الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انهيار مفاوضات القاهرة




كتب- أحمد قنديل وشاهيناز عزام


فى الوقت الذى يبذل فيه المسئولون المصريون جهودا مكثفة لوقف إطلاق النار بين الجانبين بعد اختراقها الأربعاء وقبل أن يلجأ الطرفان إلى الأمم المتحدة لإعلان وقف شامل لإطلاق النيران حمّل عزام الأحمد رئيس الوفد الفلسطينى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، مسئولية إفشال المفاوضات غير المباشرة التى ترعاها مصر بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، من أجل التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار فى غزة، مشيرا إلى أن الإسرائيليين هم من تسببوا فى ذلك ومرجعا سبب الفشل إلى انسحاب الوفد الإسرائيلى، مشيرا إلى أن نتانياهو لا يريد التوصل إلى تهدئة.
 وقال عزام الأحمد إنه رغم انهيار التهدئة قبل عدة ساعات، غادر الوفد الإسرائيلى حوالى الساعة الرابعة عصراً أمس الأول الثلاثاء، ما يدل على أن هناك قرارا مبيتا من نتانياهو الذى أعلن أنه أصدر تعليماته للوفد ليغادر القاهرة، كما أعلنت إسرائيل انهيار المفاوضات وكنا ما زلنا نتشاور عبر الوسيط المصرى، فإن ذلك يدل على أن هناك قرارا مبيتا بإفشال المفاوضات وبانهيار التهدئة من الجانب الإسرائيلى، وأى هدنة بين متحاربين أواتفاق دائم بين دولتين متحاربتين على وقف إطلاق النار قد يحدث به خلل ولكن لا يؤدى ذلك إلى انهيار شامل.
 وتابع الأحمد بالقول: «نحن كوفد فلسطينى أظهرنا مرونة عالية لا نريد أن نكشف تفاصيلها الآن وبدرجة عالية جدا، وتقدمنا بسلسلة اقتراحاتنا أمس واليوم وآخرها الخامسة عصر الثلاثاء حين سلمنا الوسيط المصرى ورقة متكاملة تحوى رأينا النهائى وانتظرنا الاستجابة للوصول إلى تفاهمات تؤدى إلى وقف نزيف الدم ووقف الدمار وتفتح الطريق أمام مباحثات جدية ورفع الحصار على الفور على قطاع غزة وتخلق مناخا جديدا قد يؤدى لفتح آفاق عملية سلام جدية ولكن الواضح أن نتنياهو لا يريد.
 وأردف الأحمد: «إسرائيل وضعت شروطا من أجل التخلى على ما تم الاتفاق عليه بين الفصائل الفلسطينية كافة والرئيس أبومازن بتشكيل حكومة توافق مما يعنى إنهاء الانقسام الذى رحبت به الكرة الأرضية دون إسرائيل، واتضح أن أحد أهداف الحرب العدوانية على غزة هو القضاء على حكومة التوافق الوطنى رغم صموده أثناء مباحثاتنا فى القاهرة وإعلاننا أكثر من مرة أننا نتفاوض كوفد فلسطينى «موحد»، ولكن كل اقتراحات الوفد الإسرائيلى فرعية أو أساسية ترفض الربط بين الضفة الغربية وغزة ويريد تقسيم الوطن الواحد الفلسطينى وهذه النقطة كانت أحد العناصر الاساسية طيلة الأسبوعين الماضيين ولكننا تمسكنا بهذه النقطة وأبدينا مرونة فى طريقة التعامل معها».
 وأوضح أن الوفد الإسرائيلى طرح قضايا أمنية متعددة أبرزها قضية السلاح، موضحا أن الرئيس أبو مازن قد استمع قبل بدء المفاوضات من وزير الخارجية ألأمريكى كيرى لتصور نتنياهو للموضوع، لكن أبومازن قال «لسنا على استعداد لمناقشته فى الوقت الحاضر وهو وليد حالة الانقسام التى خلقت إسرائيل الظروف الموضوعية لحدوثها».
 وتساءل الأحمد «لم قامت إسرائيل بحمل هذه المسألة إلى مفاوضات القاهرة للتهدئة؟»، قائلا  «تلك النماذج تدل على أن سفر الوفد الإسرائيلى كان مدبرا ومخططا بعد انكشاف كل مناوراته ووضعه بالزاوية ولم يعد قادرا على المماطلة فوضع كل ما يريده دفعة واحدة مرة واحدة».
 وقال إن الوفد «الإسرائيلى» غادر وحتى اللحظة لم نستلم ردا على الورقة الفلسطينية رغم أن الوفد الإسرائيلى استلمها من المفاوض المصرى، ولو كانت هناك جدية لما مرت 9 ساعات دون إجابة من الوفد، خاصة أن جوهر الورقة نوقش منذ أسبوعين بذات البنود ولا جديد إلا تعديلات بسيطة لا تتجاوز بضع كلمات وهى لا تحتاج ساعات للإجابة، ولو كان الوفد الإسرائيلى مفوضا لأجاب فورا حين عاد، لكنه لم يجب لذا نحن نشعر من خلال ردة الفعل العسكرية وشن أكثر من 60 غارة متواصلة وردهم «الحكومة الإسرائيلية على 3 صواريخ بدائية محلية لم تسقط أى جريح فى بئر السبع بسلسلة غارات، ما يدلل على أن إسرائيل تريد فرض شروطها كما تريد على الجانب الفلسطينى والمفاوض المصرى.
 وأضاف: «كنا نأمل أن يجيبوا على الورقة الفلسطينية حتى يقتنع القادة الميدانيون بأن هناك إمكانية للاتفاق إذا كان هناك إمكانية للتمديد عدة ساعات كانت واردة لو رد الجانب الإسرائيلى على ورقتنا المقدمة، لكن العجرفة التى استخدموها بعدم الرد وسلسة الغارات الوحشية على القطاع تدل أنهم لا يريدون».
 وتابع بالقول «رغم ذلك ابلغنا الجانب المصرى بأننا مغ مغادرة القاهرة لا نعتبر أنفسنا انسحبنا من المفاوضات عندما يرى الوسيط المصرى الجو مهيأ لعودة المفاوضات نحن جاهزون للعودة ولن نتعامل مع عجرفة نتانياهو ولكننا نريد تهدئة وسلاما وعدلا وإنهاء احتلال».
وكانت مصر قد تقدمت بوثيقة لتمديد التهدئة دون شروط أو تحديد مدة معينة وتم إبلاغ الجانبين وحتى الآن لم يتلق ردا.
ومن جانبها أعلنت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أن المقاومة تتدارس كل الخيارات فى ضوء تطورات الأوضاع ومجريات الأمور والوقائع على الأرض بعد الاحتلال الإسرائيلى إفشال مفاوضات القاهرة.
وقالت الحركة فى بيان صحفى لها إن الوفد الفلسطينى سلم موقفه النهائى للوسيط المصرى والكرة هى الآن فى الملعب الإسرائيلى، مؤكدة أن «المقاومة قادرة على التعامل مع كل الخيارات والتطورات».
كما أكد القيادى بحركة الجهاد الإسلامى خالد البطش انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار بالقاهرة دون التوصل لاتفاق نهائى.
مضيفا «إن المصريين أبلغونا بأن المفاوضات لم تنته بعد وانهم سيواصلون جهودهم لإعادة الوفدين للقاهرة مرة أخرى والتوصل لاتفاق».
وتابع البطش: «أن أهم مطالبنا هى رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر وإعادة الإعمار وإلغاء الإجراءات الإسرائيلية بعد 30 يونيو أما مطلب إسرائيل بنزع سلاح المقاومة فكلام فارغ فلن نفتح فيه أى حوار ومرفوض .
من جهتها أعربت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان الناطقة باسم خارجيتها عن قلقها بسبب انهيار مفاوضات القاهرة وتجدد القتال فى قطاع غزة، محملة حركة حماس مسئولية ذلك.
فى السياق نفسه نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» تأكيدات أليكس فيشمان محلل عسكرى بالصحيفة بصحة تصريحات المقاومة الفلسطينية من أن إسرائيل تراجعت يوم الأحد الماضى مع عودة وفدها للقاهرة، عن بعض النقاط التى كان قد تم الاتفاق عليها يوم الخميس الماضى بين الطرفين وأهمها: الجدول الزمنى للانسحاب من الشريط الأمنى حول القطاع، وتوسيع مدى الصيد لغاية 20 كيلو مترا فى البحر.
يأتى ذلك فيما بررت إسرائيل قصف منزل محمد الضيف فى قطاع غزة، ما تسبب بمقتل زوجة قائد الجناح العسكرى لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وابنته، معتبرة أنه يستحق الموت مثل زعيم القاعدة أسامة بن لادن و «هدف مشروع» يجب استغلال أى فرصة «لتصفيته».
واتهم موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسى لحركة حماس إسرائيل بأنها أعلنت كذبًا إطلاق صواريخ من القطاع واتخذت سلسلة إجراءات بناء على ذلك بهدف تنفيذ محاولة الاغتيال. واعتبر أبو مرزوق أن حماقة نتانياهو أضافت لسجله جريمة جديدة فى استهداف المدنيين، وانتهاك العهود والاتفاقيات، والخيبة.
من جانبها أعربت وزارة الخارجية عن أسفها البالغ لكسر الهدنة فى قطاع غزة واستئناف إطلاق النار وتجدد أعمال القصف بين إسرائيل والقطاع، التى ستؤدى حتما إلى سقوط المزيد من الضحايا والجرحى وتهدد بمضاعفة تبعات الأزمة على المدنيين الأبرياء.
مؤكدة أن مصر وتقديرا منها لأهمية البناء على محصلة المفاوضات غير المباشرة التى تمت حتى الآن، فإنها تواصل اتصالاتها الثنائية مع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى لحثهما على الالتزام مجددا بوقف إطلاق النار وللاستمرار فى الانخراط بشكل إيجابى فى المفاوضات بما يفتح الباب للتوصل إلى اتفاق يضمن الوقف الدائم لإطلاق النار وتحقيق مصلحة الشعب الفلسطينى خاصة فيما يتعلق بفتح المعابر وإعادة الإعمار.