السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د.جلال الرشيدى سفير مصر السابق بالأمم المتحدة : الإسلاميون خدعوا الناس بـ«الجنة والنار» والثورة المضادة نفذت استراتيجية مبارك




 
انتقد السفير الدكتور جلال الرشيدى سفير مصر السابق بالأمم المتحدة وواشنطن استغلال الدين فى السياسة واستعطاف الجماهير من أجل صناديق الانتخابات، وأشار إلى أن المواطن المصرى يشعر بعد الثورة بالكثير من الفوضى والقليل من القهر، كما تطرق فى حواره مع «روزاليوسف» إلى عدد من الموضوعات والقضايا الشائكة، منها تصدير الغاز لإسرائيل، وحل البرلمان وغيرها من القضايا التى شهدت زخمًا على الساحة السياسية مؤخرًا.
■ كيف تقرأ المشهد الحالى؟
 
ــ فى الحقيقة الأحداث والتغييرات السريعة والمتلاحقة فى الوضع المصرى الداخلى تحير الكثيرين بمن فيهم الدبلوماسيون ولذلك نقف أمامها للبحث حول خلفياتها، فبعد ثورة 25 يناير شعر المصريون بنوع من الحرية، وكانت نسبة كبيرة من المواطنين يشعرون بالقهر والقليل من الفوضى فى الأوقات السابقة سواء فى القاهرة أو الأقاليم، والآن بدأ الناس يشعرون بمزيد من الفوضى وقليل من القهر.
 
ففى بداية الثورة كانت مطالب الثوار محددة جدًا وكانت عبارة عن طلب العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ثم ارتفع سقف المطالب مع عناد مسئولى النظام البائد، ثم بدأت تظهر المطالب الفئوية، وبدأ رموز النظام السابق ممن كانوا خارج السجون أو خرجوا منها بكفالة يمارسون نشاطات خارجة عن القانون لحماية مصالحهم، وبدأوا ينفذون استراتيجية الرئيس السابق «أنا أو الفوضى» من خلال الثورة المضادة التى كانوا يستعينون فيها بالعاطلين والبلطجية، وشعرنا بالثورة المضادة فى وسط الميدان وفى أحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وقصر العينى وحريق المجمع العلمى وسيارات الشرطة وغيرها.
 
 
■ كان الشعب متفائلاً بمجلس الشعب واختياره للنواب بعيدًا عن التزوير، إلا أنه أفاق على صدمة لأنه لم يقدم لهم ما كانوا ينشدونه قبل حله، فهل ترى أنه لم يأخذ فرصته أم أنه أخفق فى أدائه؟
 
ــ لابد أن نقرأ أداء البرلمان جنبًا إلى جنب مع أداء الحكومة وهى الجهاز التنفيذى، فالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية صعبة جدًا حيث بدأت الأنظار تتجه إلى مصر سواء إقليميًا أو دوليًا، وتساءل الجميع أين ستصل هذه الثورة التى انبهروا بها؟ بما فى ذلك الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى طالب الأمريكان بأن يتعلموا من الثورة المصرية وأن يروا ماذا فعل الشباب.
 
 
وكان الوقت عاملاً مهمًا ومؤثرًا والظروف الدولية تضغط بشكل ما على مصر وهى فى حالة ثورة وعدم استقرار ولذلك وجدت حالة ترقب لأن مصالح الدول الكبرى تتأثر سياسيًا، وعلى الجانب الاقتصادى تنتظر تلك الدول استقرار الأوضاع لأن رأس المال «جبان» فمثلاً البنك الدولى ينظر إلى مصر وتونس ويتساءل هل لو منح هذه الدول قروضًا فإنها سوف تسددها؟ وفى مصر تم الاتفاق على منحها 3.2 مليار دولار قرضًا ولكن البنك الدولى يريد أن يعرف هل القوى السياسية فى مصر توافق على ذلك أم لا؟ خاصة أن عمر الحكومة الحالية محدود بتاريخ 30 يونيو الحالى وهو آخر موعد محدد لتسليم السلطة.
 
 
والسؤال هنا يكون عن مدى تقبل الحكومة المقبلة لهذا القرض وشروطه من عدمه، ولذلك كان يناقش مجلس الشعب تفاصيل وآليات صرف القرض بما أن فيه أغلبية من المحتمل أن تشكل الحكومة المقبلة بغض النظر عن الآراء التى تقول بأنها ستكون حكومة ائتلافية أو غيرها، لأن القوى المسيطرة سبق أن أعلنت عن التزامها بأشياء وخالفت إعلانها ومنها تأكيد منافستها على 35٪ من مقاعد البرلمان ثم نافست على 100٪.
 
 
■ هل الناس لم تر التغيير الذى كانت تطمح إليه وقت انتخابها لنواب البرلمان؟
 
 
ــ كانوا ينشدون ذلك ولذلك اندفعوا إلى صناديق الانتخابات حتى وصلت إلى أعلى نسبة تصويت فى تاريخ مصر، ولم تكن البداية مبشرة نتيجة لتخبط الآراء وتزامن ذلك مع الشائعات التى كانت تروج بأن الحكومة لم تفعل شيئًا ولابد من تغييرها أو سحب الثقة منها وأنها لابد أن تشكل من حزب الأغلبية، كما أن نص الإعلان الدستورى الذى قال إن البرلمان هو من يختار أعضاء اللجنة التأسيسية، جعل الأغلبية تظن أن ذلك يعطيهم الحق بأن ينتخبوا أنفسهم رغم أن القاعدة تقول إن طالب الولاية لا يولى، وهذا يفسر ثورة الغضب السياسية والشعبية على التأسيسية.
 
 
■ كيف تقرأ ملف العلاقات بين القاهرة وتل أبيب بعد توقف تصدير الغاز لإسرائيل؟
 
ــ الملف شائك للغاية لأن علاقتنا بإسرائيل حرجة، وتوجد حدود مشتركة بيننا كما أن بيننا اتفاقية كامب ديفيد التى تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية حجر الزاوية لعملية السلام فى المنطقة العربية، وبالتالى لو حصلت هزة فى العلاقات ولو بسيطة وسواء مباشرة أو غير مباشرة ستكون المنطقة غير مستقرة، وهو ما لا تفضله القوى الكبرى فى العالم خاصة الولايات المتحدة.
 
وبنظرة مجردة للموضوع فإن عملية تصدير الغاز تتم بين شركة وأخرى بموجب اتفاقية مبرمة بينهما وليست بين الدولة ومثيلتها، ولم يدفع الطرف الإسرائيلى الأموال التى يتعامل بها لمدة 4 أشهر بينما يوجد نص فى الاتفاقية ينص على إلغائها فى حالة إخلال طرف من الأطراف ببنود الاتفاقية، وهذا الأمر صحيح قانونًا، ولكن العلاقة غير العادية بين الدولتين تشعر الناس بأن هناك جزءًا سياسيًا والأمر تجارى فقط، هذا رغم تصريح وزيرة التعاون الدولى بأنه تجارى بحت، وأن الشركة الإسرائيلية خالفت العقد مع الشركة المصرية.
 
 
وفى الوقت ذاته نجد تباينًا فى التصريحات الإسرائيلية نحو نفس الموضوع فمثلاً نجد وزير الخارجية «ليبرمان» يقول إن الدولة المصرية اتخذت ضد دولته موقفًا سياسيًا وفى نفس الوقت يقول رئيس وزرائه «بنيامين نتانياهو» بأنها عملية تجارية وليست سياسية.
 
ولذلك نحن نترقب هل ستسدد الشركة الإسرائيلية ما عليها طبقًا للاتفاقية أم لا؟ وطبقًا لتصريحات الحكومة المصرية فإنه فى حالة ضخ الغاز مرة أخرى لإسرائيل فإن ذلك سوف يكون بالأسعار العالمية التى سوف تطبق على الأردن وإسبانيا التى تستورد الغاز من مصر هى الأخرى، وهنا سنرى هل سيقبل الإسرائيليون بهذه الأسعار أم لا؟
 
 
■ هل معنى ذلك أن إسرائيل من الممكن أن تتحرك عسكريًا على الحدود مع مصر؟
 
 
ــ ليس ضروريًا أن يحدث ذلك، ولكن من الممكن أن تتسبب فى حوادث على الحدود ومنها ما حدث سابقًا من قتل جنود مصريين أو غيرها، وكان المشير حسين طنطاوى قد صرح بأن من يقترب من الحدود سوف نقوم بقطع قدميه.
 
 
■ الدبلوماسية المصرية لها علاقات وطيدة مع الدول فى العالم وباستطاعتها حل الكثير من المشاكل، ولكن فى الفترة الأخيرة من حكم مبارك حل محلها جهاز المخابرات العامة، ومثلاً ملف المياه والعلاقات الأفريقية كان يتولاه عمر سلميان أما الدبلوماسية فهى ضيف شرف فى هذا الملف.. كيف تفسره؟
 
ــ فى العصر البائد كانت الأمور مختلفة وكان شخص واحد هو صاحب القرار ويعطى التعليمات بتنفيذ هذا القرار، وكان من يحاول التحرك كثيرًا أو الخروج عنه يواجه تنحيته أو اتخاذ إجراء ضده بشكل أو بآخر.
 
وفيما يتعلق بالملف المائى وتوطيد العلاقات مع الدول حوض النيل هى أمر مهم جدًا، وما يدعو للغرابة أن الحكومات المصرية المتتابعة بعد الثورة من الفريق أحمد شفيق والدكتور عصام شرف وحتى الجنزورى لم تتخذ إجراءات كافية لحل هذا الملف، ووجهة نظرى أن مصر لها حصة 55.5 مليار متر مكعب من المياه بموجب الاتفاقية المبرمة عام 1959، وتقول دول حوض النيل بأن المياه تأتى من منابعهم ويريدون أن يستفيدوا بها فى إقامة وأخلافه من أجل تطوير بلادهم، ونعلم جيدًا أن إثيوبيا بدأت فى بناء 6 سدود على النيل من أجل إنتاج الكهرباء والطاقة كما تقول حكومة إثيوبيا، ولكن هناك خبراء يؤكدون أن السد الأكبر بين تلك السدود سوف يحجز 13 مليار متر مكعب من المياه الواردة إلى مصر مما يؤثر على حصتها، هذا بخلاف العجز أو النقص فى مخزون المياه خلف بحيرة السد العالى حيث انخفض من 68.5 إلى 62.5 مليار متر مكعب.
 
 
■ لو أسند إليك هذا الملف وطلب منك وضع بعض الحلول السريعة فماذا ستفعل؟
 
ــ مثل هذه الأمور لابد أن تتم بالمفاوضات المستمرة والتراضى، فلا يمكن أن أتشاجر مع دول حوض النيل إلا إذا دخلت معها فى حرب وهذا غير منطقى، فهم ينظرون إلى مصر باعتبارها دولة ذات كبرياء وتتكبر عليهم وتتعامل معهم، كما تتعامل مع الدول الأخرى، أما فى عصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فكانت هناك مفاوضات مستمرة مع دول أفريقيا، وقدم لهم تسهيلات مثل البعثات والتدريب والمنح سواء فى التعليم أو الصحة أو الزراعة أو غيرها، ومن هنا كانت تلك الدول تحمل الكثير لمصر على أكتافها، ولذلك يجب الاهتمام بأفريقيا بشكل أكبر خاصة أن مصر يزيد عدد سكانها بنسبة 1.2٪ سنويًا وبالتالى تحتاج زيادة المياه.
 
 
■ على الصعيد الداخلى نجد العديد من المشاكل التى طفت على السطح مؤخرًا، ومنها ارتفاع الأسعار وأزمات البنزين والسولار والأنابيب ورغيف العيش، فهل هذه الأزمات مفتعلة أم نتيجة تقاعس من الحكومة؟
 
 
ــ كلامك هذا يذكرنى بمقولة قالها جيفارا وهى أن «الثورة يفكر فيها حالم ويقوم بها مجنون ويجنى ثمارها الانتهازيون» وهذا ينطبق تمامًا على الواقع المصرى، ولاشك أن الفلول يستخدمون إمكانياتهم، وعلى سبيل المثال فإن مجدى راسخ صهر علاء مبارك كان يحوز نسبة 10٪ من توزيع الغاز فى مصر من خلال شركته وله أعوانه الذين يديرون شركته حاليًا.
 
 
وغيره الكثيرين فكل من يريد أن يستفيد فإنه يسعى للاستفادة بغض النظر عن كونه سوف يدوس على أحد من عدمه، وأتذكر أن وزير الداخلية الحالى قال إن وزارته تحاول أن تعمل شيئًا لكن قدراتها محدودة وتحتاج للتمويل ومزيدًا من الموارد البشرية، وقد يكون هذا صحيحًا بعد الثورة التى تسببت فى استقالة الكثيرين منهم أو تقاعس البعض عن العمل وخلافه.
 
وأعتقد أن حكومة الجنزورى حاولت أن تعمل شيئًا فى الفترة القصيرة التى تولت فيها المسئولية، فالجنزورى ليس صغيرًا فهو رجل عمل فى الإدارة لمدة على الأقل 30 عامًا فى وزارة التخطيط وحتى نائب لوزير التخطيط ثم وزيرًا ثم رئيسًا للوزراء ولديه من الخبرة الكثير إضافة إلى عقليته الاقتصادية الجيدة لدرجة أنه يحفظ الأرقام وعقله كمبيوتر، ورغم ذلك أعتقد أنه متأثر بهجوم الناس عليه وسبها له فى الوقت الذى يشعر فيه أن لديه الخبرة والقدرات غير الموجودة عند الكثيرين وبالتالى لا تقدر من قبل المصريين وأى رئيس للوزارة فى ظل الظروف الحالية لن يستطع فعل الكثير، كما أنه نظرًا لقصر عمر الوزارة الحالية فهو لا يستطيع التحدث فى مشروعات مستقبلية طويلة الأمد، لأنه لن يبقى لتنفيذها مثل توشكى وسيناء وغيرها، ولا يضمن أن من سيأتى بعده سوف ينفذها، وفى نفس الوقت الناس تريد أن ترى شيئًا جديدًا يحدث لحل مشاكلها.
 
 
■ وماذا تنتظر من الرئيس المنتخب؟
 
ــ لابد أن يكون قوى يعمل على حل المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ويصل بالدولة إلى بر الأمان ولا يصل بها إلى المسجد، لأنه ممكن نذهب إليه بأنفسنا ولا نحتاج لرئيس دولة أو رئيس وزارة ليرشدنا إليه، وأن يكون فاهمًا فى الإدارة، وله رؤية محلية ودولية، وليس من الضرورى عندما يتحدث يقول إنه يتكلم بالشريعة الإسلامية، فغالبية المصريين مسلمون وليس هو وحده المسلم.
 
 
ومع احترامى للقوى السياسية الموجودة على الساحة فكيف يأتى رئيس حزب ويقول «هو إيه يعنى أنتم زعلانين من كلام الإسلام هو الحل ليه؟» فهذا لا يزعل ولكنه عليه ألا يستخدم الدين فى كل شىء للتأثير على المواطنين، وسوف أقول حديثًا وأعلم أن هناك من يغضب منه وهو أن الناس الذين ذهبوا لصناديق الاقتراع فى انتخابات مجلس الشعب ومن بعده الشورى انتخبوا المرشحين على أساس الجنة والنار والمفاهيم التى كان يروجها أنصار المرشحين من أن من ينتخب فلانًا سوف يدخل الجنة ومن ينتخب فلانًا سوف يدخل النار فهل هو ربنا؟ ولذلك نجد أن الأشخاص العاديين من الطبقات البسيطة فهموا الأمر بعد انتخابات الشعب التى شهدت إقبالاً من المواطنين بنسبة تفوق 60٪، ولم يزد الإقبال على انتخابات مجلس الشورى عن 10٪ من الناخبين فقط، وكيف يقوم نائب بالآذان فى مجلس الشعب فهل أخذ الدين وضعه معه إلى هذا الحد.
 
ونائب آخر يطلب إلغاء اللغة الإنجليزية من التعليم فى مصر بحجة أنها تجعل الناس تنسى اللغة الأصلية وهى العربية.
 
 
■ الرسول عليه الصلاة والسلام أوصى بأن نتعلم لغة الآخرين؟
 
ــ بالفعل لأننا لا نعيش وحدنا فى الدنيا ولكننا نعيش وسط ما يقرب من مائتى دولة ويجب أن نتعامل معهم بالتقدم والمعلومات وثورة التكنولوجيا وبلغتهم.
 
 
■ كلامك يوحى بأن لك موقف من الإخوان المسلمين أو التيار الإسلامى فى مصر عمومًا؟
 
 
ــ لا.. هذا غير صحيح، فالإخوان المسلمون فيهم أشخاص على درجة عالية من الكفاءة ولى أصدقاء من بينهم، وأتعامل مع الأساتذة الإخوان فى الجامعة التى أعمل ضمن هيئة التدريس فيها بحسن المعاملة كما يعاملونى بها، ومثلاً الدكتور محمد البلتاجى شخصية محترمة وأيضًا الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المنشق عن الجماعة وعصام العريان وكمال الهلباوى ومحمد حبيب، وهناك أشخاص من السلفيين أكن لهم كل احترام ويتخذون موقفًا من الإخوان رغم أنهم إسلاميون.
 
 
■ هل يخيفك أو يزعجك تولى الإخوان المسلمين رئاسة مصر؟
 
 
ــ لا يخيفنى، ولكن يقلقنى من حيث إنه يجعلنى أراقب أعمالهم وأرى كيف يتصرفون؟ ولو استطاع الرئيس محمد مرسى تولى الأمور والتصرف فيها واتخاذ قرارات حاسمة وحل المشكلات فلم لا؟
 
 
■ لكن هذا يقلق المجتمع الدولى؟
 
 
ــ لا تقارنى بالمجتمع الدولى لأنه على موقف مناهض للإسلام منذ أيام الصليبيين، ويعتبر المجتمع الإسلامى عدواً له، ولاشك أن الكلام الذى نسمعه منذ أحداث تفجير برجى التجارة العالمى والبنتاجون فى 11 سبتمبر 2001 قد ربط الإسلام بالإرهاب بغض النظر عمن قام بهذا التفجير ولأى غرض كانت تقصده حركة طالبان أو تنظيم القاعدة وخلافه.
 
 

مجدي راسخ
 

عمر سليمان