الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الحمى القلاعية» تهدد 10 آلاف «رأس ماشية» بقرية «القابوطى»




 بورسعيد ـ محمد الغزاوي

حالة من الاستياء  يعيشها أهالى قرية القابوطى الجديد جنوب محافظة بورسعيد بعد نفوق عشرات الماشية خلال الايام الماضية، حيث وصل تقدير المربين لنفوق الماشية 100 رأس ماشية منوهين الى ان الاصابة بمرض شبيه بالحمى القلاعية يصيب الماشية بالسكتة الدماغية وانفجار فى القلب والرئتين.
رصدت روزاليوسف عددا من الحالات الملقاة بالمصارف المحيطة بالقرية، والتى تجمعت فيها جثث الحيوانات ذات الروائح الكريهة، التى توحى بأن هناك أمراً غير طبيعي فى تلك المنطقة.
يقول سمير مرزوق رخا - أحد المربين - لقد تعرضت إلى خسائر بلغت نفوق 10 رءوس ماشية خلال الأسبوع الماضي، وبعد الاتصال مؤخرا بالطبيب ومناظرته للعجل التافق أبلغنى بأنه مصاب بالحمى القلاعية، مستنكراً من إهمال الأطباء البيطريين، ومحاولتهم إخفاء الوباء علينا، كى لا تصل المعلومات إلى الإعلام ويتسرب الخبر.
وطالب مرزوق المسئولين بالتوجه إلى المصارف المحيطة بالقرية حتى يعلموا حجم الخسائر التى تعرضنا لها جراء ذلك المرض، على أمل أن يتحركوا سريعا قبل فوات الأوان، وتفاقم حجم الخسائر، خاصة أن ذلك بمثابة «خراب بيوت لنا».
واتهم على أبوحسن ـ تاجر مواشى  الطب البيطرى بالمسئولية كاملة نتاج ما يعانيه المربون داخل القرية، مشيراً إلى أن خسارته بلغت خلال العام مايقرب من نصف مليون جنيه، منوهاً إلى أن المرض الحالى لم يشاهده المربون من قبل، خاصة أن الماشية تظهر عليها علامات نزول سائل من فمها ولا يمر عليه 24 ساعة حتى نفق، وكأنها أصيبت بسكتة دماغية.
واستنكر أبوحسن من أن العلاج يباع فى السوق السوداء من قبل أطباء الوحدة البيطرية، مستنكرا من مطالبة طبيب الوحدة المضارين، ومن أراد توقيع الكشف على رأس الماشية المريضة بـ 50 جنيها للرأس الواحدة.
ولفت أحد المريين بالقرية إلى نفوق ما يقرب من 11 رأس ماشية ولم يتم صرف تعويض «مليم واحد» متهما عددا من الأطباء العاملين بالطب البيطرى بإنشاء صيدلية خاصة لبيع العلاج المنصرف من الطب البيطرى بالسوق السوداء.
وأشار المربى إلى أن خير دليل على صدق المربين هو اختفاء مبلغ 800 ألف جنيه تعويضات صرفت للمربين بمعرفة الدكتور عبدالصبور مدير الطب الوقائى السابق، والذى القى القبض عليه لانتمائه إلى الجماعة الإرهابية، مشككا أن المرض انتشر بسبب استقبال الحجر الجديد لـ3500 رأس ماشية فى غير مكانه المخصص له، الكيلو 17 جنوب المحافظة.
أما عبدالستار الحلوجى فقال إن تحويل محطة تسمين القابوطى الجديد إلى محجر علامة استفهام كبيرة حول ظهور المرض وانتشاره والذى يعد مرضا جديدا على المنطقة لافتا إلى أن الثروة الحيوانية تحولت من دعم الدولة لزيادة إنتاجية الثروة الحيوانية والألبان إلى معاناة للمربى من توفير احتياجاته من علاج وعلف من السوق السوداء القائم على إدارتها العاملين بقطاع الدولة من المعنيون والمكلفين بالإشراف ومتابعة المنطقة.
ولفت الحلوجى إلى أن القابوطى الجديد من أهم المناطق للثروة الحيوانية فى مصر، حيث يبلغ تعداد رءوس الماشية ما يقرب من 10000 رأس، داخل 1800 مخزن، وأصبح إهمال الطب البيطرى والزراعة يهددها بالخطر.
وقال الحسينى السخرى إن ما نشاهده اليوم هو تطور جديد لمرض غير معروف للمربين خلال الفترة الجارية تسبب فى نفوق العشرات من رءوس الماشية بعد اصابتها بالسكتة الفورية.
وانتقد السخرى تصريحات الزراعة والطب الوقائى كونهم يعلمون جيدا بالحقائق ويحاولون مجابهة المرض بتحقين الرءوس الحالية ولكن بحركة بطيئة لا ترتقى إلى الأعداد الموجودة داخل الحظائر والتى يبلغ اجمالها 10000 رأس ماشية.
من جانبه أوضح محمد الحناوى مدير الطب الوقائى بمديرية طب بورسعيد البيطرى أن الظاهرة بدأت منذ الأحد الماضى بعد شكوى العديد من المربين بوجود حالات نفوق مفاجئ وتم خلالها التحرك ومتابعة الأعراض.
وأضاف الحناوى بأنه تم سحب عينات ومسح شامل للأعراض التى ظهرت من خلال الموت المفاجئ وتم التعامل معها على أنها حمى قلاعية بجانب التسمم الدموى وبدأنا التحصين وفقا لذلك التشخيص.
وأشار إلى أنه تم تحصين ما يقرب من 3000 رأس ماشية من إجمالى 10000 من خلال لجنتين للطب الوقائى كل لجنة تتضمن 4 أطباء شكلوا سياجا تحصينى بنطاق البؤرة مجانيا.
ونوه الحناوى إلى أنه تم إبلاغ المربين بتسجيل رءوسهم النافقة لدى الوحدة البيطرية لصرف التعويضات مكلفا مديرية الطب البيطرى بنقل الحيوانات النافقة من المصارف إلى المدفن الصحى.
ونفى الحناوى أن انتشار المرض له علاقة بالحيوانات الموجودة فى محجر بورسعيد الواردة إلى البلاد من أورجواى ضمن الهدية الإماراتية خاصة أن نتائج سحب العينات منها أفادت  خلوها من الأمراض الوبائية فى حين أن نتائج العينات النهائية كشفت عن أن المرض الحالى بالمنطقة هو الحمى القلاعية والتى جار التعامل معها بشكل سريع.
يذكر أنه مازالت هناك حالات نفوق رءوس للماشية مستمرة داخل منطقة القابوطى الجديد جنوب بورسعيد وسط حالة من الغضب بين المربين لتأخر المسئولين عن اتخاذ التدابير لحماية الثروة الداجنة بالمنطقة.