عروضا متنوعة وبمستويات مختلفة فهذه المهرجانات تقيم مسابقة للمحترفين وهم الذين «يقتاتون على مهنة المسرح» بمعنى أن يكون المسرح هو مهنتهم وصنعتهم الأساسية فى المقام الأول وذلك بغض النظر عن مستواهم سواء كان مرتفعًا أو منخفضًا لكن هو فى النهاية ممثل محترف، ثم المستوى الثانى يكون الهواة وهم من يقدمون المسرح من حسابهم الشخصى ويعملون تحت ظروف إنتاجية صعبة وبالتالى تتم وضع شروط للمنافسة بين الهواة وشروط أخرى للمنافسة بين المحترفين .
ويقول: أما هنا فى المهرجان القومى للمسرح فهناك مسألة من الخلط بين العروض وبالتالى تحدث أشياء مثيرة للشك وتثير أيضا مشاكل وانقلابات، أما فيما يتعلق بالعروض التى تقدمت بالاعتذار فى الوقت الحالى أرى أن هذا كان لا يصح القيام به خلال هذه الفترة فكان يجب الاعتذار من البداية إلى جانب أن فرق البيت الفنى للمسرح مشاركة كمؤسسة مسرحية تحت قيادة رئيسها وهو الذى تعهد أمام المهرجان بمشاركة هذه العروض فلا يجب أن تخرج عروض البيت الفنى بقرارات فردية وذلك من باب الالتزام الأخلاقى والعملى لأنها يجب أن تتعامل معاملة المؤسسات فمن وافق على المشاركة من البداية من غير المقبول أن يعتذر فى هذا الوقت الحرج لأن هذه الاعتذارات تسبب حالة من الفوضى بالمهرجان كما أننا بالمهرجان القومى للمسرح نريد مشاركة كل الفرق الفنية لأنه فى النهاية هذا شىء جيد للجميع يجب ألا نحرم منه وهذا لا يمنع من ضرورة النظر فى لائحة المهرجان العام القادم حتى يتم وضع ضوابط للعروض المشاركة.
كذلك قال المخرج المسرحى عصام السيد:
أعتقد أن هذه الانسحابات كان يجب أن تقدم قبل وضع جدول المهرجان وأذكر أننى فى أحد الدورات السابقة عندما شاركت بعرض «أهلا يا بكوات» اعتذرت عن المشاركة بالمسابقة كمخرج بشكل فردى وكان معى الفنان حسين فهمى وعزت العلايلى لكن العرض شارك بشكل عام بالمسابقة الرسمية، والحقيقة أرى أنه فى كل الأحوال ستواجهنا مشاكل بهذه المسألة سواء تم عمل تسابق وتصنيف بين الهواة والمحترفين أو لم نقم بهذا التصنيف لأنه سبق وتقدمنا بهذا الاقتراح فى إحدى السنوات التى ألغيت بها دورة المهرجان ووقتها اعترض المستقلون على وضعهم مع الهواة وطالبوا أن يكونوا بقائمة المحترفين ، أما إذا تم إلغاء المسابقة من الأساس فستواجهنا أزمة أخرى وهى عدد العروض المشاركة ونوعيتها لأنه دائما ما ترغب كل العروض فى المشاركة فكيف سيتم اختيار العروض ووضع آلية وضوابط لمشاركتها بالمهرجان.
ويضيف: بعد انتهاء هذه الدورة سوف تجتمع لجنة المسرح اجتماعات متعددة لبحث تغيير أشياء كثيرة بلائحة المهرجان فنحن فى كل الأحوال لدينا خطة لعمل تعديلات عديدة منها مثلا ضرورة عمل جولات لعروض المهرجان بالمحافظات لأنه ليس له معنى أن تقام كل العروض والفاعليات بالقاهرة فقط وتحرم المحافظات من هذه العروض.