الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الإندبندنت»: العالم كله فى حالة حرب باستثناء 11 دولة فقط




مع تصاعد الصراع فى غزة، وصعود الميليشيات المتطرفة فى سوريا والعراق، والصراع الدولى حول أوكرانيا، قد يتخيل البعض أن العالم كله يعانى من الحروب. وهو الأمر الذى يراه العديد من الخبراء واقعيا إلى حد كبير، رغم مأساويته حسبما أكدت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية. وأضافت الصحيفة»  إنه طبقا للدراسات الأخيرة، التى أجراها معهد الاقتصاد والسلام، فإن 11 دولة من بين 162 دولة -يغطيها المعهد- لم تنغمس فى أى صراعات فى الوقت الراهن، غير أن الأسوأ من ذلك يتمثل فى أن درجة السلم العالمى تشهد انخفاضا تدريجيًا منذ عام 2007، بدرجة لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية. وتقول الدراسة إن المملكة المتحدة -على سبيل المثال- تعد إحدى الدول التى تخلو تماما من الصراعات الداخلية، إلا أن انغماسها فى بعض الحروب، مثل مشاركتها فى الحرب على أفغانستان فى عام 2001، جعل بريطانيا تسجل رصيدا ضعيفا على مؤشر السلام العالمى لهذا العام.
 من ناحية أخرى، هناك العديد من الدول التى لم تشارك فى أى حروب مع أطراف خارجية، غير أن صراعاتها الداخلية، قضت على حالة السلام داخلها، ولعل المثال الأبرز على ذلك، يتمثل فى كوريا الشمالية، بحسب ما أبرزته الصحيفة البريطانية، وتقول الصحيفة:
 إن نتائج تلك الدراسة تعنى بوضوح أن الاختيارات تبدو محدودة للغاية، إذا ما أراد الإنسان أن ينتقل للعيش فى إحدى الدول التى تتمتع بحالة من السلام، موضحة أن أهم الدول التى سجلت أعلى درجات السلام فى مؤشر السلام العالمى هى 11 فقط وهم: (سويسرا واليابان وقطر وموريشيوس وأوروجواى وشيلى وبتسوانا وكوستاريكا وفيتنام وبنما والبرازيل). وأضافت الدراسة: إن تلك الدول ربما لا تتمتع بما يمكن تسميته السلام الكامل، حيث تعانى العديد من المشكلات التى ربما تعكر الصفو بين الحين والآخر. فالصراع الداخلى فى كوستاريكا والبرازيل، يعد الأقل على الإطلاق، إلا أن انتشار الأسلحة بشكل كبير بين المدنيين ربما ينذر بمشكلات مستقبلية، خاصة إذا ما اندلعت تظاهرات، وهو ما يثير قدرًا كبيرًا من القلق فى هذا الصدد.
 وحتى سويسرا المشهورة بعدم دخولها أى صراع خارجى ولا تعانى المشاكل الداخلية إلا بشكل محدود للغاية، إلا أن معدل صادراتها للأسلحة عال جدًا. وأوضحت الصحيفة، أن مؤشر السلام العالمى لهذا العام يؤكد أن حالة الصراع الدولى أسوأ مما تشير إليه الدراسة، خاصة بسبب الاحتجاجات على كأس العالم التى لا تزال محفورة فى ذاكرة الجميع، فعلى سبيل المثال تجد البرازيل نفسها خارج قائمة الدولة السلمية بحلول 2015. وحذرت «كاميلا سشيبا» مديرة معهد الاقتصاد والسلام من أن حالة السلام التى نشهدها هذه الأيام بطيئة وتختفى بثبات فى السنوات الأخيرة.
 وأضافت «كاميلا»: «الصدمات الاقتصادية والجيوسياسية الكبيرة مثل الأزمة المالية العالمية عرضت الدول لخطر الوقوع فى الصراع، وبعيدا عن الشرق الأوسط، الاضطرابات الأوكرانية تحولت لتمرد مسلح وهناك عنف متزايد فى جنوب السودان والكونغو». وأخيرًا، أوضحت «كاميلا» أن الاضطرابات العالمية المستمرة لا تبشر بحالة عكسية نشهدها قريبًا.