الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى




 كتب - أحمد قنديل وأميرة يونس
انطلقت مساء أمس المفاوضات غير المباشرة بين الوفد الفلسطينى والوفد الاسرائيلى فى اطار الجهود المبذولة للتوصل لتهدئة شاملة طويلة الامد بوساطة مصرية حيث من المقرر ان تنتهى اليوم الهدنة التى اعلن عنها قبل خمسة ايام وبحسب كل المؤشرات والتوقعات فإن امكانية التوصل لاتفاق ضعيفة للغاية.
وكشف مصدر فلسطينى مطلع أن مطالب الوفد الاسرائيلى تكمن فى الحرص على المصالح والاحتياجات الأمنية الإسرائيلية على حد قول الاذاعة الاسرائيلية.
بينما يصر  الجانب الفلسطينى خاصة حماس على أن يكون تنفيذ البنود المطروحة على طاولة المفاوضات بشكل فورى فى إطار فك تام للحصار عن القطاع.
وكان الرئيس الفلسطينى محمود عباس قد صرح بأنه يسعى لوقف القتال فى غزة من باب التمسك بالمبادرة المصرية مؤكدًا رفضه لأى بديل عنها قائلا: نؤكد أننا متمسكون بالمبادرة المصرية ومتمسكون بمصر، ومصر ليست وسيطا إنما طرف.
بدوره اكد رئيس المكتب السياسى لحماس خالد مشعل تمسكه بمطالب حركته المتمثلة بفتح جميع معابر غزة وفتح ميناء ومطار فى القطاع.
وفلسطينيا قال القيادى فى حركة فتح فيصل أبو شهلا عضو الوفد الفلسطينى إلى القاهرة ان ما عُرِض على الفلسطينيين حتى الآن غير مقبول مضيفا انه يجب رفع الحصار وفتح المعابر من دون قيود ووقف ما وصفه بالعدوان الاسرائيلى على الشعب الفلسطينى برا وبحرا وجوا.
من جانبه أكد رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو ان حركة حماس ستتكبد المزيد من الضربات القاسية من جانب اسرائيل ما لم ينعم جميع مواطنى الدولة بالهدوء والامن، مضيفا أن جيش الاحتلال وجه ضربة قوية لحماس خلال العملية العسكرية فى قطاع غزة طالت الانفاق ومئات الفلسطينيين وقواعد القذائف الصاروخية التى اطلقت باتجاه الاراضى الاسرائيلية ،كما أحبط عدة هجمات قامت حماس بالتخطيط لتنفيذها ضد مواطنين اسرائيليين.
وفيما يخص مفاوضات القاهرة كشفت صحيفة هاآرتس أن نتانياهو أصدر تعليماته الى الوفد الاسرائيلى المتوجه لمفاوضات القاهرة بالاصرار على الاحتياجات الامنية لدولة اسرائيل .
فى موازاة المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصر تستعد إسرائيل مسبقا لفشل المفاوضات وبلورة خطة أحادية الجانب تدعى من خلالها أنها ستعمل على «تخفيف الحصار» عن قطاع غزة وإعطاء جيشها يدا طليقة فى حال انهيار التهدئة.
وذكرت تقارير صحفية إسرائيلية أن وزيرة القضاء الإسرائيلية « تسيبى ليفنى « العضو فى المجلس الوزارى المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، دفعت خلال الأسابيع الماضية اقتراحا يقضى بتنفيذ إسرائيل خطوات أحادية الجانب، تحت عنوان «تسوية مقابل العالم» ،حيث اعتبر ذلك مهرباً من تحمل تبعات وقيود أى اتفاق مع حركة حماس فى حين يمنح هذا الاتفاق شرعية لإسرائيل على المستوى الدولى.
ووفقا لاقتراح ليفني، فإن إسرائيل ستنفذ خطوات أحادية الجانب تشمل تسهيلات لسكان قطاع غزة وتحظى بدعم المجتمع الدولى والدول العربية، من دون التوقيع على اتفاق مع حركة حماس.
فيما نقل موقع واللا الإخبارى الإسرائيلى عن مسؤول سياسى إسرائيلى رفيع المستوى قوله إن «احتمال التوصل إلى اتفاق حتى مساء يوم الاثنين، حيث ستنتهى الهدنة، ضئيل للغاية .
أكد المسئول أنه فى حال فشل المفاوضات فإن إسرائيل تستعد لعدة سيناريوهات،من بينها استئناف حماس لإطلاق الصواريخ، الأمر الذى من شأنه أن يؤدى إلى رد فعل إسرائيلى والعودة إلى عدوانها على القطاع.
وتحدث المسئول عن سيناريو آخر يقضى بإعطاء إسرائيل تسهيلات فى القطاع والعودة إلى صيغة «الهدوء مقابل هدوء». وتتوقع إسرائيل سيناريو ثالث محتمل وهو تدخل حثيث من جانب الولايات المتحدة ودول أوروبية فى محاولة لفرض وقف إطلاق نار متفق عليه من جميع الأطراف.
ووفقا للتقارير الإعلامية فإن إحدى القضايا المهمة بالنسبة لإسرائيل تكمن فى المحافظة على «العلاقات القريبة مع مصر» والتى نشأت خلال العدوان، وأن إسرائيل لن تقدم على أية خطوة أحادية الجانب قبل أن تستنفذ المفاوضات فى القاهرة نفسها.
وأضاف المسئول أنه على الرغم من الأحاديث المتداولة حول وجود تقدم فى المفاوضات غير المباشرة للتهدئة الدائمة «إلا أن الأطراف ما زالت متمسكة»، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية ما زالت مصرة على مبادئها، فيما أن حركة المقاومة الإسلامية «حماس» لم تبد المرونة الكافية، على حد وصفه.  
وفى السياق نقلت الاذاعة العبرية الرسمية عن مصادر سياسية مطلعة فى تل ابيب أنه فى حال فشل الوسيط المصرى فى التوصل لحل بين الفلسطينيين والاسرائيليين، فان مجلس الامن الدولى سيعلن قرار وقف اطلاق النار بضمانات اوروبية وامريكية، قائلة إن النية تتجه الى اعتماد توجه وزيرة القضاء تسيفى ليفنى حول استصدار قرار من مجلس الامن الدولى برفع الحصار عن غزة ونزع سلاح المقاومة فيها.
ومن جانبه قال الوزير «جلعاد اردان» هو عضو فى المجلس الوزارى المصغر ان اسرائيل لم تتخذ بعد قرارا بشأن المقترح المصرى لوقف اطلاق النار فى قطاع غزة مشيرا إلى ان بعض بنود المقترح مثيرة للاشكالات.
وأضاف أنه إذا تبين ان المقترح المصرى يضع قيودا على إسرائيل من الناحية الامنية فربما من الافضل رفضه والتمسك بحرية العمل لجيش الاحتلال تزامنا مع منع ادخال مواد الى القطاع يمكن استخدامها لاهداف «تخريبية».
وزعم اردان فى سياق مقابلة اذاعية الى ان جيش الاحتلال تمكن من تدمير الجزء الأكبر من المنظومات الصاروخية لحماس خلال العملية العسكرية  وان قدرات حماس على ترميمها ادنى بكثير مما كانت عليه فى الماضى.