الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

نستهدف عقل القارئ لا جيبه.. والإمكانيات المادية ترسم خريطة التطوير




حوار- محمد خضير


■ الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة هو مؤسس المركز فهل ستمشى على خطاه وتكمل ما بدأه أم أنه له خطة أخرى وفق رؤيته ومشروع محدد الملامح؟
ــــ مما لا شك فيه أن الدكتور جابر عصفور يظل وضعًا استثنائيًا وأى مدير يترأس المركز فهو يواصل المسيرة،ونجد ذلك من خلال العاملين أو المتعاملين مع المركز أنهم يؤكدون أن فترة تولى الدكتور عصفور رئاسة المركز فترة مثاليه فى نوعية الإصدارات المترجمة والطباعة والمترجمين، وبعد ذلك بدأت المشاكل تتراكم وهى نتاج زيادة الطموح وقلة الإمكانيات فأصبح لدينا الان كتب كثيرة مترجمة وموجودة ولكن النشر متباين بشكل واضح، وأصبح هناك مترجمون يتأخر إصدار كتبهم لسنين لم تصدر بعد وهى مشاكل لم تكن موجودة فى عهد الدكتور جابر عصفور،كما انه بدأ المشروع بشروط معينة ولكن الآن مع مرور الوقت أصبحت هناك آفاق أكبر لتطوير المركز لم تكن مطروحة على الدكتور جابر ولذلك نتمنى أن نطور أكثر من إدارة المركز.
■ ينتظر منك المترجمون تطوير المركز جذريا لإعادة مكانته الأولى كمنارة فكرية.. فماذا عن خطتك لتطوير المركز؟
ـــ أولا شكرًا الله لهم لحسن ظنهم .. وآفاق التطور فهناك أفكار كثيرة وكلها جيدة، وما على الإنسان ان يختار منها ما هو قابل للتنفيذ، وهو بالتالى مرهون بالإمكانيات المادية والبشرية، وهنا اتمنى ان نزيد من الكتب المترجمة وتتاح للقارئ المصرى والعربى، واتمنى ان تصل إصداراتنا إلى كل مكتبات المدارس والجامعات وقصور الثقافة، هناك أزمة مالية ومديونيات، وأعلم أن التأخير فى طباعة الكتب ولد استياء من قبل المترجمين، ودورى البحث عن حلول ومخرج من الأزمة.
■ حدثنى عن المشكلات التى تعوق وصول الكتب لعدد اكبر من القراء أو الباحثين؟
ـــ كانت هناك مشكلة فى منشورات المركز القومى للترجمة أن البعض يرى ان هناك كتبـًا مهمة سواء باحثين أو مثقفين لا يتاح لديهم، وبالتالى فهناك مشكلة فى توزيع الكتب بالمحافظات، فبدأنا نأخذ اجراءات بحيث يكون الكتاب متاحًا فى كل محافظات مصر طريق شركات التوزيع المعروفة، وبدأنا فى القيام بنشر مشترك مع دور النشر الخاصة حيث أى دار نشر خاصة تشارك فى نشر الكتاب اننا نتحمل تكلفة الترجمة والدار تتحمل الطباعة ويصدر الكتاب بالاسمين، كما اننا كنا مقيدين بمطبعة واحدة ولكن الآن نطبع فى أربع أو خمس مطابع مختلفة، وأيضًا اصبح هناك امكانية للتسويق عن طريق دور النشر ووقعنا برتوكولاً مع الهيئة المصرية العامة للكتاب بحيث أصبحت كل منافذ بيع الهيئة تعرض إصدارات المركز،وكذلك تم الاتفاق مع وزير التعليم لإتاحة انشاء منفذ لبيع إصدارات كل كتب وزارة الثقافة بكل الجامعات، وهو ما يجعل كتب المركز متاحة فى مناطق جديدة فى كل محافظات مصر.
■ هل لدى المركز إحصائية عن عدد الكتب التى تم ترجمتها بالمركز حتى الآن؟
ــ بالطبع لدينا احصائية وآخر عدد من 3 شهور تم ترجمته نحو 2600 كتاب وعدد اللغات المترجم منها هى 35 لغة إلى العربية وعدد من هذه الكتب نفذ، وهناك مطالبة بإعادة طبعها، وأيضًا المركز فى الجزء من هذا لدينا لها سمعة كبيرة ولكن غير متوفر ولدينا عمل ترجمات لكتب سبق ترجمتها من قبل.
■ وهل لديك خريطة معينة لإصدار الكتب.. وخاصة ان حضرتك ذكرت ان هناك كتبًا مترجمة ولم تصدر من سنين؟
ـــ بالطبع.. فنتيجة لتراكم الكتب التى ترجمت ولم تصدر اننا نسرع من ايقاع اصدار الكتب، بحيث يكون كل جهدنا ان نصفى هذا التراكم بحيث تصدر بأى شكل فنأمل ان هذا العام نصدر نحو 500 كتاب وهو ما يعنى إصدار كتابين فى اليوم ونعود لإيقاع معقول، فنحن نسرع فى إصدار الكمية المتراكمة من عامين وثلاثة أعوام وبعد ذلك سوف نعمل على إصدار الكتاب للمترجم بعد تسليمه خلال شهرين أو ثلاثة ونعود للإيقاع الطبيعى.
■ هل سيتم الاحتفال بيوم المترجم الذى يوافق منتصف شهر أكتوبر المقبل وكيفية احتفالكم به؟
ـــ بالطبع ..فالمركز سبق وان اقام المركز فى فترة إدارة الدكتورة كاميليا صبحى احتفالية بيوم المترجم شهدت فعاليات كثيرة ليس فى المركز فقط بل امتد لمواقع ثقافية وجامعات عديدة، ولكن للأسف لم تتم ولكن هذا العام نسعى لإقامة الاحتفالية بيوم المترجم لأن بها  تكريم للمترجم وجذب الانتباه لصورة المركز القومى للترجمة، وبها فرصة لتلاقى المترجمين فيما يتعلق بقضايا الترجمة من النواحى الفنية واللغوية، واختيار المصطلحات والنواحى المادية والحقوق الادبية للمترجم،ونعد لعمل موائد مستديرة للمترجمين لمناقشة أمورهم،وتوزيع جوائز ودروع رفاعة الطهطاوى رائد الترجمة على الفائزين ونعد لفعاليات أخرى.
■ كان هناك فكرة مشروع لإنشاء رابطة للمترجمين من قبل د. أحمد عتمان «رحمه الله» بهدف تجميع المترجمين ..فما مصير هذه الفكرة؟
ــ النية لعمل رابطة للمترجمين كانت بالفعل موجودة وحدث اهتمام من الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة وقت أن كانت الدكتور كاميليا صبحى رئيسة المركز، فبدأت عقدت اجتماعات تحضيرية وتقديم الطلبات للشئون الاجتماعية لتأسيس الرابطة، ولكن صرف الناس نظر وتوقف الموضوع سواء من جانب مسئولى وزارة الثقافة أو من جانب المترجمين انفسهم، ولكن جاء لى متحمسون لهذا المشروع ويطالبون بإعادة إحيائه، وانا متحمس لهذه الفكرة، ولكنى اميل إلى ان المترجمين انفسهم هم من يختارون مجلس ادارتهم ويحددون الاهداف الخاصة بالرابطة وليست الدولة ولكن نشجع ونوفر أماكن الاجتماعات لأن هذا يفيد عمل المركز.
■ ماذا عن حقوق الملكية الفكرية عن أصحاب المؤلفات التى تترجم من اللغات الأخرى للعربية وكيفية حصول هذه الجهات عليها؟
ــ مشروع المركز يقوم كان من اول المؤسسات العربية التى تعاملت مع موضوع حقوق  الملكية الفكرية على أنه شىء قانونى لابد أن يحترم، وبالتالى لا يسمح المركز بترجمة أى عمل قبل أن يأخذ حقوق الملكية الفكرية من ناشرة، وهو من المؤسسات الرائدة فى ترسيخ فكرة الملكية الفكرية فى المجتمع المصري، وأصبحت دور النشر الخاصة تحذو حذو المركز ولا توافق لمترجم بنشر كتاب قبل الحصول على حقوق الملكية الفكرية.
■ ماذا عن الحقوق المادية للترجمة.. خاصة انه من عهد فاروق حسنى وزير الثقافة الاسبق تم تعديل تكلفة ترجمة الكلمة، ولكن كم هى الآن؟
ــ بدأ مشروع الترجمة بأجر زهيد جدا وهو بـ6 قروش للكلمة أما الآن فزادت حسب العمل المترجم وحجمه، فهناك فئات تختلف وتتراوح تكلفة الكلمة الآن من 20 لـ30 قرشًا للكلمة، وانخفضت إلى حد ما بعد الثورة لانخفاض ميزانية وزارة الثقافة، ولكن يظل السعر الذى يضعه المركز هو اعلى سعر فى السوق المصري، وهنا دور مهم اداه المركز لعدم تعامل دور النشر مع الترجمة بعين العطف أو عدم الشعور بمدى توزيعه ولكن المركز الان عمل للمترجمين سعر، وهو نوع من عزة النفس التى ساهم المركز لترسيخها لدى المترجمين فى مصر.
■ يشكوا بعض من القراء والباحثين من ارتفاع أسعار كتب المركز ويؤكد انها مبالغ فيها.. فما تعليقك؟
ـــ من المفترض أن المركز القومى للترجمة تابع لوزارة الثقافة والمركز لا يستهدف الربح، لكنه يستهدف يد القارئ، وبالرغم من غلاء الكتب فإن المركز لا يحقق أرباحًا مادية على الإطلاق لأن كل كتاب تتم ترجمته يكلف الكثير ما بين حقوق للملكية الفكرية، والترجمة وإخراج وتصميم وطباعة، فنضطر وحسب تكلفة كل كتاب تحديد قيمته، وفى المتوسط لو تكلف الكتاب 120 ألف جنيه مثلا وطبعنا منه 1000 نسخة فلا يمكن أن تقل قيمة الكتاب عن 100 جنيه.
■ وماذا عن انشطة المركز وخطتك للنهوض بها وفتح أفق أوسع لنشاط المركز؟
ــ نعد لعقد ندوات وتبنى فكرة عقد حفلات توقيع يبدأ النشاط بالمركز ويساهم فى معارض عربية لمعرفة اهمية اصدارات المركز، ونبدأ بالتنسيق مع منظمات الترجمة العربية سواء دار كلمة أو المنظمة العربية للترجمة أو الدار العربية بتونس ودبى وبيروت لأننا نعمل لخدمة نفس القارئ العربى ونتعامل بمنطق التعاون والتوزيع المشترك.
■ هل هناك فكرة لترجمة من العربية للغات الأخرى وكيف يمكن أن يتم تنفذها؟
ـــ الفكرة موجودة، وتجربتها مطروحة، ولكن لم نستطع تسويقها، ولكن ما أقوم به هو أن أتعاون مع دور النشر الأجنبية للاتصال وطلب كتب معينة نبدأ بذلك التعاون والمساهمة بالترجمة وعمل كتب مهمة وترجمة عن الكتب بلغات اخرى وبذلك يطلب القارئ الأجنبى ما يراد ترجمته له.
■ وماذا عن اللجان الموجودة بالفعل بالمركز القومى للترجمة، وهل تقوم بدورها الفعلي؟
ـــ هناك آليات بألا تترك الاختيارات للهيكل الإدارى، لذلك هناك ثلاث لجان، الأولى لجنة الأمناء التى تجتمع مرة كل عام لتقييم أداء المركز وطرح استراتيجيات جديدة، وهناك لجنة الاستشاريين التى تجمع شيوخ الترجمة، التى أعتقد أنها لم تعقد اجتماعاً منذ رحيل الدكتور جابر عصفور عن المركز، وهذه اللجنة دورها أن تحدد لنا ما يجب أن نهتم به وما يصح أن نؤجله، وهناك لجنة ثالثة فى كل فرع من فروع المعرفة، وتتكون من عشرة أعضاء من المتخصصين فى هذه العلوم.