السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وداعا.. سميح القاسم




«يا أيها الموتى بلا موت؛ تعبت من الحياة بلا حياة، وتعبت من صمت، ومن صوتي، تعبت من الرواية والرواةِ، ومن الجناية والجناة، ومن المحاكم والقضاة، وسئمت تكليس القبور، وسئمت تبذير الجياع، على الأضاحى والنذور»
غيب الموت الشاعر الفلسطينى الكبير سميح القاسم بعد صراع طويل مع المرض، ليترك القضية الفلسطينية يتيمة من شعرائها، إثر فقدانها توأمها الثانى بعد محمود درويش، رحيل الشاعر الفلسطينى الكبير وأحد أهم وأشهر الشعراء العرب المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والمقاومة بعد صراع طويل مع مرض السرطان، الذى أصيب به قبل ثلاث سنوات.
وبرحيل سميح القاسم (75 عاما)، تفقد القضية الفلسطينية توأمها الثانى الذى طالما وهب شعره وأدبه من أجلها كما فعله رفيقه محمود درويش، حيث كانت كلمات أشعاره كطلقات الرصاص فى وجه الاحتلال الإسرائيلي، ظلت طيلة عقود ترددها الأجيال من بينها «تقدموا.. تقدموا براجمات حقدكم وناقلات جندكم فكل سماء فوقكم جهنم... وكل أرض تحتكم جهنم».  
ولد سميح القاسم فى مايو 1939 فى بلدة الرامة شمال فلسطين، ودرس فى الرامة والناصرة واعتقل عدة مرات وفرضت عليه الإقامة الجبرية من القوات الإسرائيلية لمواقفه الوطنية والقومية وقد قاوم التجنيد الذى فرضته إسرائيل على الطائفة الدرزية التى ينتمى إليها.
اشتهر بكتابته هو والشاعر محمود درويش الذى ترك البلاد فى السبعينيات «كتابات شطرى البرتقالة». ووصف الكاتب عصام خورى هذه المراسلات بأنها «كانت حالة أدبية نادرة وخاصة بين شاعرين كبيرين قلما نجدها فى التاريخ، وتنوعت أعمال القاسم بين الشعر والنثر والمسرحيات ووصلت لأكثر من سبعين عملا.
تنشر قصائده بصوته على القنوات العربية والفلسطينية خصوصا الأيام التى تشهد فيها الأراضى الفلسطينية هجوما إسرائيليا.
ورثت وزارة الإعلام الفلسطينية القاسم فى بيان رسمى جاء به: «إن الشاعر المبدع والكاتب المقاوم، الذى حمل فى كفه قصفة زيتون، وحمل نعشه على كتفه، ورافق مواكب الشمس، وغنى للدروب، وتتبع دخان البراكين، ورسم سقوط الأقنعة، لتؤكد أن فلسطين والعرب خسروا صوتًا حراً، وعلامة فارقة فى تاريخ الأدب المقاوم».