السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصدر فلسطينى: قبول المقترح المصرى بتمديد الهدنة أو وقف طويل الأمد لإطلاق النار أو اللجوء لقرارات أحادية




كتب- أحمد قنديل وشاهيناز عزام وإسلام عبدالكريم وأميرة يونس


 كشف مصدر دبلوماسى بالسفارة الفلسطينية بالقاهرة فى تصريحات خاصة لروزاليوسف أن هناك ضغوطا مصرية للقبول بتمديد الهدنة دون سقف زمنى، ورجح المصدر الموافقة على هذا لإنقاذ المفاوضات من الفشل ومنع انهيار التهدئة، ومنح كلا الطرفين فرصة لإعادة ترتيب مواقفهما، يأتى ذلك فيما ترددت أنباء عن قيام الرئيس الفلسطينى محمود عباس بزيارة الى القاهرة السبت المقبل، ومن المرجح أن يلتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارته، على أن يتوجه قبلها الى قطر الجمعة المقبلة، للقاء خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس من أجل الضغط عليه بشأن الموافقة على المقترح المصرى بتمديد الهدنة دون سقف زمنى.
يأتى ذلك فيما انتهت هدنة الـ 5 أيام التى بدأت منذ صباح الخميس الماضى وانتهت صباح أمس، وذلك بعد أن شهدت الجولة الجديدة من المفاوضات لقاءات مكثفة استمرت مابين 8 ساعات والعشر فى يوم واحد، وذلك على مدار أمس الأول، وأمس، حيث التقى الوفد الفلسطينى مسئولى جهاز المخابرات من أجل التوصل الى اتفاق وقف شامل لاطلاق النار ونظرا لان المفاوضات مازالت تراوح مكانها وكل دقيقة تختلف عن قبلها، رصد مصدر فلسطينى مقرب من المفاوضات 3 سيناريوهات متوقعة فى تصريحات خاصة لروزاليوسف مشيرا إلى أن السيناريو الاول هو اعلان وقف شامل لإطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وتستمر الهدنة لسنوات بين الطرفين، والسيناريو الثانى هو تمديد الهدنة وقد تصل لشهر وذلك حسب المقترح المصرى الذى تم تقديمه منذ أيام وخاصة لمناقشة عدد من البنود الاخرى محل الخلاف منها ميناء ومطار قطاع غزة الذى يصر عليه الوفد الفلسطينى وترفضه إسرائيل حتى هذه اللحظة، ولذلك من الممكن تمديد الهدنة لمناقشة هذين البندين وقد يكون هذا السيناريو هو الاقرب للتطبيق، ويتضمن نص هذا الاقتراح والذى يقضى باعتماد وقف لإطلاق النار بصورة دائمة على جانبى الحدود مع قطاع غزة على أن تستأنف المفاوضات حول تسوية طويلة الأمد بعد مرور شهر واحد.
وينص الاقتراح على أن يتناول البحث فى هذه المفاوضات قضايا مثل تشغيل ميناء ومطار وإعادة جثتى الجنديين الإسرائيليين.
 أما السيناريو الثالث فهو فشل التوصل لاتفاق مع الجانب الفلسطينى وتعود الأمور الى طبيعتها وتلجأ اسرائيل الى قرارات احادية الجانب، كما حدث فى السابق وبينما يتخذ الوفد الفلسطينى قرارا بالضغط الدولى ومحاولة الحصول على قرار وقف شامل لاطق النار دولى من قبل مجلس الأمن.
ومن جانبه قال موسى أبومرزوق ان نتانياهو رفض الورقة المصرية، وقدم الوفد «الاسرائيلى» تعديلات اعادت الوضع الى المربع الأول.
وأضاف ان نتانياهو أسير للتناقضات الداخلية، فقد خاض الحرب بشقيها الجوى والبرى وخسرهما، ولم يحقق أهدافه التى وضعها لنفسه، وان الوفد الفلسطينى عاد من مشاوراته، ودراسته للورقة المصرية، وسيلتقى غدا بالاخوة المصريين.
وتابع ابو مرزوق قائلا: وقد لا تجدد الهدنة لمرة ثالثة، ولن يتنازل الوفد عن أى من حقوق شعبنا.
وكان بسام الصالحى عضو الوفد الفلسطينى قال ان المفاوضات فى القاهرة سوف تدخل مرحلة حاسمة، واصفا ما جرى بأنه اشتباك تفاوضى، حيث اقترح الوفد الاسرائيلى تأجيل موضوع المطار والميناء والأسرى وهو ما يرفضه الوفد الفلسطينى.
وتتدحرج الاقتراحات جزافا، اقتراح بوقف اطلاق نار، او هدنة دائمة مرورا بربط الاتفاق باتفاق سياسى كامل، فإسرائيل تحاول ترحيل الأزمة على الوسيط المصرى والوفد الفلسطينى وتقترح منطقة عازلة وتلبية احتياجات غزة وإعادة الاعمار فيما ملفات كالميناء والمطار والأسرى تؤجل إلى وقت لاحق.
ووصفت المصادر المفاوضات بأنها معقدة حتى اللحظة، وهناك حيل تفاوضية وأفخاخ تقدمها إسرائيل، وكانت مصر تقترح على الأطراف تمديد وقف اطلاق النار حتى يتم انجاز الاتفاق بشكل كامل فى القاهرة، فيما أبلغت إسرائيل الجانب المصرى قرارها توسيع مساحة الصيد للأسماك المسموحة فى البحر المتوسط كبادرة حسن نية.
ويشار إلى أن إسرائيل كانت قد أعلنت عن نيتها اتخاذ خطوات أحادية الجانب حال فشل المفاوضات، لكنها لن تقوم بالموافقة على قضايا جوهرية مثل المطار والمينا كما انها تهدد بالرد بشكل عنيف حال اطلاق صواريخ على إسرائيل من قطاع غزة.
ومن جانبها أكدت الصحف الإسرائيلية أن قوات جيش الإحتلال المتمركزة حول قطاع غزة على أهبة الاستعداد لاستئناف القتال وإطلاق النار بعد انتهاء مدة الهدنة صباح أمس آخذين فى الاعتبار أن تبدأ حركة حماس باطلاق النار من جديد أو غيرها من العمليات العسكرية.
وأشار موقع ديبكا الاستخباراتى الإسرائيلى إلى أن تل أبيب اتخذت التدابير اللازمة لمواجهة إطلاق النار من جانب القطاع من بينها وقف خط السكة الحديد بعسقلان خشية أن يطلق الحمساويون النار أو قذائفهم تجاه القطار وبه مدنيون إسرائيليون.
وكشفت مصادر عسكرية لموقع ديبكا أن المخابرات المصرية قدمت اقتراحا باستمرار التهدئة بين حماس وإسرائيل على أن يتم وقف دائم لإطلاق النار بعد شهر ، موضحة أن رام الله وافقت على المقترح بصفتها حكومة وحدة وطنية مسئولة عن اتخاذ قرارات تخص حماس، وأن بذلك أصبح هناك توافق مصرى – فلسطينى حول المقترح المقدم بوقف إطلاق النار.
 ووفقا للمصادر يلقى المقترح دعما خارجيا من قبل الملك «عبدالله» ملك المملكة العربية السعودية والرئيس الروسى « فلاديمير بوتين» بشكل قادر على عزل حماس من ناحية واشنطن، بروكسل، قطر، تركيا وأيضا موسكو.
وأضافت المصادر أن المقترح المصرى من أهدافه عزل إدارة أوباما عن العمليات السياسية المشتركة بين مصر وفلسطين وإسرائيل، ثم تنتهى الأهداف بمنع التدخل الأوروبى بالعمليات السياسية الخاصة بفلسطين.
ولفتت المصادر إلى إعلان مصر وإسرائيل وفلسطين فى بروكسل عدم رغبتهم بالتدخل الأوروبى فى القضية السياسية الفلسطينية والوضع هناك، مطالبين جميع الدول الأوروبية من فرنسا، بريطانيا وألمانيا بعدم إيجاد أو طرح حلول للقضية الفلسطينية سواء كانت سياسية أو بالتدخل العسكرى.
فيما نقلت صحيفة «معاريف» عن وزير فى الكابينت الإسرائيلى أن الحكومة تفضل أن تكون حماس هى الجانب الذى يفجر المحادثات، فى ظل الضغط الدولى على إسرائيل ومصر للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار.
وقالت الصحيفة إنه فى ظل الضغوط الأمريكية والأوروبية على إسرائيل من أجل إنجاح المحادثات، تأمل الحكومة الإسرائيلية بأن تكون حماس هى الجانب الذى يفجر المحادثات.
ونقلت عن الوزير الإسرائيلى: لا يمكن لإسرائيل أن تكون الطرف الذى يغادر طاولة المفاوضات أولا، وهى تأمل أن تقوم حماس بتفجير المحادثات.
وأضاف: يحظر علينا أن نبدو «الولد السيئ» حيال الجهود المصرية لتثبيت وقف إطلاق نار طويل الأمد، فكم بالحرى حينما تتعرض مصر وإسرائيل لضغوط من الولايات المتحدة وأوروبا من أجل تخفيف الحصار على قطاع غزة من أجل المساهمة فى إعمارها.
وقال المسؤول إن الوفد الإسرائيلى متواجد فى القاهرة من أجل استنفاذ كل الوقت المتاح للمحادثات.
وقالت الصحيفة إنه فى الوقت الراهن ثمة انطباع فى إسرائيل بأن جهود رئيس السلطة الفلسطينية لإقناع حماس بقبول المبادرة المصرية لوقف إطلاق نار طويل الأمد لم تنجح، وادعت أن «حماس تتصلب فى موافقها لأنها غير راضية عن الوسيط المصرى».
وحول السؤال: ماذا سيحصل الليلة فى حال لم يتم تمديد الهدنة؟ يوضح المسئول بأن «كل محاولة من جانب حماس لتجديد إطلاق القذائف على إسرائيل سيرد عليه بهجمات عنيفة على قطاع غزة».
وفى تطور مثير كشفت الصحف الإسرائيلية عن زيارة عدد من أعضاء الكنيست الإسرائيلى لإمارة قطر، إذ قام وفد من حزب «التجمع الوطنى الديموقراطى» العربى باجراء زيارة للدوحة، وتكون الوفد من الأعضاء «حنين الزعبى»، و«جمال زحالقة» و«بسال غطاس».
وأثارت هذه الزيارة ارتيابا لعدد من المسئولين الإسرائيليين، إذ إنها تمت خلال فترة العملية العسكرية على قطاع غزة، والدعم الإعلامى الذى تمنحه قطر لحماس. فطالبت أصوات داخل الكنيست بالتحقيق فى مصادر تمويل تلك الزيارة، وطالب عدد من أعضاء الكنيست من كتل مختلفة بالتحقيق فى تلك الزيارة وأهدافها ومصادر تمويلها.. ولفتت صحيفة «معاريف» إلى أن الزيارة استهدفت قطر التى يمكث بها رئيس المكتب السياسى لحماس، خالد مشعل، ومن بين المطالبين بالتحقيق وزير الخارجية الإسرائيلى «أفيجدور ليبرمان» الذى اعتبر تلك الزيارة إظهارا للدعم لحماس، وطالب عبر حسابه على «فيس بوك»، المستشار القضائى للحكومة بالتحقيق وبحث مصادر تمويل تلك الزيارة.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم «التجمع الوطنى الديموقراطي» أن الوفد سافر لقطر لاعطاء تصريحات لوسائل الإعلام العربية بالدولة، ومن بينها الجزيرة، وانهم التقوا بشخصيات اكاديمية ، وأن مصادر تمويل الزيارة كانت على نفقتهم الخاصة، ولم يلتقوا مع أى مسئولين حكوميين بقطر.