الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

نجاح «الفيل الأزرق» شجعها من جديد.. الأعمال الأدبية تعود لإنعاش الشاشة الذهبية




تحقيق - آية رفعت

منذ ما يزيد على 8 سنوات لم تقدم السينما المصرية فيلما مأخوذا  عن رواية أدبية على الرغم من كثرة الاعمال القصصية الناجحة التى كتبت خلال الفترة الماضية والتى كان من الممكن ان تقدم بشكل جيد فى الافلام السينمائية بدلا من القصص التى وصفها الجمهور بأنها هزيلة خاصة أن آخر هذه الأفلام التى جسدت روايات كان «عمارة يعقوبيان» الذى تم عرضه عام 2007.
ويعد فيلم «الفيل الازرق» للفنان كريم عبد العزيز والمأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب احمد مراد هو الفيلم الاول بعد فترة غياب عن الاعمال التى تحمل طابعا روائيا وبعد تحقيقه لايرادات عالية وصلت لـ5 ملايين فى اسبوع عرضه الاول تشجع عدد من المنتجين على الاقدام على هذه الخطوة بقوة طالما نجحت مع الجمهور فبدأ الفنان احمد حلمى والكاتب ايمن بهجت قمر وضع اللمسات النهائية لتقديم فيلم «تراب الماس» لرواية تحمل نفس الاسم لاحمد مراد ايضا والتى سيقوم ببطولتها الفنان احمد حلمى وجارى الاتفاق مع باقى فريق العمل. بالاضافة إلى تحضير المنتج محمد حفظى والمخرج شريف البنداوى لفيلم «اوضتين وصالة» المأخوذ عن رواية للكاتب ابراهيم اصلان والتى تعاقد على تقديمها الساحر محمود عبد العزيز خلال آخر شهر اكتوبر القادم.
وعن اسباب غياب الافلام الماخوذة عن روايات أدبية قالت الناقدة خيرية البشلاوي:» هناك عنصرين اساسيين لنجاح الفيلم المأخوذ عن الرواية اولا ان تكون الرواية ذات قيمة ومرتبطة بالناس والاشخاص والبيئة والمجتمع المحيط. والعنصر الثانى يتمثل فى سيناريست يستطيع ان يحولها لفيلم ملموس ومخرج يحول الشخصيات والاحداث لصورة قيمة تظهر للناس ويتم استيعابها.والعنصر الاخير يجب ان يتم توافره فى اى فيلم ناجح وليس الفيلم الروائى فقط. وفكرة استخدام الرواية فى السينما موجودة منذ نهاية القرن الـ19 مع بداية ظهور الصور المتحركة وحتى الان، ومن انجح الاعمال واثقلها وزنا وقيمة هى التى تعتمد على الرواية حتى ان اغلب جوائز الاوسكار تذهب لاعمال ادبية فعلاقة السينما بالادب تعتبر مثل الزواج الكاثوليكي».
وعن سبب غياب الادب عن السينما الفترة الماضية قالت البشلاوي:»ان الافلام المصرية اعتمدت فى السنوات الاخيرة على الاقباس الرخيص فقط من الافلام الاجنبية فنجد المؤلف يقتبس النص ويقول انه ملكه بكل (بجاحة) فللاسف نحن لسنا جادين ف يالتعامل مع الفيلم على انه وسيلة تثقيفية ترفيهية.. ولكننا نتعامل معها على انها سلعة ترفيهية ووسيلة للتسلية وجنى الايرادات فقط.فنحن حولنا علاقة السينما بـ»قلة الادب» اكثر من علاقتها بالادب».
وترى الناقدة ماجدة موريس ان بناء الفيلم على قصة روائية تعطى له ثقل وثراء وتعطى له تفاصيل ومساحات من الابداع وقصص وشخصيات عديدة يستطيع المؤلف الجيد التحكم بها وتسخيرها لتقديم فيلم متكامل حيث انه سيعطى له خطوط ومحاور كثيرة يناقش فيها واضافت قائلة:» من اهم اسباب ضعف السينما انها ظلت لاعوام عديدة تغفل عن الاعمال الادبية رغم اهمية الاعمال التى قدمت طوال الفترة الماضية رغم ان من اهم الاعمال التى قدمت فى تاريخ السينما المصرية والعالمية كانت تبنى على قصص ادبية قوية.. ولكنى لا استطيع اللوم على السينمائيين فقفط ولكن المشكلة فى ازمات الانتاج التى جعلتهم يتخلون عن تقديم هذه الاعمال لما تتطلبه من مجهود وتكاليف عالية لتظهر بشكل مناسب، واكتفى السينمائيون فى السنوات الماضية بتقديم الافكار الجديدة المواكبة للمجتمع الجديد لتكون تكلفتها اقل ن غيرها من الافكار الادبية الثرية، خاصة وان ميزانية الانتاج كانت ضئيلة جدا ويتم الاهتمام بالنوعة التى تجنى الايرادات بشكل اكبر. واكبر دليل على ذلك هو عدم وجود مساحة للافلام الجيدة او ذات المضمون فى الثلاث سنوات الماضية حيث انسحب المنتجون الكبار وتركوا الساحة للسبكى ليقدم افكاره وحده دون وجود اى منافسة بالاضافة إلى دخول منتجين غير معروفين للمجال لغرض التربح فقط».
وأكملت موريس قائلة:» لا انكر ان نجاح رواية الفيلم الازرق قد يشجع عددا من المنتجين على اعادة تقديم الروايات السينمائية من جديد خاصة وان تاريخنا مليء باعمال سينمائية ادباء عظام مثل يوسف السباعى واحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ. ولكنى اعتقد ان سبب ظهور هذا الفيلم على الشاشة هو علاقات مروان حامد المخرج والذى تحمس لتقديم الرواية بنفسه ومن ثم قام بالبحث عن المنتج الذى يتحمس لها واعتقد انه لو لم يكن حامد هو من سعى وتحمس لها لم تكن ستقدم كفيلم  ناجح لتخوف المنتجين من الخسارة».
بينما يرى المنتج والكاتب د. محمد العدل ان وجود قصة روائية يبنى عليها الفيلم تعطى عمود فقرى صلب يتم عليه بناء العمل الفنى بشكل سليم.. وليست الادبية فقط بل ايضا القصص المكتوبة خصيصا للسينما والتى تكتب بشكل ورؤية سينمائية تعطى للفيلم بعدا وقيمة جيدة واضاف قائلا: «من مميزات استخدام الروايات فى السينما هو ان يكون لديكى خطوط درامية واحداث عريضة تعطى الفرصة للسيناريست ان يقدم كل ما هو لديه من ابداع مثلما تم فى فيلم «ابى فوق الشجرة» والمأخوذ عن قصة قصيرة فى مجموعة لاحسان عبد القدوس وتم بناء فيلم باحداث عديدة عليها والعكس صحيح، فالرواية ليس بشرط ان تكون مرتبطة بالفيلم وكل احداثه مطابقة لها ولكن المه الخط الدرامى والشخصيات التى تنجح العمل».
وعن اختفاء الادب من السينما المصرية قال العدل انه لا يوجد فيلم مصرى من الاصل حتى تختفى منه القصة الروائية فالافلام كانت فى غيبوبة ولا ترتقى لمستوى الافلام الا القليل منها.