الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مستشار المفتى: جماعات التطرف الدينى نشرت فوضى الفتاوى




حوار ـ محمود ضاحى

الإفتاء مهمة جليلة تعنى تصدى الفقهاء والعلماء لمستجدات العصر وشئونه لبيان رأى الدين، وما ينبغى من سلوك مترتب على ذلك ولأن الإفتاء ضرورة اجتماعية ومهة استهلاكية فمع زيادة وسائل الإعلام ومن بينها الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعى كثر المتصدون للإفتاء هم ليسوا أهلاً لذلك وكل من لبس عمامة أو حصل على درجة علمية سارع بالإفتاء فأصبح هناك فوضى فتاوى تتناول تفسير بعض القضايا الفقهية المستجدة والمزمنة يأتى ذلك بالإضافة إلى ممارسة جماعات سياسية العمل بالدين فخلطوا الدين بالسياسة وظهر نهج الدين السياسى الذى يفصل الفتاوى الدينية على مقاس الاغراض السياسية يأتى ذلك بالرغم من وجود مؤسسات دورها التصدى للإفتاء وبيان صحيح الدين من خلال متخصصين وعلماء ومن بين هذه المؤسسات الأزهر ودار الإفتاء ولذلك كان حوارنا مع أحد ممثلى هذه المؤسسات لتناول ظاهر الإفتاء وطبيعة ودور مؤسسات الدولة فى مواجهة المستجدات حيث أكد مستشار مفتى الجمهورية إبراهيم نجم فى حواره لـ«روزاليوسف» أن دار الإفتاء محاربة الفوضى فى الداخل والخارج، ففى الداخل تحاول نشر الفكر المذهبى الوسطى والاهتمام بالشباب حتى لا يقعوا فى براثن التطرف والإرهاب وبالخارج تعمل الدار جاهدة على تصحيح الصورة المغلوطة عند الغرب عن الدين الإسلامى مؤكدًا أن هناك قصورًا فى الخطاب الإعلامى الإسلامى الموجه للدول الأوروبية.
وأشار إلى وجود جماعات متطرفة تتبنى فكرًا شاذًا يساهم فى الإساءة للدين وللأوطان،  مشيرًا إلى أن الدار تسعى جاهدة للتصدى لمثل هذه الأفكار مؤكدًا أن مهمة تحدى الفتاوى التى تحدث بلبلة بالمجتمع ستكون الهم الأكبر لدى المؤسسات الدينية فى المرحلة المقبلة وإلى نص الحوار

■ رأينا فى الأيام الماضية اتجاه دار الإفتاء للتوسع فى الرد على الشبهات التى تحيط بالإسلم كالفتاوى الشاذة.. هل هذا التوسع نابع من زيادة حدة العنف والتطرف فى البلاد الآن أم أنه عمل الدار بشكل أساسى؟
- فى البداية مهمة دار الإفتاء الأساسية هى بيان الحكم الشرعى للمسلمين فى كل ما يشغلهم فى أمور دنياهم ودينهم، وهذا هو صميم عملنا بدار الإفتاء المصرية، وكوضع طبيعى انتشرت فى الآونة الأخيرة موجة من الشبهات والفتاوى الشاذة والآراء الصادمة التى تطعن فى ثوابت الدين والصحابة،  وبالتالى هبت الدار من واقع صميم عملها للرد على كل تلك الشبهات والافتراءات،  وكان هذا النشاط واضحًا بشكل ملحوظ نتيجة الزخم الكبير حول هذه القضايا ونتيجة لانتشار الآراء المتشددة من قبل البعض،  فالدار من خلال مرصد الفتاوى التكفيرية والشاذة تحصل على الكثير من هذه الفتاوى والآراء نتيجة الرصد اليومى وعلى مدار الساعة من قبل الباحثين والمتخصصين فى هذا المرصد،  ومن ثم تقوم بالرد والتفاعل مع الأحداث ونشرها فى الإعلام لإعطاء الصورة الصحيحة،  ومنع حدوث البلبلة والوقعية بين الناس فى ظل ما تشهد البلاد من ظروف فى وقتنا الحالى،  وهذا العمل سواء فى الماضى أو الحاضر أو المستقبل إن شاء الله هو نابع من صميم عمل دار الإفتاء المصرية ودورها فى نشر الوعى والدين الوسطى بين المسلمين.

■ مرصد التكفير التابع للدار كيف يعمل وما خطتكم لتصحيح المفاهيم المغلوطة عند كثير من الشباب وخاصة فى مناطق الأطراف الحدودية فى الدولة؟
ـ المرصد أداة رصدية وبحثية لخدمة المؤسسة الدينية باعتبارها المرجعية الإسلامية الأولى فى مجال الفتوى،  وهدفه التصدى لظاهرة فتاوى التكفير والآراء المتشددة فى مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية،  وتقديم معالجات فكرية ودينية لتلك الظاهرة وآثارها،  ومحاولة الوقوف على الأنماط التفكيرية والمتشددة فى المجتمع لتكون محل مزيد من البحث والدراسة لتقديم تصور لعلاج الظاهرة والمرتبطين بها، ومنها أيضًا تحسين صورة الإسلام وتنقيح الخطاب الدينى من ظواهر التشدد التى طرأت عليه بفعل أيديولوجيات وافدة أو مجتزئة والتى تدعو إلى العنف والتطرف،  وهناك محاولات من الدار بالتنسيق مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف عن طريق علمائهم لنشر المفاهيم الصحيحة فى ربوع الوطن،  والقضاء على ظاهرة التشدد والتطرف وتجفيف منابعها.

■ نرى سفريات كثيرة لك خارج البلاد للتعريف بالإسلام فى ديار غير المسلمين،  لكن محافظات الصعيد وحلايب وسيناء ومرسى مطروح تفتقد مثل تلك السفريات التى يسيطر عليها بعض المتشددين؟
ـ نحن بفضل الله تعالى نعمل على نشر الوسطية والدفاع عن الإسلام ومحاربة الفوضى فى الخطاب الدينى فى الداخل والخارج على قدم المساواة،  ونحن قد واجهنا هجومًا شديدًا فى الغرب على الإسلام ومحاولة تصويره على أنه دين يخص على العنف وسفك الدماء،  فأردنا أن نقوم بدورنا للذود عن الدين،  كما أنه يوجد هناك أيضًا أقليات إسلامية فى الغرب لها قضاياها الدينية التى تريد إجابة عنها،  وهذا من واقع دورنا أيضًا،  والدار تقوم بدورها فى الداخل بالمحافظات من خلال أفرعها المختلفة ومن خلال علمائها،  هى منظومة يكمل بعضها بعضًًا،  الغاية واحدة لكى الوسائل متعددة.

■ وما هى خطة الدار لدمج الشباب وتثقيفهم وتعليمهم العلوم الشرعية،  وحمايتهم من الشبهات التى تثار يوميًا فى الفضائيات ووسائل الإعلام؟
ـ بالطبع الشباب هم أهم شرائح المجتمع فهم أساس فى الحاضر وهم من يقودون السفينة فى المستقبل،  وهم من يقودون قاطرة التنمية والبناء،  والدار تسعى من خلال عدة مبادرات لحماية الشباب من الوقوع فى براثن التطرف والإرهاب، كما أنها تقوم بإعداد الدورات فى العلوم الشرعية لتوعية الشباب،  وتنشر الفكر الوسطى من خلال علمائها عبر الفضائيات المختلفة، وتسعى لإصدار مجموعة من الكتيبات حول أهم الشبهات المثارة على الساحة والرد عليها،  لأنها فى يقينها أن الشباب هم عماد الأمة ويجب الحفاظ عليهم من مغبة الوقوع فى التطرف والإرهاب.

■ فى تقديرك لماذا ازدادت وتيرة الفتاوى الشاذة فى مصر والعالم العربى رغم وجود مؤسسات دعوية وشرعية كثيرة؟ وهل هناك تشريعات ستصدر للحد من فوضى هذه الفتاوى؟
ـ هذا أمر طبيعى نظرًا للأحداث التى يمر بها العالم العربى بوجه عام ومصر بوجه خاص،  وهذا يرجع أيضًا إلى وجود جماعات متطرفة تتبنى فكرًا شاذًا يساهم فى الإساءة للدين وللأوطان،  ونحن نحاول التصدى لمثل هذه الأفكار وهذه الفوضى فى الفتاوى،  وهذه المهمة ستكون الهم الأكبر عندنا فى المرحلة المقبلة وهو القيام بوظيفة الدار من بيان للأحكام الشرعية بطريقة منضبطة تحد من الفتاوى التى تحدث بلبلة فى المجتمع وتقضى على ما يسمى بفوضى الفتاوى،  وسيكون هذا الأمر من خلال طريقتين: الأولى وهى الإسهام الفاعل فى بث مزيد من الوعى العام لدى جماهير الأمة بهذه القضية، والعمل على إرساء ما أسماه بعض علمائنا بـ«ثقافة الاستفتاء»،  لأن هذا بمثابة التحصين من الوقوع فى هذا الإشكال،  والطريقة الثانية تتمثل فى العمل الدءوب على تصحيح المفاهيم الفاسدة التى تخلفها تلك الفتاوى الشاذة والغريبة على مجتمعاتنا وعلى روح الإسلام الوسطى الذى اتخذه الأزهر منهاجا له،  فالمؤسسة الأزهرية هى عنوان للوسطية الإسلامية التى تسع الجميع وتحتوى الجميع، وستظل بفضل الله عز وجل مرتكزًا لكل دعوات الخير،  وقيادة لا أقول روحية فقط،  وإنما قيادة فكرية قادرة على ضبط إيقاع المجتمع إذا ظهر فيه النشاز فى أى صورة من صوره.

■ بعد عودتك من الزيارة الأخيرة للولايات المتحدة أصدرت بيانا تطالب فيه بضرورة تغيير صورة الإسلام عند الغرب وهو ما استغربه الكثيرون فيما الذى دعاك لإصدار ذلك البيان؟ وما أكثر الدول التى نحن بحاجة للتركيز عليها لتصحيح صورة الإسلام بها؟
أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا هى من أهم المناطق التى يجب التركيز عليها نظرًا لعدائها الشديد مع الإسلام وكثرة حملات التشويه بها، على الرغم من وجود نحو 50 مليون مسلم فى أوروبا بكاملها، إلا أن العداء فى أوروبا لا يزال مستمرًا وهذا الأمر له أسبابه، فمنذ أن فتح المسلمون القارة الأوروبية على يد القادة المسلمين أمثال محمد الفاتح وطارق بن زياد وغيرهما إلى أن وصل المد الإسلامى إلى أقصى مدى فى أوروبا، ونحن نلاحظ هذا العداء التاريخى، وقد نبرر هذا العداء بأنه نتيجة للصورة الذهنية المترسبة لدى الأوروبيين وهذا ما اتضح فى العداء الشديد الذى وصل إلى حالات القمع والإبادة، كما حدث فى البوسنة والهرسك، ولقد عانى أبناء الدول الأوروبية الأصليون الذين دخلوا الإسلام لكنهم حافظوا على دينهم رغم ما لاقوه من أذى ومحاولات محو هويتهم الإسلامية مثل الألبان والبوسنيين، والكوسوفيين المقدونيين، والمسلمين فى بلغاريا، أضف إليهم المسلمين الجدد، من أمثال المفكر الفرنسى رجاء جارودى المفكر الإسلامى الألمانى مراد هوفمان، وغيرهما ممن اعتنقوا الإسلام.
وفى إيطاليا تأبى الحكومة الإيطالية الاعتراف بالإسلام كدين رسمى مما أحدث ازدواجية ثقافية وصراع لدى ناشئة المسلمين وعدم القدرة على الاندماج فى المجتمع الإيطالى، وفى ألمانيا لايزال الألمان ينظرون إلى المسلمين على أنهم أجانب وخطر على الجتمع، وفى فرنسا يوجد ارتباك ملحوظ فى سياسية الدولة الفرنسية تجاه المسلمين بالنسبة لقضية الاندماج.
هناك نقطة أخيرة وهى من أهم التحديات الفكرية التى تواجه المسلمين بالخارج وهى وجود فجوة فكرية فى التاريخ الإسلامى هناك ومصدر هذه الفجوة أن العلماء والفقهاء ظلوا على امتداد التاريخ الإسلامى يفكرون فى الجاليات غير الإسلامية التى تعيش فى ديار المسلمين، وقد وضعوا لهؤلاء كتبًا وفقها تغنى هذا الجانب، ولكن هؤلاء العلماء لم يفكروا فى وضع الجاليات الإسلامية التى تعيش فى الغرب، فالحاجة متنامية بصورة كبيرة لوجود فقه للأقليات الإسلامية فى الغرب، يدرس أحوال المهاجرين، ويحصر أمرها لتجد سبيلها إلى أحكام فقهية تيسر وتسهل حياتهم فى الخارج.

■ وماذا رصدتهم خلال زيارتكم للولايات المتحدة الشهر الماضى؟
ـــ الكثير، لكن أهم ما لفت نظرى فى الولايات المتحدة هو نظرة الأمريكان لمصر على أنها أصبحت تعانى حربًا أهلية وفوضى عارمة واحترابًا فى الشوارع والذى بدوره يشكل خطورة على السياحة فى مصر، كما أنه يعبر عن قصور فى التواصل مع الأمريكا بشكل جيد، وهذا ناتج عن غياب قنوات الاتصال بيننا وبينهم التى منها القنوات الموجهة للعالم التى تخاطبهم بشكل جيد وتقدم صورة مشرفة لمصر، خصوصًا مع وجود قنوات فضائية  مغرضة تقدم صورة سلبية عن مصر.

■ حديث يدل على أن صورة مصر تتعرض للتشويه؟
ــ سمعة مصر مازالت تتعرض للتشويه، وسط غياب خطة محددة لتصحيح الصورة وعدم التعاطى بالقدر الكافى مع هذه التحديات من قبل الشخصيات الوطنية المحبة لبلدها فى الولايات المتحدة وفى الخارج بصفة عامة، ونحن لم نقم حتى الآن بمحاولة محترمة للتحدث مع العالم بالإضافة إلى وجود نقص شديد فى المعلومات الصحية عن مصر فى الدوائر السياسية والإعلامية الأمريكية، وهناك عدد كبير من الأمريكا يعتقدون أن مصر مازالت غارقة فى الفوضى، الأمر الذى يستوجب علينا القيام بدور أكبر فى المرحلة المقبلة فى تنظيم حملة علاقات عامة دولية لتوضيح الصورة والاستفادة من مكان الأزهر والافتاء فى عقول وقلوب ملايين المسلمين فى الغرب لأنهم يرون أن مؤسسات الأزهر هى الحارس الأمين على مواريث النبوة وعموم الأمة، مما يلقى بالمسئولية المتزايدة على المؤسسات الدينية فى مصر لمد جسور التعاون مع الجاليات الإسلامية فى العالم أجمع.

■ توسيع «داعش» فى القتل على الهوية فى العراق وبلاد الشام وتهجير غير المسلمين ورأيناهم يذبحون من يقول لا إله إلا الله، من وجهة نظرك ما مدى خطورة مثل هذه الحركة على العالم الإسلامى؟ وما هى خطتكم لمواجهتها؟
ــ ما تفعله «داعش» يشوه صورة الإسلام والمسلمين، ونحن حاليًا نقوم بتهميش الخطاب المتطرف وإتاحة الفرصة للعلماء لإظهار سماحة الإسلام، وإزالة الآثار السيئة التى أحدثتها مثل هذه الجماعات والصقتها بالإسلام، لأن مواجهة فوضى الفتاوى تحتاج إلي جهد كبير من المؤسسات الدينية، ونحن لدينا ملف بالدار للتصدى لمثل هذه الفتاوى وعلاجها يكون ذلك من خلال نشر التوعية ليس فى مصر فقط ولكن بالعالم كله، وهذه التوعية بالإسلام الصحيح تكون بعدة لغات وإفريقيا سيكون لها أولوية خاصة لدينا.

■ وكيف تواجه حملات تشويه الإعلام الغربى للإسلام؟
- بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر والإعلام الغربى يتعمد تقديم صورة للإسلام والمسلمين تجمع بين الضعف والتخلف والإرهاب والتطرف، محاولة منه لتكريس صورة سلبية للإسلام والمسلمين تتهمهم بالقسوة وأنهم مصدر العنف والإرهاب، لكن على الجانب الآخر دعنا نعترف بقصور الخطاب الإعلامى الإسلامى الموجه للغرب، مما يتطلب ضرورة انفتاح العالم الإسلامى علي العالم الغربى وعلى حقائق العصر مع الحفاظ على ثوابت الأمة وتقاليدها وأن يشكل المسلمون فى الغرب قوة ضاغطة ترفع صوتها مدافعة عن دينها وصورتها وهويتها، كما أن الضرورة أصبحت ملحة لإنشاء قنوات فضائية إسلامية موجهة للغرب تخاطب الغرب بلغته وتعطى صورة شاملة عن الثقافة الإسلامية وتسهم فى تصحيح صورة الإسلام  والعرب والمسلمين، ومن ثم فلا بد من إنتاج برامج تخاطب الغرب باللغات الأجنبية بغية تصحيح صورتنا لديهم، هذه البرامج والحملات الإعلامية تركز على تفعيل دور الإعلام الإسلامى فى تحسين صورة الإسلام والمسلمين من خلال التعرف على صورة الإسلام والمسلمين فى وسائل الإعلام الغربية والأجنبية، كما ينبغى طرح رؤية مستقبلية فى مواجهة تشويه صورة الإسلام والمسلمين، والتعرف على تأثيرات العولمة فى تشكيل الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين، وتفعيل دور الاتصال المباشر فى مواجهة الصورة السلبية عن الإسلام والمسلمين فى الغرب، ومن خلال كل هذه الجهود نستطيع أن نواجه حملات التشويه ضد الإسلام فى الغرب، ولا بد من ضرورة إنشاء جهاز إعلامى إسلامى للبحوث، يتولى رصد وتحليل واقع ما يقدم عن الإسلام والمسلمين فى وسائل الإعلام الغربية وإعداد الدراسات العلمية والحقائق التى يعتمد عليها فى الرد على ما يقدم من صور مشوهة أو إساءة تتعلق بالمسلمين وثقافتهم ودينهم.

■ وهل التغيرات السياسية أثرت بشكل أو بآخر على صورة الإسلام بالغرب؟
- بالفعل فالأحداث السياسية يكون لها مردود على جميع الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والدينية إيجابًا وسلبًا، ففى بعض الأحيان يكون الخطاب السياسى العربى والإسلامى الموجه للغرب يحمل التعصب والانتقاد الشديد والهجوم القوى مما يكون له ردة فعل عنيفة من قبل الآخر والذى ينسحب بدوره على الحياة الاجتماعية ويصب فى مصلحة التعصب الدينى، وتعثر عملية الاندماج المجتمعى التى يترتب عليها الكثير من المشكلات، ولعل الأحداث الأخيرة التى شهدتها الساحة العربية فيما يعرف بالربيع العربى وتصدر حملات التشويه والعمالة للغرب الحديث فى جميع وسائل الإعلامى كان له الدور الأبرز فى إزكاء هذه الروح العدائية ضد العرب والمسلمين ومن ثم الإسلام.